-قبل أيام، نشرت مقالة. وفي “تويتر” أشرت إليها ووضعت الرابط. غابت الشمس ولم يقم بتدويرها “رتْوَتَتْها” أكثر من سبعة أشخاص!. شعرتُ أن “برستيجي” دحدر!.
-وأعترف: فكّرت أن أطلب من “فارس عوض” الضغط على زرّ الريتويت!. لماذا فارس عوض تحديدًا، لأنه صديقي ولأنه مشهور جدًّا، وله عدد هائل من المتابعين!. صديقي الآخر الذي له هذا القُرب وهذه المواصفات هو “بتّال القوس”. لكن بتّال هو نفسه رئيس تحرير “الرياضية” التي أكتب فيها!. وجزء من “برستيجي” يعتمد على عدم معرفته بما فكّرت فيه لإثبات تفاعل الآخرين مع ما أكتب!.
-ثمّ تساءلت، مستعيبًا الفكرة: كيف يمكن لمثل هذه الفكرة أن تراودني، وأنا ممن يلهجون صباح مساء وفي كل مناسبة، بأن مهمّة الكاتب، والفنان عمومًا، تنتهي عند النشر، وأن بقيّة الأمر راجع للناس، بكامل حريّتهم، وحسب ذوقهم، وبمقدار ما تسمح به أوقاتهم وظروفهم؟!.
-في يوم من الأيام، أصابني غرور، أتذكر ذلك جيدًا!. شعرت بنجومية ونجاح وشهرة وأضواء وجماهيرية وشعبية!. منعني من الاستمرار في هذه الغطرسة فيلم لمحمد خان، وفيه لعب أحمد زكي أجمل أدواره. فيلم: زوجة رجل مهم!.
- خرجت من ذلك الفيلم برعب حقيقي ممّا أنا فيه، وممّا يمكن لي الوصول إليه!. فالغطرسة التي عاشها “هشام” بطل الفيلم، بسبب سلطته “والشهرة سلطة”!، طارت في غمضة عين!. عندها، استَفْرَدَت الغطرسة بـ”هشام” إلى أن جعلته هشيمًا!.
- لم يصدّق البطل أن كل ما له وما لديه سُحب منه فجأة!. أنكر الخبر وأخفى الحقيقة وظلّ يتصرّف كما لو أنه في عزّ قوته وسلطته وزهوه!. أبدع أحمد زكي في الأداء بكل ما لكلمة إبداع من معنى، فهشام لم يكن يكذب على الناس بل على نفسه!. وبصراعه مع هذه النفس التي لم يعد يطيقها، انتهى به الأمر إلى التخلص منها!.
- أتذكّر جيدًا: بعد ذلك الفيلم، وبتأثير منه، راجعت نفسي، إلى أن رجَعْتُ إليها وأرجعتها إليّ، أو هذا ما أظنه!. في تلك المراجعة، قلت لنفسي: هل تذكر عندما كنت طالبًا في الثانوية، وكنت تحلم بأن تكتب وأن يستمع إليك ويقرأ لك مئة شخص؟!. هل تذكر كم كنت تخجل من الرقم مئة لعظمته وكثرته في ذهنك وحسابات خيالك يومها؟!. أتساءل وأتجاوب بهز رأسي، وعيني في الأرض: نعم، نعم، أذكر، والله.. أذكر!.
- يشهد الله، أنني ارتحت، منذ ذلك اليوم ارتحت، وشعرت بتحسّن في مزاجي ونتاجي!. في أوراقي وأخلاقي!. من يومها، أخذت على نفسي عهدًا، ألا أطمع بأكثر من هذا العدد من الناس، لا في أمسية ولا كتابة ولا أي ظهور أو حضور إعلامي أو أدبي آخر، وأن أنظر للأمر على النحو التالي: أقل من مئة، يعني أن أمامي كثيرًا من العمل للتقدّم أكثر. أكثر من مئة، يعني أن هناك زيادة مؤقّتة، لا يجب أن يُبنى عليها شعور، ولا قناعات، ولا رغبة في مزيد، ولا رهبة من نقص!.
