- أنا محظوظ بصديق مثل “عبدالرحمن مظهر”. قبل صلاة الظهر من كل يوم، تقريبًا، نلتقي، نشرب القهوة، ندردش، نصلّي، نُكمل الدردشة. إن كانت هناك مباراة للهلال أو النصر، يُفرغ كل واحدٍ منّا طرائفه وتمنيّاته على الطاولة، كل ما يظهر للآخرين منها في مواقع التواصل، فُتات وتحابيش!. سُفْرة الوجبة الرئيسة الدسمة تكون قد رُفِعَتْ!.
- صاحبي الجميل هذا يهتم بشؤوني على نحو عجيب، يتفهّمني وكأننا وُلدنا معًا، يعرف متى يتدخل ومتى يتركني لأفكاري. قليل من الناس يشبهون النسمة وعبدالرحمن مظهر أحدهم دون أدنى شك!. بسيط مهذّب ومرتّب، ويحب المساعدة، كأنه خُلِق لهذا الأمر!.
- قبل أيام، قال لي: ضاقت الأدراج على الكتب!. قلت: أدري، وأضفت: أفكّر في عزل الكتب التي انتهيت من قراءتها، ووضعها في مكان آخر، والإبقاء فقط على ما لم أقرأ. ظنّ صاحبي أن العكس هو ما يجب عمله، لأنه ظنّ أن ما قرأته أكثر مما لم أقرأه. وتفاجأ بالحسبة التي لم يكن يتوقعها!.
- لستُ متأكدًا من عدد الكتب في مكتبتي هذه. أظنها تحتوي على ما يزيد على ثلاثة آلاف كتاب. قلت لصاحبي: أي شخص يقول لك إنه قرأ في حياته عشرة آلاف كتاب، اعلم أنه كاذب!. ربما اطّلع، ربما تصفّح، لكن قرأ؟!.
- وأي شخص يقول لك إنه قرأ ستة آلاف كتاب تشكك في دقّة كلامه أو في صحة عقله!. وطلبت من صاحبي استخدام الآلة الحاسبة. رفع كل واحد منا جوّاله، وكنتُ من يطرح الحسبة والاحتمالات!.
- لو أن إنسانًا يقرأ ثلاثة كتب كل أسبوع، فهو يقرأ 12 كتابًا في الشهر. اضرب الرقم بنفسه تكون الحصيلة السنوية 144 كتابًا. اضرب الرقم في أربعين، تكون النتيجة أنه قرأ 5760 كتابًا في أربعين سنة!. زد على الرقم كرمًا من عندك 40 كتابًا!، تعرف أن أربعين سنة من القراءة المتواصلة بالقدر الكبير الذي حسبناه ستنتهي إلى ستة آلاف كتاب فقط!.
- قلت لصاحبي الذي فاجأته الحسبة: هذه رابع أو خامس مكتبة أقيمها في حياتي، الأولى سُرقت من الجيش العراقي في غزو صدّام للكويت، الثانية لم تكن مكتبتي أصلًا، كانت مكتبة صديق في الرياض وكان يسمح لي بترحاب في الخوض والعبث فيها كيفما أشاء يوميًّا. الثالثة كانت في الإمارات حين كنت أعمل في مجلتيّ حياة الناس وقطوف، ولمّا انتقلنا للعمل في الرياض لم تكن لدي القدرة المادية على شحن الكتب، فقمت بإهدائها لصديق إماراتي. الرابعة كانت في الرياض، في شقة مستأجرة، ولمّا رفع صاحبها الإيجار، انتقلت لشقة أخرى، يومها استأجرت سيارة “وانيت” لحمل الكتب، وأعطيت السائق عنوان الشقة الجديدة، وأظنه ضيّع الطريقين، ضاعت المكتبة!.
- أجلس يوميًّا، بحمد الله، بين رفوف آخر مكتباتي، عمرها لا يتجاوز العشر سنوات، مع وجود كتب قديمة قليلة لا أدري كيف قدرت على الاحتفاظ بها!. المهم أن مكتبتي هذه لا تزيد على ثلاثة آلاف بالكثير، وأؤكد: أعدّها بالنظر، لا أرتّب ولا أحسب!. وأنا أقرأ بمعدل كتاب أو كتابين في الأسبوع بالكثير، لا أحسب، لكن قلبي يطمئن إلى أنني أقرأ بمعدل ستة كتب شهريًّا. أقيس على هذا، تكون النتيجة 720 كتابًا فقط في عشر سنوات!. ما يعني أنّني بالكاد أكون قد قرأت رُبع ما هو موجود في هذه المكتبة!.
- يسألني صاحبي: بهذه الحسبة، يكون لديك من الكتب ما يكفي لثلاثين سنة مقبلة، فلماذا تشتري كتبًا جديدة كل مرّة؟!. وأردّ: هَوَس!.
- وأتذكّر حكاية المطرب العراقي “داخل حسن” وأضحك. طرائف “داخل حسن” كثيرة وأغلبها لا يُمكن نشره!. لكن هذه ممكنة: اشتُهِر عنه مرافقة المسبحة ليده، يلعب بها بين أصابعه مغنيًا ومتحدّثًا. ويقال إنه في لقاء معه سألته المذيعة عن سر المسبحة؟ فقال: “سُولَهْ”!. وهي كلمة عراقية تعني الهوس، أو التعوّد حد الإدمان، أو الغواية!. أظنها ترجع لجذرها في الفصحى إلى “سوّلتْ” له نفسه!.
