منذ أن صدحت بالتساؤل المهزوم “جرح تاني؟! هوّه قلبي لسّه طاب مِ.. الأولّاني؟!” عرفت الأغنية العربيّة أن بإمكان البنت السمراء توسعة جغرافيا الطرب!. كان ذلك من المرّات القليلة التي تصدق فيها توقّعات الموسيقى العربية!.
- لم يكن الأمر سهلًا. أصوات كثيرة مذهلة جاءت، تلفّتتْ فلم تجد أحدًا!. وأتذكّر هنا بحسرة صوت “سميّة قيصر”!. كانت الأغنية العربية تودّع أعظم ملحنيها!. حُرّاث الحناجر تساقطوا، ولم يعد هناك من يمكنه تخصيب حنجرة مهما كانت أرضها صالحة للزرع!. يا حسرة الأسماك التي توجد في غياب البحور!.
- لذلك لا يمكن اعتبار ما فعلته “شيرين عبدالوهاب” غير عمل جبّار!. سباحة ضد التّيّار تكلّلت بنجاح باهر وإعجاب مستحق، وتشوّق لكل عمل غنائي جديد لها. اشتغلت على فنّها بحرص وشفافيّة وإحساس، وهي أمور يمكن تحسس تعبها ومتاعبها طوال هذه السنين، لتقدير ما قامت به في زمن يصعب على أهل الفن حماية كنوزهم الدفينة، لكنها فعلت!.
- مشكلة “شيرين عبدالوهاب” أن صوتها جميل، وأنه يصير أجمل حين تنتقي من كلمات الآخرين ما تذوّبه في هذا الصوت، لكنها حين تتكلّم من رأسها، من تأليفها!، يصبح المشهد فانتازيًّا على نحو مريب: صوت فطِن حساس جميل وكلمات هبلة فظّة وقبيحة!.
- قضا أحفّ من قضا: “شيرين عبدالوهاب” لا تغني شيئًا من كلماتها!. لذلك تبقى أغنياتها في منأى عن السوء!. لكنها لا تُمسك لسانها في الحوارات أو فيما تقوله على المسرح خارج الغناء!. سبق لها أن أتت بأكثر من طامّة، ويبدو أنه يصعب إيقافها عن هذا الموحش من القول كلّما تحدّثتْ!.
- رسالة صوتيّة قديمة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، تُرِكتْ لشيرين عبدالوهاب، لكنها لم تقرأها ولم تستمع إليها بعد، أو هذا ما أظنه!. رسالة سُجِّلت صوتيًّا قبل حتى أن تُولَد “شيرين”!. لكنها لا تخص أحدًا سواها، كأنها حُفِظَتْ منذ ذلك الوقت بانتظار موهبة فذّة مثل موهبة “شيرين عبدالوهاب” وأرادت حمايتها، لمعرفتها بما سوف تقوم به صاحبة هذه الموهبة من كوارث!.
- في لقاء إذاعي، لعب فيه سيّد القصة العربية القصيرة يوسف إدريس دور المذيع، تترك فاتن حمامة هذه الوصية، أنقلها بعاميّتها:
-”.. بالنسبة للمطرب..، الطريقة اللي بيغنّي بيها، ازّايْ يخلّي الناس عايشة معاه، أو.. ازّايْ تحسّ بيه!. وشويّة ذكاء!. أعتقد لازم الذكاء!. عشان من غير ذكاء يقدر يضيّع كل ده بكلمة وحشة في مجلة، أو بكلمة غرور في حتّة تانية، أو..، يضيّع كل اللي بناه!. يعني، ممكن مطربة تكون عظيمة جدًا، ويتسمع عنها في المجلات بعد كده انها بتعمل حاجات تضحّك،....، الجمهور على طول بيفقد الإحساس بجمال صوتها!”.
- لا أظن أن هناك رسالة أوضح من هذه يا شيرين، ولا أظن أن فنانة عظيمة مثل فاتن حمامة كانت تتحدث وفي خيالها أنصاف المواهب، إنها تخاطبك أنتِ، لأن الفنان العظيم لا يترك رسائله إلا للنوابغ من أمثالك!.
- إلى هنا، انتهى ما أريد قوله بخصوص “شيرين عبدالوهاب”، لكن وبما أن يوسف إدريس دخل في الموضوع، فمن المعيب أن لا نقتنص منه طريفةً، مع يقيني أن بإمكان “شيرين” فيما لو تنبّهت لعظمة أسلوب يوسف إدريس، لتعلّمت كيف تقول ما تريد بمنتهى اللطف والذوق والأدب!.
- في لقاء تلفزيوني، كان فيه يوسف إدريس هذه المرة في مكانه الطبيعي، ضيفًا لا مُضيفًا، سُئل عن عادل إمام، فأجاب، وانتبهوا لرقّة الجواب ورحابته مع ما يحتويه من نقد لمسرح عادل إمام!. وأيضًا، أنقل الرد بعاميّته قدر الإمكان:
-السؤال: “.. رأيك في عادل إمام”. الجواب: “ظاهرة غريبة جدًا،..أنا لا يمكن أن أعطي عادل إمام مسرحيّة!. لسبب.. إنه مؤلّف مسرحي!. سوف يؤلّف مسرحيّة فوق مسرحيّتي!. هذا رجل،..، عبقريته،..، بما يُضيفه على النّص!. ولذلك كلما أعطيته نص.. مسرحية.. متواضع، كلّما.. عمل عمل مسرحي عظيم”!.