- وبالفعل، دارت الأيام، وانحسرت الشهرة. سبقني إليها ناس ياما!. من بينهم من كان طموحه أن أذكره وأمثالي من نجوم مرحلة سابقة بكلمة!. سبقوني إليها بشروطها وبحقها، لا ظلمًا ولا عدوانًا!. راحت النجوميّة الوهّاجة!.
- ثم عن ماذا أتحدث؟!، ألم يكن نصف هذه الشهرة والنجومية، النصف على الأقل، مصنوعًا؟! ألم يكن ذلك أيام كانت مجلات الشعر الشعبي متسيّدة وضاربة؟!. أَوَلَم أكن أحد صنّاع هذه المجلّات، شاركت في تأسيس ثلاث منها، وأدرتها بمسميّات وظيفية متعددة؟!. طبعًا، سأحصل على قطعة كبيرة من الكعكة!.
- والذين كانوا ينتظرون مني كلمة إطراء، كانوا ينتظرونها لا بسبب أهميتي الأدبية، بل لأن مكاني في تلك المجلات، مكاني الوظيفي، كان مؤثرًا!. وحين انفتحت المجالات، بدءًا من منتديات الإنترنت وانتهاءً بعوالم السوشال ميديا، وصرت متسابقًا فقط مثلي مثل غيري، لا أقدر على فتح الحنفية وإغلاقها حسب ذوقي وهواي، تقدّموا وسبقوني مستحقين ما وصلوا إليه!.
- وبعيني، شهدت الهزّة النفسية التي أصابت بعض نجوم مرحلتي، وكيف أن بعضهم لم يتمالك نفسه، فظهر ذلك على تغييرات سلبيّة في شخصيّته، وأثّر بضرر على حياته ومحيطه!. بعضهم نجا لرزانة عقله، وبعضهم لرسوخ جودته، وبعضهم لكريم خلقه، وأظن أنني نجوت فضلًا من الله، ثم بسبب فيلم “زوجة رجل مهم”!.
- وفي كل مرّة، كنت أحمد الله وأشكره، على أنني شاهدت فيلم محمد خان، في عز الشهرة، وقبل فوات الأوان!. حتى هذه الشهرة الفائضة عن الحد التي أتمتع بها اليوم، سببها التقادم لا أكثر ولا أقل: شخص يكتب من خمس وثلاثين سنة وأكثر، لا بد أن يكون معروفًا مهما كانت قيمة نتاجه!.
- أضحك الآن لأني تذكرت “وحيد سيف” في مسرحية “شارع محمد علي” يعلّق على دخول “يوسف عيد” وتصفيق عدد قليل من الجمهور له: “أصل أنا مش زعلان على شان حاجة، أنا زعلان على شان انت بتمثّل من سبعه وستين، والله، لو كان حمار كان اتشهر”!.
- خجلتُ من نفسي، وفركتُ أُذني، على فكرة الطلب من صديقي فارس عوض إنقاذ “برستيجي” ككاتب!. وحمدت الله على أني لم أفعل!. وشعرت بسعادة وأمن!.
- سبعة أشخاص أعجبتهم كتابتك، وراقت لهم، لدرجة أنهم قرروا بملء إرادتهم، إعادة نشرها في حساباتهم، ما الذي تريده أكثر من ذلك يا رجل؟!. تكتب وتأخذ على كتابتك أجرًا ماديًّا، وتنشر ويُقرأ لك، هل كنت تحلم بأكثر من هذا؟!.
- الناس ليسوا أرقامًا، الناس فكر وأحاسيس وذوق ومحبة، أَوَلَا يكفيك من عالم الكتابة هذا، إنسان واحد يحمل لك مثل هذا التقدير وهذه المشاعر؟!. اللهم لك الحمد والشكر والفضل والمنّة.. أعطيت فأجزلت.
