|


بدر السعيد
كيف يشاهدنا الآخر؟!
2020-02-22
لا يختلف اثنان حول مدى التأثير الذي عكسته الرياضة على المجتمع ولا تزال.. وأعني بذلك جانب المنافسة والميول والتشجيع بكل ما يصاحبها من أفراح وأتراح.. وبكل ما تملكه من قدرة على مزاج المتابع وسلوكه..
كما لا يختلف اثنان على كون الرياضة باتت واجهة تقدم المجتمعات أمام الآخر.. إلا أن مصدر تلقي هذه الواجهة غالباً هو الإعلام الرياضي في كل بلد.. وهنا يكمن التحدي وتظهر المشكلة، حيث إن جمال ما تقدمه البلد من رياضة قد يختفي أو يتم تشويهه من خلال إعلامها الرياضي الضعيف أو المشوه.. والعكس صحيح فكم من بلد أحببناها من خلال سمعة رياضتها ونجومها في الإعلام الرياضي الذي استطاع كسب احترام المتلقي وبات سفيراً فوق العادة لرياضة وطنه.
واليوم وفي ظل ما تشهده رياضتنا الوطنية من تطور ونهضة نوعية شاملة بات لزاماً علينا أن نراعي كيفية ظهورها أمام الآخر في كافة أقطار العالم ولمختلف أجناسه.. فمهما كانت جودة ما قدمناه ونقدمه من فعاليات وأنشطة ومنافسات رياضية في بلدنا، إلا أن نظرة الآخرين لها واحترامهم لقيمتها سيبقى رهينة لعدة أمور يأتي في مقدمتها إعلامنا الرياضي.
دوري محمد بن سلمان لكرة القدم على سبيل المثال هو أحد أهم منتجاتنا الرياضية المحلية.. وهو المنتج الذي يحظى باهتمام شريحة كبيرة من المجتمع، بالإضافة إلى ما حققه طوال تاريخه من متابعة في مختلف الأقطار العربية على وجه التحديد.. وهو المنتج الذي يعيش منذ عامين طفرة تغيير نوعية إيجابية في مختلف جوانبه الفنية.. وقبل ذلك كله هو المنتج الذي تشرف منذ عامين بارتباط اسمه بشخصية فريدة ومؤثرة على مستوى العالم.
وعلى الرغم من كل ما يحمله ذلك المنتج الرياضي المتميز من خصائص جاذبة، إلا أنه هو الآخر مرهون بأسلوب تقديمه وإخراجه وعرضه ونقده إعلامياً بالشكل الذي يسمح لمن هم خارج البلد أن يتعرفوا عليه.. والأسئلة العريضة في هذا المقام هي: هل يتناسب ما يطرح في البرامج الرياضة المحلية مع طموحنا وطموح المسؤول.. وهل يتناسب ما تقدمه من محتوى مع ما نملكه من إمكانيات.. وهل تستحق رياضتنا أن يتم تقديمها للآخر بهذا الشكل؟
عطفاً على كل ما سبق.. وبنظرة سريعة لما يقدمه إعلامنا الرياضي تلفزيونياً سنجد أننا نظلم رياضتنا وأهم منتجاتنا، فهي تستحق إعلاماً أكثر قدرة وتخصصًا ومنطقية من إعلامنا الرياضي الحالي.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..