|




أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2020-02-14
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق، في المرة الأولى التي تصفحت بها تويتر اعتقدت أني عثرت على كنز ثمين مليء بعشرات الحسابات الأدبية والعلمية، هكذا تعرفت على العديد من الحسابات التي اجتهد أصحابها وقدموا لنا المعلومات والقصص الممتعة والمفيدة، وهكذا تابعت قراءة المقالات دون الحاجة لشراء الصحف أو التنقل بين المواقع.
مع مرور الوقت اكتشفت أن تويتر يشبه الدنيا التي لا تعطيك حلوها إلا مع مرها، واتضح لي الكم الهائل من الصراعات والكتابات السيئة التي يحتويها هذا التطبيق، لكن تغريدات الطائر الجميلة التي يغرد بها أصحاب الحسابات الممتعة والمفيدة هي من تبقي أهميته وهي من تسببت في إدمان بعضهم عليه، علينا أن ننظر إلى الجانب الجميل ونتجنب رؤية الجانب البشع، ليس في تويتر فقط بل في أشياء كثيرة، حتى في مياه الشواطئ الرملية البيضاء الصافية توجد ثعابين البحر، لذلك من الظلم أن نهجر الشاطئ، لا أحب قراءة تغريدة يشتم صاحبها غيره، اكتشفت اللغة حتى نكتب عن مشاعرنا الجميلة تجاه بعضنا، هي من تبقى، في السنوات الأخيرة اعتبرت البغض مضيعة للوقت وسوء إدارة للنفس، بالأمس صادف يوم الإذاعة العالمي، مازلت أعتقد أن الإذاعة لن تموت طالما بقي الإنسان يستخدم الكلام كوسيلة تعبير، وقبل أيام تذكرت الإذاعي المصري الشهير أحمد سعيد الذي اقترن اسمه بحرب 67 وبتلك الأخبار التي اكتشف زيفها بعد خسارة العرب معركتهم، فكرت في سوء فهم الناس لهذا الإذاعي الذي كان يقرأ ما يؤمر بقراءته، حتى قال بعضهم عنه بأنه مذيع كاذب دون أن يقولوا إن إذاعة صوت العرب كانت كاذبة، وإن أحمد سعيد مجرد موظف بمسمى مذيع.. رحمه الله. حاولت تجنب قراءة التغريدات عن فيروس كورونا، أرجو أن يتم القضاء عليه، ورغم أن الموت قدر الإنسان، إلا أنني لا أتمنى الموت بسبب عدوى أصيب بها أحدهم على بعد آلاف الكيلو مترات، أين قوة العلم والعلماء، أين محاضراتهم ودراساتهم؟ هل أبدو خائفاً؟ لست خائفاً من الموت بل من الطريقة إذا ما كانت بسبب هذا الفيروس، أين تغريدات الطائر الأزرق؟ دعوني أقول بأن هناك تغريدات جميلة غرد بها أصحابها طوال الأسبوع الماضي لكنني لم أكتشفها ولم أفهمها فلم أنصفها، قد لا أكون في وضع مناسب للقراءة، هل سيتسبب سوء مزاجي في انهيار البورصة؟!