-وأعترف: فكّرت أن أطلب من “فارس عوض” الضغط على زرّ الريتويت!. لماذا فارس عوض تحديدًا، لأنه صديقي ولأنه مشهور جدًّا، وله عدد هائل من المتابعين!. صديقي الآخر الذي له هذا القُرب وهذه المواصفات هو “بتّال القوس”. لكن بتّال هو نفسه رئيس تحرير “الرياضية” التي أكتب فيها!. وجزء من “برستيجي” يعتمد على عدم معرفته بما فكّرت فيه لإثبات تفاعل الآخرين مع ما أكتب!.
-ثمّ تساءلت، مستعيبًا الفكرة: كيف يمكن لمثل هذه الفكرة أن تراودني، وأنا ممن يلهجون صباح مساء وفي كل مناسبة، بأن مهمّة الكاتب، والفنان عمومًا، تنتهي عند النشر، وأن بقيّة الأمر راجع للناس، بكامل حريّتهم، وحسب ذوقهم، وبمقدار ما تسمح به أوقاتهم وظروفهم؟!.
-في يوم من الأيام، أصابني غرور، أتذكر ذلك جيدًا!. شعرت بنجومية ونجاح وشهرة وأضواء وجماهيرية وشعبية!. منعني من الاستمرار في هذه الغطرسة فيلم لمحمد خان، وفيه لعب أحمد زكي أجمل أدواره. فيلم: زوجة رجل مهم!.
- خرجت من ذلك الفيلم برعب حقيقي ممّا أنا فيه، وممّا يمكن لي الوصول إليه!. فالغطرسة التي عاشها “هشام” بطل الفيلم، بسبب سلطته “والشهرة سلطة”!، طارت في غمضة عين!. عندها، استَفْرَدَت الغطرسة بـ”هشام” إلى أن جعلته هشيمًا!.
- لم يصدّق البطل أن كل ما له وما لديه سُحب منه فجأة!. أنكر الخبر وأخفى الحقيقة وظلّ يتصرّف كما لو أنه في عزّ قوته وسلطته وزهوه!. أبدع أحمد زكي في الأداء بكل ما لكلمة إبداع من معنى، فهشام لم يكن يكذب على الناس بل على نفسه!. وبصراعه مع هذه النفس التي لم يعد يطيقها، انتهى به الأمر إلى التخلص منها!.
- أتذكّر جيدًا: بعد ذلك الفيلم، وبتأثير منه، راجعت نفسي، إلى أن رجَعْتُ إليها وأرجعتها إليّ، أو هذا ما أظنه!. في تلك المراجعة، قلت لنفسي: هل تذكر عندما كنت طالبًا في الثانوية، وكنت تحلم بأن تكتب وأن يستمع إليك ويقرأ لك مئة شخص؟!. هل تذكر كم كنت تخجل من الرقم مئة لعظمته وكثرته في ذهنك وحسابات خيالك يومها؟!. أتساءل وأتجاوب بهز رأسي، وعيني في الأرض: نعم، نعم، أذكر، والله.. أذكر!.
- يشهد الله، أنني ارتحت، منذ ذلك اليوم ارتحت، وشعرت بتحسّن في مزاجي ونتاجي!. في أوراقي وأخلاقي!. من يومها، أخذت على نفسي عهدًا، ألا أطمع بأكثر من هذا العدد من الناس، لا في أمسية ولا كتابة ولا أي ظهور أو حضور إعلامي أو أدبي آخر، وأن أنظر للأمر على النحو التالي: أقل من مئة، يعني أن أمامي كثيرًا من العمل للتقدّم أكثر. أكثر من مئة، يعني أن هناك زيادة مؤقّتة، لا يجب أن يُبنى عليها شعور، ولا قناعات، ولا رغبة في مزيد، ولا رهبة من نقص!.
