|


بدر السعيد
الأوراويون البائسون
2019-12-08
يبدو منطقياً أن تشاهد من لا يحتفل بانتصارات منافسيه أو ألا تسمع منه مباركة أو إظهاراً لمشاعر الفرح تعبيراً عن تحقيق أي منجز لمنافسه، وهذه تصرفات تتحكم فيها مشاعر وأحاسسيس صنعتها السنون والمواقف.
وليس من المنطق أن نطالب شخصاً ما بأن يعيش نفس أحاسيس الفرح التي يظهرها منافسه، لأنه ببساطة ليس جزءاً منه.. لكن هذا كله لا يعني أن يصل الحال به لإظهار تلك المشاعر في حال خسارة منافسه من قبل آخرين لا تربطهم به أي قواسم مشتركة سوى أنهم بشر.. ولا تبرر له أن يظهر بشكله البائس وهو يلاحق كل من لعب ضد منافسه..
تجربة “الهلال” في مشاركاته الآسيوية أظهرت لنا جانباً مظلماً من أولئك البائسين العاجزين عن الوصول إلى ما وصل إليه ذلك الأزرق، فبدلاً من تحفيز فريقهم للوصول بعيداً في الآسيوية، فإنهم عاشوا سنين متنقلين من مدرج لمدرج ومن متجر إلى آخر بحثاً عن كل ما يخص منافسي الهلال..
ليس من الصعوبة أن تسترجع ذاكرتنا القريبة كل ما فعله العاجزون ميدانياً.. فالمقاطع التي أظهرت نحر “الحواشي” لا تزال حاضرة في الأذهان.. و “تورتات” التعبير عن الحرمان.. وصور لاعبي الفرق الأجنبية حاملين شالات فريقهم.. ولا تزال صالات المطارات والفنادق تحتفظ لهم بملاحقه لاعبي الفرق الأجنبية لتحفيزهم قبل لقاءات الهلال.. ثم ردحهم في “زفة” وداع الأجانب بعد خروج الزعيم من نهائي البطولة.. كل ذلك وأكثر كان واقعاً حاضراً وماثلاً أمامنا صوتاً وصورة.. صوتاً أظهر قبح البواطن وصورة أظهرت عجزهم عن الكبير وملاحقة منافسيه دعماً وتأييداً.. أولئك هم “الأوراويون” وتلك هي أفعالهم..
واليوم وحين حقق ممثل الوطن بطولته المستحقة وكأسه الحاضرة الغائبة، كان من الطبيعي جداً أن تنطلق احتفالات الوطن بمنجزه.. وكان من المنطقي أن يعيش أنصاره وعشاقه أياماً وليالي من الفرح العارم “المعلن” بكل الأشكال.. وعلى جانب آخر ظهر أولئك “الأوراويون” بشكل محتقن يثير العجب أحياناً ويثير الشفقة أحياناً أكثر.. ظهروا بشكل بائس أبدوا معه انزعاجهم تجاه ممارسة الفائز لأبسط حقوقه بعد انتصاراته وإنجازه..
عجباً لأولئك الأوراويين.. فقد سمحوا لأنفسهم بالفرح “المسياري” حين كانوا يتباهون علانية بدعم أندية الخارج ويتسابقون في استفزاز ممثل الوطن أيهم ينتقصه أكثر.. فيما استنكروا ورفضوا الفرح الذي أظهره المنتصر الحقيقي تعبيراً عن أبسط مشاعره وممارسته لأبسط حقوقه في إطلاق رقصات الفوز..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..