|


هيا الغامدي
محاربة كورونا «برد الجميل»
2020-03-29
إذا كان الصمت “فضيلة” فهو في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم مع “كورونا” نكران للجميل، وعمل غير أخلاقي إطلاقًا، فالشعور بالامتنان والعرفان شيمة الأرواح النبيلة، أقول ذلك وأنا أتابع مبادرات كريمة من نجوم عالميين وأندية ومدربين شعروا بالمسؤولية من منطلق حسهم الإنساني، وتفاعلوا مع بلدانهم والبلاد التي أكلوا فيها “العيش”، وجمعتهم بها الأيام والعشرة وسيناريوهات كرة القدم من أفراح وأحزان!
كرة القدم أخذت الكثير من أوقات الناس وأموالهم وأعصابهم وصحتهم، وآن الأوان لرد الجميل لهؤلاء الناس والوقوف بجانبهم ضد هذه الجائحة، آن الأوان لهذه المنفوخة البلاستيكية التي أوقفها “كورونا” عن الدوران أن تقف مع ملايين المشجعين من حول العالم وترد جزءًا من الجميل! وإذا كانت هذه الأزمة قد علمتنا كيفية تقوية جهازنا المناعي لمحاربة الفيروسات والأمراض، فيجب أن تعلمنا كيف نقوي مناعتنا الفكرية لمواجهة أية تحديات.. إشاعات، فنحن ولله الحمد ننعم بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة بنعمة عظيمة اسمها “السعودية”، وكل ما هو مطلوب منك البقاء آمنًا مطمئنًا في منزلك فقط!
هذه الأزمة أثبتت تضامن العالم بأكمله ضد قضية واحدة “كورونا”، ترابط، تكاتف، استنفار، شعور بالانتماء والاحتواء والمسؤولية، وفي مثل هذه الأوقات الصعبة تظهر معادن البشر وحقيقتهم، مواقف إنسانية لنجوم كرة القدم العالمية لمساعدة أوطانهم والبلاد التي قدمت لهم الكثير، تبرع رونالدو بالكثير لمواجهة “كورونا”، تبرع ميسي بـ 100 ألف، باريس سان جيرمان بـ 100 ألف لمساعدة فرنسا، تبرع أرسنال من أجل توفير السيارات والخدمات الصحية، تبرع ماسيمو موراتي رئيس الإنتر سابقًا بمليون يورو لمكافحة المرض في إيطاليا، تبرع البلجيكي لوكاكو للهيئات الطبية بميلانو، تخلى لاعبو ليدز عن جزء من رواتبهم لمكافحة “كورونا”، تبرع كبار البوندسليجا بـ 20 مليونًا للمساعدة لمواجهة أزمة “كورونا” الاقتصادية، تبرع روما لكبار السن وتوصيل كافة احتياجاتهم لمنازلهم كل جمعة، تبرع الإنتر وبرشلونة بتوزيع مئات الكمامات مجانًا لإقليم لومبارديا وكاتالونيا...إلخ!
أتساءل أين نجومنا العرب في أوروبا عن التبرع ومساعدة أوطانهم ضد هذا الوباء، وأبدأ بالأعلى دخلًا وشهرة المصري محمد صلاح لاعب ليفربول اللاعب المعروف بتبرعاته السخية لبلاده عمومًا، وأستغرب عدم تفاعله ولا باقي زملائه العرب كالنني وزياش ومحرز... وغيرهم، مع بلدانهم في هذا التوقيت.. لماذا الصمت المطبق هو سيد الموقف؟!