|


فهد عافت
ثأر الأحمق وانتقامه!
2019-12-31
- انتبه!. إن كنتَ من النوع الذي يُرضيه سماع الإساءة إلى الآخرين، فإنّ ذلك كثيرًا ما يُخفي رغبةً في الانتقام منهم!.
- بقدْر ما تطيب الإساءات لمسامعنا، بقدْر ما تكون لدينا هذه الرغبة الخفيّة في الانتقام، حتى لو كنّا نظنّ غير ذلك، وحتى لو كنّا لا ندري لِمَ ننتقم ومِمّن نثأر!.
- ربما من أنفسنا!. ثأر نكوص!. تُشعرنا كثرة الإساءات، وفداحة العيوب المنطلقة من براكين البذاءات، أننا أكثر “طبيعيّةً” ممّا تزعجنا به أنفسنا كلّما اختلينا بها!.
- عزاء مُخدّر: ما داموا كلّهم سيّئين ومقصّرين ويركبهم الخطأ، فإن هذا هو الطبيعي، وبالتالي فأنا طبيعي ولا أشكو من عُقَد!.
- لذلك، يمكن بسهولة ملاحظة أن محبّي سماع الإساءات للآخرين، ينتشون، أكثر ما ينتشون، حين تخص هذه الإساءات الناجحين والمشاهير!. هي كلّما رمَتْ بشباكها واصطادت واحدًا منهم، أقنعتْ طَروب السّماع لها، أنه مثلهم، ناجح ومتفوّق، ويستحق الشهرة والمجد، لولا أن الأمر فُرَص والحكاية حظوظ والقضيّة محسوبيّات!.
- من طبيعة عاشق سماع البذاءات تُرمى على الآخرين هذا، نقل هذه البذاءات بحذافيرها أو أكثر!. ويا سَعْدَه وهَنَاه فيما لو مرّ ذكر أحد هؤلاء المذمومين في جلسة خاصة لم تكن مهيّأة لذلك أصلًا!. أعني حين يجيء ذكر إنسان دون موقف مُعلن معه أو ضدّه. يموت إن لم يقل: “يقولون عنه كلامًا كثيرًا سيئًا”!.
- هذه الـ”يقولون” دمغة عاشق سماع السّوء!. وأنتَ فيما لو قلت له من هم هؤلاء الذين “يقولون”؟!، سيهرب إلى الأمام فيردّ: “كلّهم”!. فإن أنت لم تسكت، وقلت: من بالضبط؟!، فسيذكر لك اسمًا واحدًا، أو اثنين بالكثير!، فإن أضاف ثالثًا فمن عنده!. هؤلاء الثلاثة يصيرون “كلّهم”!. وأنت فيما لو أنكرت عليه، أو دافعت عن الرجل، فإنك لن تصير “رابعًا” في حديثه المقبل لمجموعة أُخرى!.
- المتأفّف لا يُطاق!. المتأفّف على طول الخط، يُوقعك في شرّ أخلاقك!. إنه يحب سماع الكلمات النابية، الفظّة، الموحشة، عن الحياة والناس!.
- وبخصوص الناس، فإنه يحب، أكثر ما يحب، أن تكون لهم أسماء محددة، وأحبّ الأحبّ، أن تكون هذه الأسماء لناجحين متفوّقين مشاهير!. لا سبيل لمصاحبة مثل هذا النوع من البشر. لا سبيل ولا فائدة!.
- وأتحدّاك!. إن وجدْتَ من هذه النوعية، من هو ناجح ومتفوّق، سواءً في حياته العامة أو الخاصة!. انج بنفسك من هؤلاء!.
- والأهم أن يراجع كل واحدٍ منّا نفسه، فقد يكون فيها ما يظنه في الآخرين فقط!.
- المُزدري “مُفتَرِي”!.