|


خربين .. شامي خجول.. يفضل الهلال على سوريا

الرياض – عبدالرحمن عابد 2019.12.17 | 12:58 am

على بعد 20 دقيقة بالسيارة من «قصر الشعب» الذي يحكم منه بشار الأسد الشعب السوري، يقف جبل قاسيون شامخا مطلا على دمشق بارتفاع 1200 متر، وتحته مباشرة يستمتع الدمشقيون بأوقاتهم هناك، خاصة في شهر رمضان حيث يتناولون إفطارهم سويا، ودائما ما يتلو كبار السن تحت ضوء القمر، قصصا أسطورية لصغار السن.



تمتد عدة أحياء دمشقية قديمة من سفح جبل قاسيون، مثل المهاجرين والشيخ محي الدين وأبو رمانة وركن الدين. الحي الأخير شهد ولادة عمر خربين مطلع يناير 1994. هناك حيث أعال الموظف الحكومي البسيط ماهر وزوجته ربة المنزل طفلهما الصغير بجانب إخوته الثلاث، أكبرهم محمد وحمزة وأحمد.



كانت طفولة عمر خربين مثيرة للغاية، فتى شقي وخجول للغاية، عاش حياته بين مواطنيه الأكراد، ولكنه ينحدر من أصول شامية بحتة، حيث تُعتبر دمشق موطن أجداده وقومه الذين اشتهروا بالذوق الرفيع والطيبة والكرم وأيضا بالكلام المعسول، حيث يُعرف عن الشامي أن لسانه جميل ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل «يوديك البحر ويرجعك عطشان».



عرف خربين كرة القدم في ساحة «الميسات» القريبة من بيته، كان ينزل في الشارع مع ابن عمته أسامة أومري، يلعبان هناك منذ انتهاء صلاة العصر حتى غروب الشمس. لاحقا التحق الصغيرين بنادي الوحدة السوري ولعبها فيه من صفوف الناشئين حتى وصلا الفريق الأول، وبات الثنائي يتقاضيان مرتبا شهريا لا يتجاوز ألف ريال سعودي، فيما افترقا عن بعضهما أواخر عام 2013.



ترك عمر خربين سوريا والتحق بفريق القوة الجوية العراقي، مقابل راتب سنوي قدره 500 ألف ريال، لعب هناك لمدة عامين وكان المشجعون يشبهونه بالنجم الإسباني إيسكو، نظرا لبياضه الناصع وسواد لحيته الشديد. ذات مرة في مباراة الزوراء ضمن كلاسيكو العراق، امتدحت الجماهير العراقية نجمها السوري بعبارة: "ذبح ذبح حمادي" وذلك نكايةً بمهاجم الفريق حمادي أحمد.



عاش المهاجم البالغ 25 عاما، في بغداد والبصرة العراقيتين، وقبل أن يركب طائرته المتجهة إلى أبوظبي كي يرتدي قميص الظفرة، قال: "جئت إلى العراق وعمري لا يتجاوز 18 عاما، والآن أغادرها بعد أن نضجت حقا". لقد لعب المدرب السوري محمد القويض دورا حاسما في جلب خربين إلى الدوري الإماراتي، بالتالي تمكن من عمر خربين إخراج عائلته من ويلات الحرب السورية وأحضرهم إلى نعيم العاصمة الإماراتية.



دخل خربين في تحدي مع زميله السنغالي ماخيتي ديوب، كان المهاجمين يتشاركان شقة فندقية فاخرة في أبوظبي، ويتشاركان شؤون الحياة سويا. وقبل مباريات الظفرة كان ديوب يقول لخربين: "إذا صنعت لي هدفا أثناء المباراة سوف أمنحك هدية جوال آيفون". وهو ما ضاعف جهود عمر الذي يعشق التحديات قبل انطلاقة المران، مثل تصويب الكرة على عارضة المرمى، أو تمريرها «كوبري» بين الساقين.



يُحب خربين سيارة «رنج روفر» الرياضية، يستمتع بمدينة دبي ليلا، ويتذوق الجبنة المشوية في مطعمه اللبناني المفضّل الشرفة. كما يقضي وقت فراغه بلعب البلياردو والبلاي ستيشن، بينما يعشق موهبة ميسي والتزام رونالدو ومهارة ياسر القحطاني. وتبدو مشكلته الوحيدة أنه لا يحب ركوب الطائرة لمدة 8 ساعات كي ينضم لمعسكر سوريا في دمشق، إذ يقول اللواء موفق جمعة لإذاعة «شام FM»: "عمر يدّعي الإصابة كي يبقى مع الهلال".