|


أزارو.. مغربي قناص.. يحمل جينات بنزيمة

الرياض - عبدالرحمن عابد 2020.01.29 | 09:15 pm

يتطاير الشرار من عينيه كلما قابل خصمه، يتمتع بجسد قوي، وسرعة انطلاق رهيبة، يطير عاليا في الهواء إذا ارتقى ضارباً الكرة، يلقبوه المشجعون بالقناص رغم مروره بفترة عصيبة.
جاء وليد أزارو إلى الحياة الدنيا، في 11 يونيو 1995 بمدينة آيت ملول المغربية، والقريبة من أغادير، تعتبر أسرته بسيطة جداً إذ يعولها والده أحمد الموظف بالقطاع الحكومي فيما تهتم والدته فاطمة بتربيته مع شقيقاته الإناث.
يعتز أزارو بجذوره الأمازيغية، حيث يتواجد قومه ويتحدثون بلغة خاصة في ليبيا تونس والجزائر. بينما أطلق عليهم الرومان لقب «البربر» بفضل شجاعتهم، وقد أثبتوا ذلك بدعمهم للفتوحات الإسلامية في بلاد الأندلس، ويكفي أنهم أنجبوا القائد المسلم الشهير طارق بن زياد.
تعني كلمة الأمازيغية، الإنسان النبيل، ويفتخر الأمازيغيون بأبنائهم، مثل الرحالة المسلم ابن بطوطة ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون والفيلسوف المسيحي أوغسطينوس، أيضا الرئيس الجزائري الثاني هواري بومدين، وأول رائد فضائي عباس بن فرناس، وينتمي إليهم من عالم الرياضيين، زين الدين زيدان وكريم بنزيما وإبراهيم أفيلاي.
لم يكن طموح الطفل وليد أزارو أن يصبح رياضيا، حيث أفرغ طاقته في خداع أقرانه وممارسة الألعاب والحيل عليهم، كان يستمتع بوضع الحجارة داخل الكرة كي يتأذى جاره الذي اعتاد على تقطيع الكرة بالسكين، كل تلك الشقاوة انتهت بعدما اكتشف موهبته مسؤول بنادي أدرار سوس خلال دورة رمضانية.
ذاع صيته بشكل ملحوظ حينما انتقل إلى صفوف الدفاع الحسن الجديدي، آنذاك في منتصف 2015 طلب منه المدرب جمال السلامي تغيير مركزه من لاعب جناح إلى رأس حربة صريح، بينما جعله المركز الجديد يحتفل برفع ثلاثة أصابع بكلتا اليدين كلما سجل هدفا، في إشارة إلى الرمز الشهير أعلى العلم الأمازيغي.
استدعاه الفرنسي هيرفي رينارد إلى صفوف المنتخب المغربي، بسبب مستوياته الذي استحقت عروضا أوروبية في 2017، لكن أزارو اختار الأهلي المصري بين الجميع. وفي نهائي أفريقيا 2018، بينما انتهى كل شيء في القاهرة بسبب لقطة طفولية حيث شقّ النجم المغربي قميصه أمام الترجي متحايلا على حكم المباراة يومها.
عاقبه القدر بعد هذه اللقطة، بابتعاده عن الأهداف 78 يوما، والمفارقة أن هدفه جاء في فريق اسمه «اطلع بره» من جنوب السودان، لاحقاً دخل في دوامة مع الإصابات والمشاكل داخل الفريق الأحمر، آخرها اعتراضه على قرار المدرب فايلر باستبعاده من مباراة طنطا، لتنتهي مغامرته في حي الزمالك ويبدأ قصة جديدة مع الاتفاق بمدينة الدمام السعودي.
يتفرج أزارو على مباريات برشلونة الإسباني، يحرص على رؤية المهاجم البولندي ليفاندوفسكي، يعشق الفلكلور الأمازيغي ويفضّل سماع الموسيقى الحماسية قبل المباريات خاصة التي يغنيها مواطنه سعد لمجرد، بينما يتابع مسلسلات الممثل المصري محمد رمضان وعادل إمام مع فيلمه المفضل «قلب الأسد».
وليد أوزارو البالغ 24 عاما، أكلته المفضلة الكسكس المغربي، في مصر يحب تناول الأرز باللبن والأرز والحمام المحمر، يلتق بأصدقائه المقربين مثل سعد سمير وعلي معلول وجونيور أجاي، يتحدث الفرنسية بطلاقة ويجيد الإنجليزية بينما تعلم اللهجة المصرية في وقت قياسي، فيما تسبب الدوري السعودي بتأجيل دراسته في كلية العلوم الفيزيائية.