|


عدنان جستنية
كلاسيكو الحب والغرام والحرب الباردة
2020-02-21
من يتابع هذه الأيام ومن أشهر حالة “التناغم” الرهيبة المحلقة في أجواء العلاقة التنافسية المعروفة بين الاتحاد والهلال، وما ينثر إعلامهما من شهد الكلام “المعسول” في تجاذب “جميل” جداً طغت على مفرداته لغة “الحب والغرام”، لا يصدق أن ما يحدث الآن هو جزء من “الحقيقة” التي لا يفهم معانيها ومداولاتها العميقة جداً إلا “الكبار” فقط.
- ومن هنا تكونت جذور “الكلاسيكو” بين الناديين الكبيرين، وأصبحت الجماهير الرياضية عامة محلياً وعربياً وقارياً يترقبون موعد هذا اللقاء على “شغف” شديد، والذي بات يعرف بمسمى “كلاسيكو الكرة السعودية” كأول كلاسيكو نال هذه الصفة والمكانة إعلامياً وجماهيرياً، ولا يقارن بأي “كلاسيكو” يقام بين الأندية السعودية.
- كلاسيكو قبل أن تستمتع بفنون الكرة وإبداعات نجوم الفريقين لك أن تشاهد تجهيزات معركة ساكنة تسير خطواتها الساخنة خارج أسوار المستطيل الأخضر في اتجاهين “متلازمين”: اتجاه تشم” رائحة دخانه في لجان تشعل حطبه على “نار هادئة” وصافرة تغني”بابا فين”، والاتجاه الثاني عبر تصريحات نارية بين اللاعب “المعلم” واللاعب “الخفي” وإعلام لا يرحم من كلا الطرفين بين فئة تدافع وأخرى تهاجم وجمهور يصرخ “لك الله يا إتي”، وجمهور أزرق يصدح بصوته “يا هلال يا هلال”.
- هذه الأجواء “الصاخبة” وإن اختفت هذه الأيام فما هي إلا جزء من “الحرب الباردة” المتبادلة بين الطرفين، والتي لن تؤثر على الإثارة وجمال “الكلاسيكو”، وإن لمسنا جزءًا بسيطًا منها في تصريح مدرب الاتحاد الجديد “كاريلي”، والذي أعلن “التحدي” في أول مباراة يقودها للنمور على العكس تماماً عندما كان مدرباً للوحدة، فالخوف سيطر عليه قبل مواجهته أمام الزعيم، طبعاً الفرق بين الحالتين أن القوي لا تظهر قوته وشجاعته إلا أمام الكبار.
- الكبار مهما وصلت بينهما حالة “التصادم” وغلو في المواجهة إلا أن “التقدير” هو سمة من سمات علاقة مهما ارتفعت أو انخفضت فهي لا تخرج عن إطار كرة قدم ومنافسة شريفة، ويوم لك ويوم عليك ويوم كفاك الله شره.
- التحضيرات التي قدمتها إحدى قنواتنا الرياضية في تقرير حول عدد المرات التي “ظلم” فيها الهلال تحكيميًّا أخشى ما أخشاه أن ذلك التقرير سيذهب ضحيته الاتحاد على حساب “ترضية” بني هلال.
- الجماهير على موعد مع نجومية جوميز وصديقه بوني وإن كانت هناك فوارق لياقية تذهب لمصلحة الأول، إلا أن الدور الذي سيقوم به الثاني “قيادياً” قد يقلب معادلة “التفوق” لصالح العميد، على أنني أرى “الحراسة” هي من ستقول كلمتها الحاسمة في هذا الكلاسيكو.