|


سعد المهدي
كورونا يسقط فزاعة التدخل الحكومي
2020-03-24
في عناوين الرياضة في العالم يندس “كورونا” بين الكلمات ليرفع من درجة حرارة الأخبار التي تصاب بالعدوى وتحمله لنقله لخبر آخر، أو يقتلها بعد أن يضربها من الداخل أو يثبت أنه حالة اشتباه، وفي كل أحواله يحظى بالعناية المركزة من كل الناس.
فحص الخبر أصبح صعبًا وتصديقه أصعب من تحري ما وراءه، والعالم لم يعد على يقين بما يقول ويفعل، المنظمات الرياضية المحلية والدولية تستهدي بتقارير المنظمات الصحية والإجراءات الحكومية، إذن جاءت ساعة الحقيقة، المنظمات الرياضية الدولية ليست دول والسيدان توماس باخ وجياني إنفانتينو يسابقان موعد حظر التجول في السوبر ماركت.
الجميع تحت رحمة الله ولطفه ثم حسن تدبير الحكومات ووعي المجتمعات، الرياضة والرياضيون من هؤلاء البشر الذين يستهدفهم الفيروس لكن صوتهم في كل الأحوال أعلى من غيرهم، وأسئلتهم تشغل الإعلام، وحياتهم الخاصة قصص وسائله ومنصات السوشال ميديا، بعضهم يعتبرهم قياس الطمأنينة وعودة الأمور إلى طبيعتها.
التدخل الحكومي فزاعة المنظمات الرياضية الكبرى التي تركزها في بيادر الفساد لإخفائه، وتبتز الاتحادات القارية والأهلية بها المؤسسات الرياضية الحكومية، ويتستر وراءها بعض من يرغبون العبث بما يتجاوز النشاط الرياضي، اليوم يسقط هذا في زمن كورونا إذ لم يعد في وسع هذه المنظمات أكثر من تسليم الحكومات كل شيء.
حالة الارتباك تسيطر على مناحي الحياة، وفي الرياضة بدأ الأمر وكأنهم في معزل عما يجري، حيث تحكمت الاتحادات واللجان والروابط في الأخبار تقرر ما تريده تمارس استقلاليتها الهشة، ثم تباعًا تراجع المتحدثون نيابة عن عالمها للوراء خطوة فأخرى أسرع، الألعاب الأولمبية ذاكرة الرياضة وتاجها سيتم تأجيلها لأول مرة في تاريخ السلم منذ انطلاقتها، انحنت اللجنة الأولمبية تحت وطأة الضغط وعليها أن تناشد الحكومات للتدخل من أجل مساعدتها.
ومن عناوين الأخبار تعرف أن الأمور تخطت المنظمات الرياضية وعادت إلى العالم الذي تحكمه منظومات الأمن والصحة والاقتصاد. رئيس “فيفا” يكشف موعد غير منطقي لعودة كرة القدم في أوروبا، لتخطي الأزمة.. برشلونة سيطلب مساعدة مادية من نجومه، رئيس الاتحاد المكسيكي يصاب بفيروس كورونا، حزن في ريال مدريد.. كورونا يفتك برئيس الملكي السابق، بالفنادق والملاليين.. نجوم الكرة يحاربون كورونا، رواتب النجوم هل تنقذ الدوريات الأوروبية؟
ستمر أزمة “كورونا” بمشيئة الله ورحمته، لكن بعد أن تكشف أكثر أن فيفا واللجنة الأولمبية ومسؤوليهما ليسوا إلا نمورًا من ورق.