|


تركي السهلي
الهلال المشكلة
2019-12-30
كعقدة لا تنفكّ من كل حبل.. هو الهلال. المشكلة التي لا تنفع معها الحلول ولا خطوات إنهاء. أظن أن أزرق العريجاء لا يبحث إلا عن ذاته وفق أنانية مفرطة لا تقبل بوجود غيره من الأندية.
منذ أن تشكّل الهلال في العام 1957م ولحق بفرق العاصمة العريقة وهو لا يريد سوى المزاحمة بأي أسلوب كان وتحت أي ذريعة كانت مبيحاً لنفسه القفز على كل شيء من أجل الاستئثار بكل متاح أو غير متاح. صحيح أنه يكوّن فريقاً جيداً ولديه نماذج فنية ممتازة، لكن العُقد المحكمة يصنعها من اختار أن يكون نصيراً له لا لاعباً بين صفوفه. اليوم، تدور معركة بين النادي العاصمي الرابع وبين رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وهي معركة كانت واضحة المعالم افتعلها الأزرق ضد مسلّي آل معمّر رئيس الرابطة قبل أن يبدأ الموسم الحالي، وفي ظني أنها لن تتوقف حتى يُقصى مسلّي عن مكانه. الشكل الجديد لأزمة الهلالي مع الرابطة تكمن في لجنة المسابقات وممارسة ضغوط عليها بغية إعادة رسم جدولة تتناسب مع حجم الهلال كبطل للقارة الآسيوية للأندية الأبطال في نسختها الأخيرة، وكنتيجة لمشاركته في بطولة كأس العالم للأندية المنتهية منذ أيام في قطر، ويريد الهلالي أن يقف الجميع معه ومنحه الراحة الكافية كي يستطيع المنافسة على دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وأن تتعامل معه الرابطة وغيرها وفق ما قدمه من عطاء آسيوي يرى هو أنه لا بد أن يُكافأ عليه دون أن يضع في ذهنه أي اعتبارات قائمة. هذا هو الهلال يريد دائماً أن يؤتى إليه بطعامه وهو مستلقٍ على ظهره. تؤخذ كرة القدم في العالم المُعتبِر لها على أنها المسافة الطويلة المُتعبة التي يستوجب الركض الدائم فيها، وأن التوقف لا بد أن يكون في محطات قصيرة وأن الجدولة وبرمجة المباريات مجرد خريطة للطريق الشاق.
يبحث أزرق الرياض الآن عن التعطيل ويضع الحاجز تلو الحاجز كي لا يمارس العدو غيره. يرغب الهلالي المشكلة في أن يسير وهو مرتاح مزوّداً بالماء والسكر كل ما شعر بالتعب. يبحث الأزرق بعد أن فرغ من مهمة الخارج أن يؤخر مسابقة الداخل، غير سامح في جعل الآخرين ينعمون بما اتفقوا عليه مع رابطة الدوري، مُحمّلاً الجميع مسؤولية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مستغلاً حالة الفرح والتأييد الذي حظي بها من بعض الأجهزة غير الرياضية، وواضعاً إيّاها سيفاً مُسلّطاً على كل الرقاب.