- بين الفنون وبعضها، حروب خبيئة، متداخلة، لها ما للحروب البشرية من حِيل ومهارات ورغبة في الاستيلاء!. الفرق أن حروب الفن رائعة بينما حروب البشر مروّعة!
- في السينما تهديد مُبطّن للرواية!. وفي الفوتوغراف ما يُرعِب الرسم ويُضيّق عليه!. وبين النثر والشعر ما ظل خافتًا، إلى أن بدأت قصيدة النثر بالحضور، طالبةً مكانًا لها، بالمفاهمة أو بالمزاحمة!.
- الشعر، أساسًا، أخذ شكله، ورسمه الجغرافي، بالاستيلاء على شيء من أرض الموسيقى!. لكن ولأن الموسيقى إمبراطورية كونيّة، مترامية الأطراف، فقد اعتبرَتْ ذلك رعيًا في حماها، يمكن السماح به، ولا يستوجب حربًا لاسترداد ما لها!. هي تدري أن كل شيء لها في نهاية المطاف!.
- فَهِم الشعر ذلك على أنه اعتراف ضمني بحقّه في الأرض، فتمادى أكثر، وصيّر الأغنية!. عندها، صار على الموسيقى تقديم باخ وبيتهوفن وهايدن وشوبان وموزارت!.
- وفي 1839 لمع برق الكاميرا الفوتوغرافية، وأخيرًا تحرر حلم السجين ابن الهيثم، وانطلق باحثًا عن مكان ومكانة. وبذلك بدأت أكثر الحروب الفنية وضوحًا، إذ بدا أول الأمر أن ما تريده الصورة الفوتوغرافية، أكبر بكثير من الاستيلاء على قطعة صغيرة من أرض الرسم!، كان الأمر أشبه بالرغبة في إبادة عرقيّة لفن الرسم بالكامل!.
- كشّر الرسم عن أنيابه، واستدعى خيالات ومهارات أصحابه، وكانت النتيجة أن دُحرت جيوش الفوتوغراف، ورُدّتْ إلى ما لم يدُرْ في خلد أكثر جنودها تشاؤمًا!. الصورة الفوتوغرافية التي بدأت جديرة بغطرستها، فقدتْ ثقتها بكونها فنًّا!. وهي إلى اليوم تُلملم جراحها، حاملةً ملفّاتها في كل مؤتمر، لتأكيد حقّها بأن تسمّى فنًّا!.
- مع بقاء حقيقة دامغة: رغبة الفوتوغراف بالانقضاض من جديد!. لكن، وإلى ذلك الحين، ستظل الفوتوغرافيا متواطئة مع التقرير الصحفي، والدعم السياحي!.
- فنّ “الخطّ” بدأ منحرفًا عن مساره!، مستقويًا بشيء من فن الكتابة على أصله: الرسم!. اعتبر الرسم أن ذلك طيشًا من أحد أبنائه، ثم صار الطيش جحودًا ونكرانًا، فعاقبه الرسم بالتنكّر له حينًا، وبالمجافاة حينًا!.
- لذلك لم يحزن الرسم كثيرًا، على ما آلت إليه أمور ولده العاقّ!، ولم يُحرّك ساكنًا، أمام هزيمة “الخطّ” أمام المطبعة!. والتي أتبعها التقدم التكنولوجي بانتصارات مدويّة، تقترب من الاجتثاث!.
- يمكنك اليوم ملاحظة أن المدافعين عن “الخطّ” باعتباره فنًّا، إنّما هُم أهل اللغة لا أهل الرسم!.
- السينما، علِمتْ علم اليقين، أنها لن تقدر على غير مصالحة ومصافحة الرواية!. والرواية قَبِلتْ مُكرهةً مثل هذا الصلح!. خاصةً وأن السينما أظهرت ما يمكن اعتباره حُسْن نوايا، بابتكارها لحكاية “المخرج المؤلّف”!.
- ولأن الرواية انشغلتْ بحربها ضد السينما، لم تنتبه لهجوم الشعر على ابنتها “القصة القصيرة”!. وقد مرّتْ فترة على القصّة القصيرة، عانت فيها كثيرًا من بجاحة مجموعة كبيرة من الشعراء الفاشلين، وتطاولهم عليها!. ولكنها نَجَتْ!. يبدو أنها نَجَتْ!. كيف حدث ذلك؟! لا أحد يدري!، الله وحده يعلم!.
- المسرح ناهب منهوب!.
- أخيرًا: في مثل هذه الحروب الفنيّة، الخبيئة والجليّة، فوائد ومُتَع عظيمة، وفيها إثراء وتخصيب، ذلك أنه وكلّما تنازل فن عن مهام معيّنة، وسمح، راضيًا أو مرغمًا، لفن آخر بمشاركته بعض أدواته، وجَبَ عليه النهوض من جديد لتأكيد ذاته، والانفراد بجماليّات لا يمكن لفن آخر الوصول إليها!.
