شكّل نزال الدرعية التاريخي، نقلة كبيرة للرياضة في السعودية، بعد أن بات حديث العالم، بعد أن أبهر السعوديون الجميع بالتنظيم المميز للحدث العالمي.
الأمير خالد بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة شركة “سكيل شالينج إنتيرتينمنت” المشارك في اتفاقية تنظيم ملاكمة القرن بين البريطاني أنتوني جوشوا، والأمريكي من أصل مكسيكي آندي رويز، كان واحداً من الذين وقفوا خلف هذا الحدث، من البداية وحتى النهاية.
في حواره مع “الرياضية” أكد الأمير خالد بن عبد العزيز أن هذه الاستضافة تمثل بداية إرث مميز سيتبلور بوضوح على مدى الأعوام المقبلة.
مشدداً على أن هذا النزال يعد حدثاً فريداً من نوعه، سيشكل من الناحية الفنية والتقنية مرحلة فارقة من الرياضة في السعودية.
01
في رأيكم، ما الأثر الذي سيتركه “نزال الدرعية التاريخي “على الرياضة السعودية؟
استضافة “نزال الدرعية التاريخي” هذا العام يُبشّر ببداية إرثٍ مميز سيتبلور بوضوح على مدى الأعوام المقبلة، وترك أثراً إيجابياً كبيراً على جميع الأصعدة، بما في ذلك بناء الأجواء الحماسية لرياضة الملاكمة، وتفعيل مشاركة العائلات والمشجعين والجماهير الرياضية في هذه اللحظات الرائعة.
02
كيف ترى تنظيم هذا النزال العالمي في السعودية؟
تنظيم نزال الدرعية شيء ليس سهلاً، فهذا أكبر حدث رياضي تاريخي في السعودية، هذا النزال سيبقى للتاريخ في أذهان العالم ولن ينسوه، فالكثير مازال يتذكر النهائيات العالمية التي شارك فيها محمد علي كلاي وتايسون، ويتناولون القصص كيف انهزم ومن كان مرشحاً قبل النزال.
03
هل كان من السهل تنظيم مثل هذا الحدث في السعودية؟
بالتأكيد لا.. وكان من أصعب الأمور التي مررت بها في حياتي، أخذت الموافقة أكثر من ثمانية أشهر من أجل إجرائها في السعودية، وكانت المنافسة قوية من مدن كنيويورك وكارديف ولاس فيجاس، لكن رغم الصعوبات إلا أننا استطعنا تنظيم النزال في السعودية وبالتحديد في الدرعية، وهذا بسبب الدعم الكبير الذي حظيت بها الرياضة السعودية من قبل خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان ولي عهده.
04
على أي أساس تم اختيار المكان؟
بكل أمانة اختيار المكان كان من قبل الأمير عبد العزيز بن تركي رئيس الهيئة العامة للرياضة، وكانت فكرته بأنه نزال تاريخي في أرض تاريخية ضمن موسم الدرعية، وكان الأمير عبد العزيز لديه إصرار على ألا يكون النزال في ملعب سواء ملعب الملك فهد الدولي أو ملعب الجامعة، فكان يريد مكاناً جديداً ومخصصاً للنزال.
05
تشييد الحلبة.. كيف تم بهذه السرعة؟
تشييد الحلبة كان وفق مواصفات معينة ودقيقة وتعاقدنا مع شركات محترفة وهي التي عملت حلبة الأوت أرينا في بريطانيا، وتم تشيد الحلبة في وقت قياسي خلال 47 يوماً فقط، وحرصنا أن يكون البناء بشكل معين حتى نستطيع إظهار جمال طبيعة الدرعية التاريخية.
06
ما الذي دفعك لتنظيم هذا النزال في السعودية؟
هو من ضمن رؤية السعودية التي وضعها ولي العهد على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في السعودية، وفي البداية كان بيننا وبين الأمير عبد العزيز بن تركي دراسة على إنشاء أكاديميات وبنية تحتية لرياضة الملاكمة في السعودية، لكن مع أحداث الرؤية تحول الموضوع إلى تنظيم هذا النزال التاريخي في السعودية.
07
ردة فعل الإعلام الخارجي حول النزال.. كيف كانت؟
ردة فعل عظيمة، فنزال الدرعية أشبه بنهائي كأس العالم لكرة القدم، ولو عملت بحثاً في مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي في الخارج تتيقن بأننا نجحنا في الاستضافة، وآخر تقرير وصلنا كان 47 مليار بحث وتفاعل مع الحدث على مستوي العالم في جميع وسائل التواصل.
08
بما أنك محب لرياضة الملاكمة.. ما رأيك بهذا الحدث؟
كان حدثاً عظيماً وتاريخياً سيبقى عالقاً في أذهان العالم، وستكون هناك قصص وأفلام وثائقية على هذا النزال وقصة النزال ستكون درامية سيتذكرها الجميع.
09
يمثل الحدث نزالاً عالمياً وسط أجواء تاريخية.. أخبرنا أكثر عن مكان الاستضافة ؟
تعد مدينة الدرعية جوهرة مخفية تترسخ مكانتها عميقاً في الجذور التاريخية للسعودية، وندرك أن استضافة مثل هذا النزال العالمي شكل حلماً أصبح حقيقةً على أرض الواقع بالنسبة للكثيرين في السعودية، حيث أتاح لنا فرصة الترحيب بآلاف من المشجعين والجماهير الرياضية من السعودية وشتى أنحاء العالم.
10
لكن تجربتنا جديدة في تنظيم مثل هذا الحدث العالمي ؟
صحيح، لكن استطعنا إبهار العالم في التنظيم وخاصة أننا نستضيف الحدث للمرة الأولى، ولكننا بذلنا جهوداً دؤوبة للارتقاء بمعايير هذا الحدث نحو مستويات جديدة كلياً.
11
ماذا تمثل لكم هذه الاستضافة؟
مثّل “نزال الدرعية” إنجازاً جديداً نفخر بتحقيقه على مستوى قطاع الرياضة في السعودية. ووجدنا انعكاساً إيجابياً من عشاق الملاكمة ولاحظنا ذلك من خلال استعداد الملاكمين للنزال وإشادتهما بجميع الأمور الفنية والتجهيزات، والتنوع في تنظيم الفعاليات وفي أماكن مختلفة، ونتطلع بعين ملؤها الطموح والثقة لتحقيق الأحلام التي نصبوا إليها في مجال رياضة الملاكمة، وسنواصل المضي بخطى واثقة وسريعة نحو المستقبل من خلال استضافة هذه الأحداث العالمية.
12
يبدو أن شغف الملاكمة قد بدأ بالانتشار في أنحاء السعودية.. ما تعليقكم على ذلك؟
هذا صحيح، فقد حضر الآلاف للتعرف على أجواء الملاكمة على أرض الواقع. وقد تمكنوا بالفعل من رؤية بعض المعالم خلال النزال، إلا أنّ ذلك لا يتعدى كونه جزءًا بسيطاً من المتعة الحقيقية داخل الحلبة في ميدان الدرعية. ولله الحمد وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، استطعنا تقديم الحدث العالمي بشكل رائع، أبهر الجميع وفق الإعلام الأجنبي.