|


بدر السعيد
وفي «الرائع» عشر من ديسمبر كذلك
2019-12-14
موعد جديد لم يطل انتظاره طويلاً لكنه كان يحمل حلماً طال انتظاره.. فقد تم اعتماد الموعد يوم “الرائع” والعشرين من نوفمبر من “سايتاما” ليكون بتاريخ “الرائع” من ديسمبر في الدوحة.. وبين روعة وروعة تجلى كبير آسيا وزعيمها في بقعة أخرى من بقاع الأرض التي شهدت ولا تزال تشهد على انجازات فريق عريق وملاحم رجال كتبوا حروف المجد بإملاء لا يخطئ وتشكيل لا تنقصه ضمّة ولا كسره ولا يتجاهل التنوين.
في يوم “الرائع” عشر من ديسمبر ظهر ممثلنا في أكبر منصات العرض لأندية العالم بشكل يليق به وبتاريخه واسمه وحجم جماهيريته.. ظهر الأزرق ليقدم نسخة جديدة من فنونه وسطوته.. نسخة صادقت عليها ملايين الأبصار التي ترقبت وراقبت زعيم أكبر القارات وهو يقدم نفسه بالشكل الذي يليق به.
قبل لقاء الترجي التونسي العريق بتاريخه وإنجازاته كانت جماهير الهلال تعيش فرحتها العارمة باللقب السابع على مستوى القارة بشكل لا يوحي أن هناك معتركًا صعبًا ينتظر فريقها.. وقبل انطلاقة اللقاء بأيام بدأت الأخبار المزعجة تتوالى على عشاقه ومحبيه إثر إصابات نجومها الواحد تلو الآخر.. غيابات مؤثرة وكفيلة بإسقاط أي فريق إلا الهلال.
اقترب اللقاء ولم يكن تأثير الغيابات واضحاً على أنصار ذلك الأزرق.. حيث كانت الأفراح الهلالية في شرق المملكة وغربها ماثلة وحاضرة حتى ليلة اللقاء.. وكانت أفراح الشمال تنافس الجنوب عشقاً بأزرقهم وتربعه على عرش القارة .. فهل كانت الثقة بوجود البديل أم القناعة بحالة الإشباع التي اعتقدنا أن جماهير الأزرق عاشتها؟
بدأ اللقاء.. كان الترجي بطل إفريقيا لمرات عديدة حاضراً بعدته وعتاده تدفعه طموحاته ويلفه تاريخه وأرقامه ونجومه.. وعلى جانب آخر كان سفيرنا حاضراً بغيابات نجومه وحضور اسمه وتاريخه وروح عشاقه ودعواتهم.. سيطر أزرقنا وهدد مرمى خصمه مرات.. قدم شوطاً فائق الجودة والسطوة ثم حسمها في شوطها الثاني رغم النقص.. سجل هدفاً عالمياً على طريقة أسده الفرنسي الشرس.. ثم اكتفى بذلك ليعلن الحكم نهاية لقاء عربي جميل وقفت له آسيا وإفريقيا ترقباً وصفقت له باقي القارات.
وبعد النهاية بات الأزرق طرفاً في نصف نهائي بطولة العالم للأندية.. المكان الذي اشتاق للهلال كثيراً وفرح به أكثر.. مبروك يا وطن ومبروك يا آسيا.. كبيرنا كان في الموعد فحضر وشرف وانتصر.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..