- وبالفعل، دارت الأيام، وانحسرت الشهرة. سبقني إليها ناس ياما!. من بينهم من كان طموحه أن أذكره وأمثالي من نجوم مرحلة سابقة بكلمة!. سبقوني إليها بشروطها وبحقها، لا ظلمًا ولا عدوانًا!. راحت النجوميّة الوهّاجة!.
- ثم عن ماذا أتحدث؟!، ألم يكن نصف هذه الشهرة والنجومية، النصف على الأقل، مصنوعًا؟! ألم يكن ذلك أيام كانت مجلات الشعر الشعبي متسيّدة وضاربة؟!. أَوَلَم أكن أحد صنّاع هذه المجلّات، شاركت في تأسيس ثلاث منها، وأدرتها بمسميّات وظيفية متعددة؟!. طبعًا، سأحصل على قطعة كبيرة من الكعكة!.
- والذين كانوا ينتظرون مني كلمة إطراء، كانوا ينتظرونها لا بسبب أهميتي الأدبية، بل لأن مكاني في تلك المجلات، مكاني الوظيفي، كان مؤثرًا!. وحين انفتحت المجالات، بدءًا من منتديات الإنترنت وانتهاءً بعوالم السوشال ميديا، وصرت متسابقًا فقط مثلي مثل غيري، لا أقدر على فتح الحنفية وإغلاقها حسب ذوقي وهواي، تقدّموا وسبقوني مستحقين ما وصلوا إليه!.
- وبعيني، شهدت الهزّة النفسية التي أصابت بعض نجوم مرحلتي، وكيف أن بعضهم لم يتمالك نفسه، فظهر ذلك على تغييرات سلبيّة في شخصيّته، وأثّر بضرر على حياته ومحيطه!. بعضهم نجا لرزانة عقله، وبعضهم لرسوخ جودته، وبعضهم لكريم خلقه، وأظن أنني نجوت فضلًا من الله، ثم بسبب فيلم “زوجة رجل مهم”!.
- وفي كل مرّة، كنت أحمد الله وأشكره، على أنني شاهدت فيلم محمد خان، في عز الشهرة، وقبل فوات الأوان!. حتى هذه الشهرة الفائضة عن الحد التي أتمتع بها اليوم، سببها التقادم لا أكثر ولا أقل: شخص يكتب من خمس وثلاثين سنة وأكثر، لا بد أن يكون معروفًا مهما كانت قيمة نتاجه!.
- أضحك الآن لأني تذكرت “وحيد سيف” في مسرحية “شارع محمد علي” يعلّق على دخول “يوسف عيد” وتصفيق عدد قليل من الجمهور له: “أصل أنا مش زعلان على شان حاجة، أنا زعلان على شان انت بتمثّل من سبعه وستين، والله، لو كان حمار كان اتشهر”!.
- خجلتُ من نفسي، وفركتُ أُذني، على فكرة الطلب من صديقي فارس عوض إنقاذ “برستيجي” ككاتب!. وحمدت الله على أني لم أفعل!. وشعرت بسعادة وأمن!.
- سبعة أشخاص أعجبتهم كتابتك، وراقت لهم، لدرجة أنهم قرروا بملء إرادتهم، إعادة نشرها في حساباتهم، ما الذي تريده أكثر من ذلك يا رجل؟!. تكتب وتأخذ على كتابتك أجرًا ماديًّا، وتنشر ويُقرأ لك، هل كنت تحلم بأكثر من هذا؟!.
- الناس ليسوا أرقامًا، الناس فكر وأحاسيس وذوق ومحبة، أَوَلَا يكفيك من عالم الكتابة هذا، إنسان واحد يحمل لك مثل هذا التقدير وهذه المشاعر؟!. اللهم لك الحمد والشكر والفضل والمنّة.. أعطيت فأجزلت.