|


بدر السعيد
إعادة صياغة المشهد
2020-02-29
إمتداداً لما أشرت إليه خلال مقال الأسبوع الماضي تحت عنوان “كيف يشاهدنا الآخر”؟..
أعود هذه المرة لأشير إلى ذات الموضوع ولكن باتجاه المشاركة في البحث عن الحلول الناجعة في هذا المجال، وأمام جملة الأخطاء التي لا تتناسب مطلقاً مع حجم وسمعة وأهداف رياضتنا الوطنية التي تمر بمرحلة تاريخية من التطور، تستدعي رفع درجات الأداء والبذل وتكثيف الجهود من كل مكونات الرياضة ومن بينها الإعلام الرياضي.
ولا أعتقد أن الحاصل حالياً يحتاج إلى مجهر أو رقيب دقيق للوصول إلى أخطاء ما يقال أو معرفة سوء ما يطرح، فساعات البث المباشر لكثير من البرامج الرياضية باتت ساحة للتشكيك والاتهام المبطن والمعلن بلا دليل.. بالإضافة إلى تقديم المعلومات المغلوطة المنافية لواقع المنافسات وتاريخها وأحداثها.. علاوة على سوء إدارة بعض الحوارات التي تقوم على مبدأ الجدل العقيم بين شخصين وأكثر يصاحبها ارتفاع الصوت وحدة المفردات وخروجها في بعض الأحيان عن مسار الأدب والاحترام.. ناهيك عن عدم توافق المواضيع المطروحة مع سلم أولويات المصلحة الرياضية العامة والتركيز على الأمور الهامشية والجدليات القائمة على فرضيات لا أساس لها من الصحة والواقع.. كل ذلك وأكثر ساهم بشكل مباشر في صناعة الفوضى بين أطياف المتابعين والمشجعين.. وصنع عداوات لجهات رسمية وعلق المشانق لمسؤولين حاليين أو سابقين.. وزرع الشك في كثير من القرارت والتوجهات.. وكون أحكاماً مسبقة على أفراد وكيانات حتى باتت الساحة الرياضية بيئة غير مشجعة على وجود الكفاءات والخبرات شيئاً فشيئًا.
وبالطبع حين انتقدت ما يطرح في إعلامنا الرياضي حالياً وطالبت بتغييره فأنا هنا لا أعني أن “جميع” ما يطرح يتنافى مع مرحلة التطور التاريخية للرياضة في المملكة، بل أقصد بذلك مجموعة البرامج والأفراد الذين بات وجودهم لا يتناسب مع هذه المرحلة ولم يعد لوجودهم أي إضافة باتجاه التطور إطلاقاً..
في الأسبوع الماضي تزامن تغيير مسمى الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة الرياضة مع تغيير وزير الإعلام، فهل يصاحب هذه التغيرات تعديلاً مباشراً في شكل ومضمون واتجاهات وأدوات الإعلام الرياضي السعودي على النحو الذي نضمن معه الحد الأدنى من الظهور الإيجابي المثالي الذي يرضي شرائح العقلاء أكثر من إشباع رغبات المتعصبين.. كلنا أمل في أن يتم الإسراع في هذا الاتجاه، فوطننا زاخر بالكفاءات العلمية والخبرات الرياضية والإعلامية القادرة على تقديم الشكل والمضمون الأفضل من الحاصل حالياً بلا شك، فهم الأجدر بتلك المواقع.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..