|


سعد الدوسري
التوعية بالصدقات
2020-02-12
 لفترة قصيرة، انضممتُ قبل خمس سنوات، لرابطة دوري المحترفين، للمساهمة في طرح مبادرات لتوعية جماهير كرة القدم، وكنت حريصاً أن أستغل الموارد المتاحة فقط، لكيلا تكون برامج التوعية عبئاً على ميزانية الرابطة.
وهذا درس استفدته من خبرتي الطويلة في هذا المجال. فمعظم القطاعات الأهلية لا تعتبر التثقيف المجتمعي من مسؤولياتها، بل من واجبات المؤسسات الحكومية، وهذه لا تضعه في قائمة أولوياتها. لهذا السبب، نجدنا غير مثقفين على مستويات عدة، ولولا وسائل التواصل الاجتماعي التي نشطت في السنوات الأخيرة، لما كانت لدينا منصات فاعلة، ننشر من خلالها الوعي المجتمعي، وعلى رأسه الوعي الصحي، مع الخطورة التي نواجهها في انتشار المعلومات والحقائق والأخبار غير الصحيحة أو غير الموثوقة.
في محصلة تجربتي القصيرة لاستغلال الرياضة في نشر الوعي الصحي، صار مؤكداً لي أن هناك صعوبة في إقناع العاملين على تنظيم الملاعب، لإقحام رسائلنا التوعوية ضمن مهامهم التي تتطلب دقة وتركيز بالغين. وأننا إذا أردنا النجاح لتلك الرسائل، فعلينا تكليف فريق متخصص بهذا الشأن، لا عمل له سوى التثقيف. يأتي صباحاً من أجل هذا العمل، ويغادر مساءً. يجب ألا يكون تثقيف المجتمع على هامش الأعمال الأخرى، ويجب أن تكون ميزانياته من صلب الميزانيات، وليس الفائض منها أو صدقاتها!! لقد مر وقت طويل حتى بدأت المؤسسات الحكومية والأهلية تستوعب هذا الأمر، وتقبل فكرة أن يكون لديها أقسام أو إدارات للمسؤولية الاجتماعية، يكون نطاق عملها محصوراً على المبادرات المجتمعية، ومن ضمنها التثقيف والتوعية. ومن الضروري على مثل هذه الكيانات أن تهتم بشريحة الشباب، فهي الشريحة الأوسع، والمرمى الأرحب لتسجيل أهداف التوعية؛ الشاب يستقبل بسرعة، وينشر بحماس، خاصة إذا كان مقتنعاً بالموضوع. وإن لم تكن الرسالة الثقافية مقنعة أو ضعيفة المحتوى أو مكررة ومستهلكة، فإنه لن يقف عندها أبداً.
ربما حان الوقت لكي نطلب من الهيئة العامة للرياضة تفعيل برامج ومبادرات المسؤولية الاجتماعية فيها، سواءً من خلال رابطة دوري المحترفين، أو من خلال البرامج الرياضية الحوارية، وذلك لرفع كل أنماط الوعي لدى الشباب. دعوا المختصين في هذا المجال يعملون، لا نريد متطوعين، نريد شباباً أكفاء ومؤهلين أكاديمياً ليقوموا بهذا الدور. ومن المؤكد أنه مع ازدياد جرعات الوعي، سيخف التعصب الذي نراه يزداد أكثر، مع كل موسم جديد.