|


هيا الغامدي
«الهلال وفلامنجو» الحبيب والعدو
2019-12-15
هل يتحول الحب كرهًا؟! سؤال يتبادر إلى الأذهان عندما يتحول إخوان الأمس لأعداء اليوم، وفي كرة القدم قد لا تأتي العداوة بمعناها الصحيح، بل هي حمى التنافس والرغبة في إثبات علو الكعب لا أكثر! بين الحب والكره خيط رفيع، فلا الهلال ولا مدرب فلامنجو خيسوس في حالة من الكره ضد بعضهما، لكن المنافسة بينهما على أشدها بلقاء “نار وشرار” في كأس العالم للأندية، وفي الدور نصف النهائي للوصول للحلقة الأخيرة من المونديال!
خيسوس أكثر العارفين الغارقين حبًا في الهلال، ومعرفةً وفهمًا وإدراكًا لما يعنيه ولاعبيه ونسيجه الكروي، والكيمياء الإيجابية بينه وبين من يعمل به، وإمكاناتهم ونقاط القوة والضعف، والهلال فريق ارتبط بهذا الرجل الذي كان من ضمن القلائل الذين تركوا بصمة فنية ونفسية وذهنية من ورائه. اللاعبون يدركون ويفهمون ذهنية خيسوس وعقليته التدريبية، لكنهم لا يعلمون الكثير عن فلامنجو الذي حقق معه لقبين، محلي “الدوري البرازيلي” وقاري “كأس الليبرتادوريس”، لكن خيسوس لا يعلم ما يدور في ذهن رازفان، ولا يزال للإثارة والغموض محل من الإعراب في هذه المباراة النارية المرتقبة!
صعوبة المباراة “نفسية” أكثر منها “فنية”، لأن الأوراق مكشوفة، لكنها اللعبة النفسية التي تجعلك تلعب على وتر أعصاب المقابل، ومن يغلب الروح القتالية العالية ويجيد الفوز نفسيًا باللعب على أعصاب الآخر وامتصاص الغضب الذي يتخلله الكره المغلف بالحب والرغبة بالتفوق على الحب الأول والقديم!
كل رجال الهلال حاسمون ولديهم قدرة واستعداد على إنهاء المباراة لصالحهم، والهلال لا يمثل نفسه بل الوطن وآسيا شرقها وغربها، سيتجاوز الرقم الذي وصل له الاتحاد في اليابان 2005، ويكون ضمن ثلاثي المونديال إن لم يكن أحد أطراف النهائي، ويحقق رقمًا منفردًا يليق بالزعامة!
كل ما تحتاجه المباراة هي القتالية والروح العالية، والهلال لديه من الحلول الفردية والجماعية ما يؤهله لتحقيق المطلوب. سيواجه خصمين داخل وخارج المستطيل، مستغلًا الترشيح المسبق لفلامنجو مع ليفربول على النهائي لصالحه، وسيركز على العمل في الميدان فقط! ودعمنا لهم في العرس المونديالي، أتمنى أن يكمل 2019 عام الحظ للهلال بوصوله للمباراة النهائية، كرقم إنجاز جديد للكرة السعودية، ويشرف العرب وآسيا!
ـ الأسد الفرنسي جوميز نجم تجتمع فيه كل مواصفات البطل الثائر المتفرد، فهو لا يحتاج لمن يصنع له الفرص، فالحلول تأتي بالفطرة بين أقدامه وتنساب كما الماء الزلال بعد أن يمررها بذهنه ويفلترها بذائقته الفرنسية الكروية، فيدخل خصمه في حالة من الذهول العجيب والحيرة، شكرًا جوميز! وشكرًا للمبدع البيروفي كاريلو.. للإبداع موعد مع البقية، وفالكم النهائي شعب سلمان!