|


بطل العالم السابق يكشف استعداده 6 أشهر قبل نزال الدرعية

جوشوا: أتفادى الكارثة

حوار: علي الحدادي 2019.12.07 | 02:12 am

بدأ البريطاني أنتوني جوشوا، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل، ممارسة الملاكمة في عمر الـ 18 عاماً، وتحول إلى الاحتراف في 2013 بعد ألقاب عدة، بينها ميدالية أولمبياد 2012 في لندن.
لكن الأمريكي- المكسيكي أندي رويز جونيور جرده من لقب بطل العالم، الذي حصده 3 مرات، خلال نزالٍ في أمريكا يونيو الماضي. واليوم، يتكرر الصدام بينهما في “نزال الدرعية”.
يعتقد جوشوا، في حوار مع “الرياضية”، أن خسارته أمام رويز مجدداً ستمثل كارثة. لكنه تحدث عن ثقته في تحضيراته وجاهزيته للفوز.
ولفت إلى هدوئه قبل النزالات، بعكس شعوره بالتوتر في مرحلة التدريب.
01
رغم احترافك الملاكمة، ما زلت مهتماً بدراسة علومها، ما السبب؟
أنا مهتم بالدراسة بنفس الجهد الذي أبذله في صالات التدريب. تدريباتي الأخيرة تضمنت مواجهة 5 ملاكمين في وقت واحد، والدراسة أتت ضمن التحضيرات للثأر من الهزيمة التي تعرضت لها في يونيو الماضي على يد آندي رويز جونيور.
02
ماذا يشكل لك نزال الدرعية؟
يشكل الفرصة الوحيدة لاستعادة لقبي، بطل العالم في الوزن الثقيل، في أعقاب خسارة يونيو المفاجئة في حلبة “ماديسون سكوير جاردن” في مدينة نيويورك الأمريكية.
03
هل أدركت أخطاءك؟
بالطبع، أدركت أخطائي جيدا بعد ذلك النزال. لقد كنتَ يا رويز جونيور ملاكماً أفضل في ذلك اليوم وأنا أقرّ لك بذلك، وكنتَ أول بطل من المكسيك، أرفع القبعة احتراماً لك. مع ذلك، معنوياتي لم تكن منخفضة، لأنني كنت أعلم بامتلاكي الكثير لأقدمه. لذا عدت إلى جدول تماريني، بدأتها في الشهر ذاته. وقد أدركت بعد ذلك النزال أنني كنت متخلفاً عن رويز جونيور في جميع الجوانب، وأن الأمر الوحيد الذي نشترك فيه هو الوقت المتاح لنا. من هنا، قررت الاستفادة من الوقت المتاح. وتعيّن عليّ استخدامه بحكمة. وكنت أعرف جيدا الجوانب التي ينبغي عليّ العمل عليها، والتي تمثلت في التخطيط الاستراتيجي.
04
صف لنا شعورك حين بدأت الملاكمة؟
رافقني الشعور بالقوة والسيطرة منذ دخولي عالم الملاكمة، بدءاً من مشاركتي في بطولات الهواة والفوز بها، إلى أن أصبحت ملاكماً محترفاً يحرز البطولات. لكننا لا نقدر قيمة الشيء حتى نفقده. بعدها، تسنى لي الوقت للتفكير، وبدأت دراسة علوم الملاكمة مجدداً. لا شك، أنني قادر على معاودة النزال، فقد سبق لي وأن واجهت أفضل الملاكمين. لكن لم يسبق لي وأن مررت بمراحل تمهيدية، وكنت أتجه دائما إلى القمة. أصبح لدي الآن متسع من الوقت للتفكير بشكل صحيح والتركيز على اللعبة، والارتقاء بمهاراتي مجدداً، لاستعادة الصدارة في هذه الرياضة، ومعاودة ما اعتدت القيام به.
05
ما فحوى دراستك؟
دراستي هي علوم الملاكمة، وهي تطلعني على العديد من أسرار هذه الرياضة. وأنا أشاهد مجموعة ضخمة من الفيديوهات. أحيانا، يمكننا مشاهدة ملاكمين لهما ذات الطول والوزن، لكن أحدهما أكثر انضباطاً من الناحية الفنية مقارنة مع الآخر. بالتالي، يمكن فهم الأسباب التي تساعد على تحقيق النجاح، ومعرفة قيمة الانضباط، المتمثل في الالتزام بالتكتيكات. يمكن أن نعرف الوقت الملائم للتحرك إلى الجهة اليسرى عند مواجهة ملاكم يتبع المنهجية التقليدية، وما إذا كانت هذه الحركة تنطوي على مخاطر أم أنها ذكية للسيطرة عليه. وماذا يعني التحرك إلى الجهة اليمنى، وكيفية التقدم إلى الأمام.
