|


محمد الغامدي
مشروع النصر الملهم
2019-12-07
عندما يتحدث مدربون بقيمة وقامة الإيطالي ساكي والإسباني غوارديولا صانعا الحقبة التاريخية لميلان وبرشلونة عن مدرب يوجد ضمن مدربي الدوري السعودي، فهي شهادة أن لدينا مدربًا يعد من أفضل المدربين الذين تم اختيارهم خلال العقد الأخير.
يقول عنه ساكي إنه يذكره بنفسه قبل ثلاثين عامًا، فهو يخدع الخصوم بالاعتقاد بأن الطريقة دفاعية، إلا أنها تعتمد كليًّا على قوة المهاجمين الذين يهاجمون الفريق المنافس، فيما يقول عنه غوارديولا في كتابه إنه يضغطك بشكل مستمر ولا يجعل لك أي فراغ تستفيد منه.. يهاجمك بسرعة ويدافع بسرعة.. إنه يملك أفكارًا مشابهة لأسطورة التدريب ساكي وهو من كان يلعب كرة دفاعية دون أن يكون أسلوبه، إنه مدرب عظيم وأحترمه كثيرًا في العمل الذي يقدمه.
البرتغالي روي فيتوريا مدرب النصر هو المعني بهذه الإشادة التي جاءت من مدربين غنيين عن التعريف بعد مشاهدتهما ما قدمه في الملعب إبان تدريبه لفريقه السابق بنفيكا، وجاء الحوار الذي قدمه برنامج كورة بأسلوب مختلف عن الحوارات التقليدية، منصفًا له ويؤكد عقلية المدرب التي تنم عن رؤيته الفنية للفريق، وأنه يمكنه بالسير بالفريق إلى مستقبل مشرق في ظل الانسجام بينه وبين مدربي الفئات السنية بالنادي الذين يملكون نفس الرؤى التي يتطلع لها فيتوريا وبدعم كبير من النادي.
يقول فيتوريا في حواره الثري عن اعتماده على اللاعبين الشباب إنه من المدربين الذين يدعمون المواهب الشابة وإخراجها للملأ من ذات النادي، ولكن ليس كل المدربين يعتمدون هذه الطريقة ومن السهل شراء اللاعبين وهو الحل الأسهل ولكن طبيعتي منذ كنت مع الفرق السابقة، وكان منبع مواهبي أكاديمية النادي وطموحي أقوم بعمل مدرسة تخرج اللاعبين لأنه مستقبل الكرة وفي نهاية المطاف الكرة السعودية تتطور باللاعبين السعوديين، وسوف أبني أكاديمية وأخرج المواهب فهذا هو الاستثمار الحقيقي لكل ناد. مثل هذه النوعية من المدربين الذي يقرن القول بالفعل علينا المحافظة على استمراريته فهو يحمل مشروعًا كبيرًا دون النظر للنتائج الوقتية.
ويضيف في إحدى إجاباته ما يجب علينا هو رفع وتيرة عمل اللاعب وليس بالجري، بل بالتركيز الذي يتطلب أن يكون عاليًا وعطاؤه مرتفعًا طوال تسعين دقيقة دون انخفاض لياقي أو ذهني، وهو ما نعمل لأجله الآن وهو ما أتينا إليه، وهو صناعة الفارق.
أخيرًا لنا أن نتخيل مثل هذا المدرب لا يستفيد منه المدربون الوطنيون في برنامج المعايشة، ولم يحظ مثل أقرانه ليحاضر للمدربين الوطنيين ليقدم خلاصة تجربته التدربية التي أشاد بها كبار المدربين في العالم.