- في السينما تهديد مُبطّن للرواية!. وفي الفوتوغراف ما يُرعِب الرسم ويُضيّق عليه!. وبين النثر والشعر ما ظل خافتًا، إلى أن بدأت قصيدة النثر بالحضور، طالبةً مكانًا لها، بالمفاهمة أو بالمزاحمة!.
- الشعر، أساسًا، أخذ شكله، ورسمه الجغرافي، بالاستيلاء على شيء من أرض الموسيقى!. لكن ولأن الموسيقى إمبراطورية كونيّة، مترامية الأطراف، فقد اعتبرَتْ ذلك رعيًا في حماها، يمكن السماح به، ولا يستوجب حربًا لاسترداد ما لها!. هي تدري أن كل شيء لها في نهاية المطاف!.
- فَهِم الشعر ذلك على أنه اعتراف ضمني بحقّه في الأرض، فتمادى أكثر، وصيّر الأغنية!. عندها، صار على الموسيقى تقديم باخ وبيتهوفن وهايدن وشوبان وموزارت!.
- وفي 1839 لمع برق الكاميرا الفوتوغرافية، وأخيرًا تحرر حلم السجين ابن الهيثم، وانطلق باحثًا عن مكان ومكانة. وبذلك بدأت أكثر الحروب الفنية وضوحًا، إذ بدا أول الأمر أن ما تريده الصورة الفوتوغرافية، أكبر بكثير من الاستيلاء على قطعة صغيرة من أرض الرسم!، كان الأمر أشبه بالرغبة في إبادة عرقيّة لفن الرسم بالكامل!.
- كشّر الرسم عن أنيابه، واستدعى خيالات ومهارات أصحابه، وكانت النتيجة أن دُحرت جيوش الفوتوغراف، ورُدّتْ إلى ما لم يدُرْ في خلد أكثر جنودها تشاؤمًا!. الصورة الفوتوغرافية التي بدأت جديرة بغطرستها، فقدتْ ثقتها بكونها فنًّا!. وهي إلى اليوم تُلملم جراحها، حاملةً ملفّاتها في كل مؤتمر، لتأكيد حقّها بأن تسمّى فنًّا!.
- مع بقاء حقيقة دامغة: رغبة الفوتوغراف بالانقضاض من جديد!. لكن، وإلى ذلك الحين، ستظل الفوتوغرافيا متواطئة مع التقرير الصحفي، والدعم السياحي!.
- فنّ “الخطّ” بدأ منحرفًا عن مساره!، مستقويًا بشيء من فن الكتابة على أصله: الرسم!. اعتبر الرسم أن ذلك طيشًا من أحد أبنائه، ثم صار الطيش جحودًا ونكرانًا، فعاقبه الرسم بالتنكّر له حينًا، وبالمجافاة حينًا!.
- لذلك لم يحزن الرسم كثيرًا، على ما آلت إليه أمور ولده العاقّ!، ولم يُحرّك ساكنًا، أمام هزيمة “الخطّ” أمام المطبعة!. والتي أتبعها التقدم التكنولوجي بانتصارات مدويّة، تقترب من الاجتثاث!.
- يمكنك اليوم ملاحظة أن المدافعين عن “الخطّ” باعتباره فنًّا، إنّما هُم أهل اللغة لا أهل الرسم!.
- السينما، علِمتْ علم اليقين، أنها لن تقدر على غير مصالحة ومصافحة الرواية!. والرواية قَبِلتْ مُكرهةً مثل هذا الصلح!. خاصةً وأن السينما أظهرت ما يمكن اعتباره حُسْن نوايا، بابتكارها لحكاية “المخرج المؤلّف”!.
- ولأن الرواية انشغلتْ بحربها ضد السينما، لم تنتبه لهجوم الشعر على ابنتها “القصة القصيرة”!. وقد مرّتْ فترة على القصّة القصيرة، عانت فيها كثيرًا من بجاحة مجموعة كبيرة من الشعراء الفاشلين، وتطاولهم عليها!. ولكنها نَجَتْ!. يبدو أنها نَجَتْ!. كيف حدث ذلك؟! لا أحد يدري!، الله وحده يعلم!.
- المسرح ناهب منهوب!.
- أخيرًا: في مثل هذه الحروب الفنيّة، الخبيئة والجليّة، فوائد ومُتَع عظيمة، وفيها إثراء وتخصيب، ذلك أنه وكلّما تنازل فن عن مهام معيّنة، وسمح، راضيًا أو مرغمًا، لفن آخر بمشاركته بعض أدواته، وجَبَ عليه النهوض من جديد لتأكيد ذاته، والانفراد بجماليّات لا يمكن لفن آخر الوصول إليها!.