06
ما هي أولى فنون الوضع الدفاعي في الملاكمة؟
يكمن السر في وضعية القدمين، والابتعاد عن طريق المهاجم في اللحظة المناسبة. دراستي تضمنت هذه الأمور والكثير غيرها. وعلى هذا النحو، يمكن لي الخوض في هذه العلوم. كانت مبارياتي السابقة تتلخص في عبارة “لقد جئت للقتال”. أما الآن، فقد اطلعت على علوم الملاكمة، التي تنطوي على أهمية بالغة أيضا.
07
هل أنت على أتم الاستعداد لنزال الدرعية؟
الآن أنا على أتم استعداد. النزال في حد ذاته يشكل الجزء الأقل إثارةً للأعصاب خلال هذه التجربة. أنا لست متوتراً على الإطلاق، إنما أشعر بالثقة التامة بقدراتي. لم يسبق لي أبدا أن شعرت بالتوتر قبل المشاركة في النزالات. غالباً ما أصاب بالتوتر أثناء التمرين ذاته. فعند ممارسته، أعزل نفسي عن المحيط الخارجي كما لو أني عبارة عن إحدى تجارب المختبرات. ثم أتقدم لعرض ثمرة جهودي أمام عشاق الملاكمة. أنا أضغط على نفسي، ببذل كثيرٍ من الجهد على المستويين الذهني والجسدي خلف الأبواب المغلقة، للحفاظ على الصدارة. أنا أتدرب كما لو أني سأواجه خمسة ملاكمين قادمين للنيل مني، ما يحتم عليّ أن أكون يقظاً في كل لحظة، وهو ما سينعكس في نهاية المطاف على أدائي خلال النزال المرتقب. أعتقد أن التدريب هو أصعب المراحل.
08
تبدو واثقا من قدرتك على استعادة لقبك؟
أنا على ثقة تامة أني سأقدم أداءً جيداً، لذا أنا غير متوتر حاليا على الإطلاق. لا شك أني سأضغط على خصمي، وأعتقد أن ذلك يشكل النتيجة الطبيعية لتدريباتي الشاقة. وسأقدم أداءً رائعاً دون أدنى شك. في الواقع، أشعر أني على أتم استعداد، وسترون تمتعي بمستويات مختلفة من الطاقة خلال النزال، بل إني على ثقة تامة أنكم ستشاهدون الاختلاف الإيجابي الكبير في أدائي.
09
لكن هل يمكن لمفاجأة هزيمتك أن تتكرر؟
الفوز الذي أحرزه رويز جونيور على حسابي ترك أصداءً واسعاً في اللعبة على جميع المستويات، ونظر إليه الكثيرون بوصفه أحد أكبر المفاجآت في عالم الملاكمة. أعتقد أن هذا النوع من المباريات يشابه التقدم إلى الامتحانات، من الممكن للمرء أن يرسب في المرة الأولى. يخفق الكثيرون عند خوضهم اختبارات قيادة السيارات لأول مرة، لكنهم يخوضونها مجددا بعد الاستعداد بشكل أفضل. وأنا أعتقد أني مستعد بشكل أفضل.
10
في التفاصيل، كيف خسرت النزال الماضي؟
سأفصح لكم عن مزيد من المعلومات حول ذلك بعد النزال المقبل. هناك دائماً سبب للخسارة، وقد منحت رويز جونيور التقدير الذي يستحقه، حيث قدّم أداءً أفضل خلال نزالنا الماضي. لكن، يتعين عليّ في المقابل تقييم أدائي وبلورة فهم أعمق حول ما كان بإمكاني القيام به بشكل أفضل. وإذا نجحت في تلافي الأخطاء التي ارتكبتها سابقا، فلا شك أني سأحقق الفوز في الدرعية.
11
ما موقفك إذا تعرضت لهزيمة ثانية على يد رويز جونيور؟
سيكون ذلك كارثياً بالنسبة لي دون أدنى شك، لكني لا أفكر في الخسارة أبداً، وإنما في تحقيق نجاح كبير والفوز بالنزال. وسأواصل التركيز على تحقيق الفوز. في الختام، الأمر يشبه امتحان قيادة السيارات، قد ترسب في أول امتحان، وتنجح في الثاني.