- لم يكن الأمر سهلًا. أصوات كثيرة مذهلة جاءت، تلفّتتْ فلم تجد أحدًا!. وأتذكّر هنا بحسرة صوت “سميّة قيصر”!. كانت الأغنية العربية تودّع أعظم ملحنيها!. حُرّاث الحناجر تساقطوا، ولم يعد هناك من يمكنه تخصيب حنجرة مهما كانت أرضها صالحة للزرع!. يا حسرة الأسماك التي توجد في غياب البحور!.
- لذلك لا يمكن اعتبار ما فعلته “شيرين عبدالوهاب” غير عمل جبّار!. سباحة ضد التّيّار تكلّلت بنجاح باهر وإعجاب مستحق، وتشوّق لكل عمل غنائي جديد لها. اشتغلت على فنّها بحرص وشفافيّة وإحساس، وهي أمور يمكن تحسس تعبها ومتاعبها طوال هذه السنين، لتقدير ما قامت به في زمن يصعب على أهل الفن حماية كنوزهم الدفينة، لكنها فعلت!.
- مشكلة “شيرين عبدالوهاب” أن صوتها جميل، وأنه يصير أجمل حين تنتقي من كلمات الآخرين ما تذوّبه في هذا الصوت، لكنها حين تتكلّم من رأسها، من تأليفها!، يصبح المشهد فانتازيًّا على نحو مريب: صوت فطِن حساس جميل وكلمات هبلة فظّة وقبيحة!.
- قضا أحفّ من قضا: “شيرين عبدالوهاب” لا تغني شيئًا من كلماتها!. لذلك تبقى أغنياتها في منأى عن السوء!. لكنها لا تُمسك لسانها في الحوارات أو فيما تقوله على المسرح خارج الغناء!. سبق لها أن أتت بأكثر من طامّة، ويبدو أنه يصعب إيقافها عن هذا الموحش من القول كلّما تحدّثتْ!.
- رسالة صوتيّة قديمة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، تُرِكتْ لشيرين عبدالوهاب، لكنها لم تقرأها ولم تستمع إليها بعد، أو هذا ما أظنه!. رسالة سُجِّلت صوتيًّا قبل حتى أن تُولَد “شيرين”!. لكنها لا تخص أحدًا سواها، كأنها حُفِظَتْ منذ ذلك الوقت بانتظار موهبة فذّة مثل موهبة “شيرين عبدالوهاب” وأرادت حمايتها، لمعرفتها بما سوف تقوم به صاحبة هذه الموهبة من كوارث!.
- في لقاء إذاعي، لعب فيه سيّد القصة العربية القصيرة يوسف إدريس دور المذيع، تترك فاتن حمامة هذه الوصية، أنقلها بعاميّتها:
-”.. بالنسبة للمطرب..، الطريقة اللي بيغنّي بيها، ازّايْ يخلّي الناس عايشة معاه، أو.. ازّايْ تحسّ بيه!. وشويّة ذكاء!. أعتقد لازم الذكاء!. عشان من غير ذكاء يقدر يضيّع كل ده بكلمة وحشة في مجلة، أو بكلمة غرور في حتّة تانية، أو..، يضيّع كل اللي بناه!. يعني، ممكن مطربة تكون عظيمة جدًا، ويتسمع عنها في المجلات بعد كده انها بتعمل حاجات تضحّك،....، الجمهور على طول بيفقد الإحساس بجمال صوتها!”.
- لا أظن أن هناك رسالة أوضح من هذه يا شيرين، ولا أظن أن فنانة عظيمة مثل فاتن حمامة كانت تتحدث وفي خيالها أنصاف المواهب، إنها تخاطبك أنتِ، لأن الفنان العظيم لا يترك رسائله إلا للنوابغ من أمثالك!.
- إلى هنا، انتهى ما أريد قوله بخصوص “شيرين عبدالوهاب”، لكن وبما أن يوسف إدريس دخل في الموضوع، فمن المعيب أن لا نقتنص منه طريفةً، مع يقيني أن بإمكان “شيرين” فيما لو تنبّهت لعظمة أسلوب يوسف إدريس، لتعلّمت كيف تقول ما تريد بمنتهى اللطف والذوق والأدب!.
- في لقاء تلفزيوني، كان فيه يوسف إدريس هذه المرة في مكانه الطبيعي، ضيفًا لا مُضيفًا، سُئل عن عادل إمام، فأجاب، وانتبهوا لرقّة الجواب ورحابته مع ما يحتويه من نقد لمسرح عادل إمام!. وأيضًا، أنقل الرد بعاميّته قدر الإمكان:
-السؤال: “.. رأيك في عادل إمام”. الجواب: “ظاهرة غريبة جدًا،..أنا لا يمكن أن أعطي عادل إمام مسرحيّة!. لسبب.. إنه مؤلّف مسرحي!. سوف يؤلّف مسرحيّة فوق مسرحيّتي!. هذا رجل،..، عبقريته،..، بما يُضيفه على النّص!. ولذلك كلما أعطيته نص.. مسرحية.. متواضع، كلّما.. عمل عمل مسرحي عظيم”!.