- صاحبي الجميل هذا يهتم بشؤوني على نحو عجيب، يتفهّمني وكأننا وُلدنا معًا، يعرف متى يتدخل ومتى يتركني لأفكاري. قليل من الناس يشبهون النسمة وعبدالرحمن مظهر أحدهم دون أدنى شك!. بسيط مهذّب ومرتّب، ويحب المساعدة، كأنه خُلِق لهذا الأمر!.
- قبل أيام، قال لي: ضاقت الأدراج على الكتب!. قلت: أدري، وأضفت: أفكّر في عزل الكتب التي انتهيت من قراءتها، ووضعها في مكان آخر، والإبقاء فقط على ما لم أقرأ. ظنّ صاحبي أن العكس هو ما يجب عمله، لأنه ظنّ أن ما قرأته أكثر مما لم أقرأه. وتفاجأ بالحسبة التي لم يكن يتوقعها!.
- لستُ متأكدًا من عدد الكتب في مكتبتي هذه. أظنها تحتوي على ما يزيد على ثلاثة آلاف كتاب. قلت لصاحبي: أي شخص يقول لك إنه قرأ في حياته عشرة آلاف كتاب، اعلم أنه كاذب!. ربما اطّلع، ربما تصفّح، لكن قرأ؟!.
- وأي شخص يقول لك إنه قرأ ستة آلاف كتاب تشكك في دقّة كلامه أو في صحة عقله!. وطلبت من صاحبي استخدام الآلة الحاسبة. رفع كل واحد منا جوّاله، وكنتُ من يطرح الحسبة والاحتمالات!.
- لو أن إنسانًا يقرأ ثلاثة كتب كل أسبوع، فهو يقرأ 12 كتابًا في الشهر. اضرب الرقم بنفسه تكون الحصيلة السنوية 144 كتابًا. اضرب الرقم في أربعين، تكون النتيجة أنه قرأ 5760 كتابًا في أربعين سنة!. زد على الرقم كرمًا من عندك 40 كتابًا!، تعرف أن أربعين سنة من القراءة المتواصلة بالقدر الكبير الذي حسبناه ستنتهي إلى ستة آلاف كتاب فقط!.
- قلت لصاحبي الذي فاجأته الحسبة: هذه رابع أو خامس مكتبة أقيمها في حياتي، الأولى سُرقت من الجيش العراقي في غزو صدّام للكويت، الثانية لم تكن مكتبتي أصلًا، كانت مكتبة صديق في الرياض وكان يسمح لي بترحاب في الخوض والعبث فيها كيفما أشاء يوميًّا. الثالثة كانت في الإمارات حين كنت أعمل في مجلتيّ حياة الناس وقطوف، ولمّا انتقلنا للعمل في الرياض لم تكن لدي القدرة المادية على شحن الكتب، فقمت بإهدائها لصديق إماراتي. الرابعة كانت في الرياض، في شقة مستأجرة، ولمّا رفع صاحبها الإيجار، انتقلت لشقة أخرى، يومها استأجرت سيارة “وانيت” لحمل الكتب، وأعطيت السائق عنوان الشقة الجديدة، وأظنه ضيّع الطريقين، ضاعت المكتبة!.
- أجلس يوميًّا، بحمد الله، بين رفوف آخر مكتباتي، عمرها لا يتجاوز العشر سنوات، مع وجود كتب قديمة قليلة لا أدري كيف قدرت على الاحتفاظ بها!. المهم أن مكتبتي هذه لا تزيد على ثلاثة آلاف بالكثير، وأؤكد: أعدّها بالنظر، لا أرتّب ولا أحسب!. وأنا أقرأ بمعدل كتاب أو كتابين في الأسبوع بالكثير، لا أحسب، لكن قلبي يطمئن إلى أنني أقرأ بمعدل ستة كتب شهريًّا. أقيس على هذا، تكون النتيجة 720 كتابًا فقط في عشر سنوات!. ما يعني أنّني بالكاد أكون قد قرأت رُبع ما هو موجود في هذه المكتبة!.
- يسألني صاحبي: بهذه الحسبة، يكون لديك من الكتب ما يكفي لثلاثين سنة مقبلة، فلماذا تشتري كتبًا جديدة كل مرّة؟!. وأردّ: هَوَس!.
- وأتذكّر حكاية المطرب العراقي “داخل حسن” وأضحك. طرائف “داخل حسن” كثيرة وأغلبها لا يُمكن نشره!. لكن هذه ممكنة: اشتُهِر عنه مرافقة المسبحة ليده، يلعب بها بين أصابعه مغنيًا ومتحدّثًا. ويقال إنه في لقاء معه سألته المذيعة عن سر المسبحة؟ فقال: “سُولَهْ”!. وهي كلمة عراقية تعني الهوس، أو التعوّد حد الإدمان، أو الغواية!. أظنها ترجع لجذرها في الفصحى إلى “سوّلتْ” له نفسه!.