|


هيا الغامدي
ضاع «النهائي».. لكن «البرونزية» باقية
2019-12-19
منطقيًّا كان المتوقع خروج الهلال خاسرًا مباراته “العالمية” ضد فلامنجو البرازيلي.. خسر مباراة لكنه كسب احترام العالم، كسب شوط قدم فيه أداء البطل الذي سيطر على كل شيء رغم فارق الإمكانات الفنية والبدنية والذهنية والتاريخية لصالح أعوان جيسوس، خانته الخبرة والنواحي البدنية بعدما استهلك فلامنجو طاقته الشوط الأول واستنزف مجهوده مع فارق الراحة لصالح البرازيلي المرتاح لأيام والهلال الذي لعب قبلها مباراة بيومين فقط، والناحية النفسية التي لعبت لصالح فلامنجو بعد تسجيله الهدف الأول من خطأ دفاعي والثاني.. والثالث نتيجة ارتباك والخسارة بواحد كالخسارة بعشرة مؤلمة ومؤثرة..
نعم كان بالإمكان أفضل مما كان لو لم تهزم اللياقة البدنية الهلال وتحطم حلم الوصول للنهائي كأول فريق سعودي.. لا يفيد الآن لا “صياح” ولا “طقطقة”؛ فالأخيرة حيلة الضعفاء لأن الهلال منتج وطني ومن المعيب أن يكون مادة للفكاهة والضحك، بالعكس بمثله نفخر ونعتز بعد أن شرف الكرة السعودية وتفوق على أقرانه بمباريات وأوقات، ومن غير اللائق أن يكون بيننا من يشمت بعضو منا وفينا “كرهًا/ حسدًا” لا أكثر، فهذه الأعراض من علامات الحاسد الذي ينشغل بك، يكره نجاحك ويصمت، ويفرح بمصيبتك ويثرثر، الطالب الكسول يكره/ يحقد على زميله المتفوق/ المجتهد لأنه أفضل منه ولا حيلة له إلا الكره والحسد..
وعلى الهلاليين حاليًا الانشغال بما لديهم من مهمة أهم من الأولى، فمنطقيًّا إن صعب عليك الوصول للنهائي فالأمور متاحة لبرونزية العالم نستطيع بإذن الله الحصول على سبق سعودي بهذه البطولة، رغم أن مونتيري المكسيكي فريق صعب في الملعب ثقيل فنيًّا وخططيًّا ككل الفرق اللاتينية تتعبك بالملعب بدنيًّا وذهنيًّا وبالطبع فنيًّا، وما يحتاجه الهلال بهذه المباراة “دفعة معنوية/ نفسية” لإعادة ثقة اللاعبين/ المدرب بأنفسهم من جديد لأنهم أبطال شرفونا وقدموا أداءً جيدًا.. والهلال “المنهك بدنيًّا” يحتاج الآن زيادة معدل اللياقة البدنية ومعالجة الأخطاء الدفاعية التي جعلته ينهار بدقائق معدودة.. يحتاج ترك بصمة إيجابية على البطولة و”إنجاز” كعادته بكل البطولات التي يأتي إليها ليترك بصمة تدل على الأسبقية والتفوق، الأداء والمستوى أهم لأن النتيجة تأتي تبعًا لذلك والتوفيق من الله..
وأعيد لا ندعي المثالية فنحن لسنا بمجتمع أفلاطوني مثالي فاضل، وهذا أمر طبيعي تجد المحب والكاره في الحياة، التركيز بالملعب والمباراة “أهم”، والتركيز بخصوم الميدان “أولى” من خصوم التهريج والطقطقة..
ـ اقهر عدوك بنجاحك وابتسامتك..