|


أحمد الحامد⁩
قهوة برازيلية
2019-12-30
وصلنا من البرازيل شيئان شهيران، كرة القدم بفرقها الكروية الساحرة وقهوتها المتميزة، لكن البرازيل بلد فيه ما هو مدهش، فهي أكبر دولة في دول أمريكا الجنوبية وخامس أكبر بلد في العالم وتاسع أكبر اقتصاد.
أما عدد سكانها فقد تجاوز 208 ملايين، بلد بهذا الحجم وعدد السكان لا بد أن به الكثير مما نود معرفته، كيف أختصر لكم في كلمات ما أصف بها البرازيل، لا أريد أن أذهب للأرقام أو التاريخ والجغرافيا، فضلت أن أذهب للأمثال الشعبية البرازيلية، قد تكشف لنا كيف يفكر البرازيليون وهل يشبه تفكيرهم طعم قهوتهم، رغم قوة الاقتصاد البرازيلي إلا أن للفقر شواهد عديدة، في البرامج الوثائقية عن لاعبي الكرة المميزين غالبًا تصور تلك الأحياء العشوائية التي خرج منها اللاعب ولعب في حواريها الضيقة، لذلك قال المصلحون البرازيليون محاولين أن تساعد الطبقات الاجتماعية مساعدة بعضها بعضًا “على الأغنياء الإكثار من حسناتهم، وعلى الفقراء الإقلال من سيئاتهم”، ولأن الفقراء ذوو حظ سيئ دائمًا فقد قيل عن تلك اللحظات التي يفرح بها “فرح الفقير لا يدوم!”، الظاهر أن للفقر تاريخًا طويلاً في البرازيل، توجد لدي العديد من الأمثلة البرازيلية في هذا الشأن كفانا الله شّره “الفقر ليس عيبًا لكن الأفضل إخفاؤه”، بعيدًا عن هذا الشأن وسريعًا إلى السؤال القائل كيف يصف البرازيليون العلاقة الزوجية وهم خبراء في ذلك كونهم تكاثروا بقوة حتى تجاوزوا الـ200 مليون نسمة “الزواج قلعة محاصرة، من كان خارجها يود الدخول إليها، ومن كان داخلها يود الخروج منها!”، أعتقد أن العديد من القراء سيعجبهم هذا المثل، لست أنا طبعًا!.
أصل تسمية البرازيل يعود لاسم شجرة “باو برازيل” وتعني خشب البرازيل، الفقر عتيق في البرازيل، أعتقد أن بعض الفقراء البرازيليين عندما شاهدوا أموال أغنيائهم تتكاثر بينما بقي بعض فقرائهم على حالهم وصفوا شجرتهم باو برازيل بهذا المثل “الشجرة الوارفة لا تثمر دومًا الفاكهة اللذيذة”.
قررت أن أقرأ عن البرازيل بصورة مكثفة بعد هذه الأمثلة التي أنتجتها الحياة، التي وصفها باولو كويلو وزملاء بصورة جعلتنا نعرف عن بعض الأزقة في المدن البرازيلية أكثر مما نعرف عن الشارع خلف منزلنا.