|


هيا الغامدي
هذا اللاعب «أُحِبُّه»
2020-04-02
كم مرة قلتها في نفسك أو بين مجموعة من الناس؟! ومن لاعبك المفضل وهل التفضيل بناء على معطيات أساسية أم مجرد ميل وحسب؟!
“أنت تعرف أنا صادق بالأرجنتين نكرهك قليلاً بسبب طريقتك لكنك فاجأتني بالفعل فقد قابلت شخصًا آخر” ديبالا لرونالدو الذي رد مبتسمًا: “أنا أعرف ذلك لكني معتاد على تلقي مثل هذه الانتقادات”! إذاً ما معيار الميل للاعب من بين مئات الآلاف هل هي المهارة أم التواضع وحسن الخلق؟! وإذا كان النجم خارقاً لكنه مغرور/ متغطرس هل ستحبه أيضا؟! كرة القدم ساق من سيقان الرياضة تحتاج لتقوى للدعم والتشجيع والتغذية الشعبية فحب الجمهور لا يأتي بالموهبة وحدها فقد تكون لدى غيرك بل بالبصمة الإيجابية والخلق الحسن.
شخصيا أميل للاعب الذكي والذكاء بمعيار”هيا” هو الذي يجمع صاحبه مهارة الأقدام والرأس بمهارة التواصل الاجتماعي. أعرف نجمًا يمتلك هذه الخاصية بملاعبنا كنموذج نجم المنتخب السعودي سابقًا والهلال محمد الشلهوب، لاعب موهوب خلوق وله علاقاته الطيبة مع كافة أطياف المجتمع الرياضي المحلي والخليجي والعربي...! عالميًّا هناك من يعجبه الأرجنتيني ميسي ومن يميل لرونالدو البرتغالي ولكل أسبابه، الشيء نفسه مع سامي وماجد فالميل لهذين النجمين له من الحدية والغلو ما له وإن خالطهما التعصب أحيانًا ولكل منهما بصماته وإنجازاته الخاصة التي تختلف عن الآخر ولكنها اختيارات البشر.. ومثلما يختلف اللاعبون بدرجة المهارة واللعب يختلف المشجع بمدى تقبله للاعب وتشجيعه أو العكس بمنطقية أو بتعصب...!! الحب من الله ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وإذا كان الإنسان يملك قرارات عقله فإن زمام القلب لا يملكه إلا الله وحده..
لماذا يختلف التقييم/ الميل لنجمين كرونالدو وليو رغم أنهما أكثر نجمين حققا جائزة الكرة الذهبية وما معيار المفاضلة بينهما بعيدًا عن المهارة ما لم يكن الذكاء الاجتماعي/ الأخلاق؟! نظرية الأفضل هي مجرد مصطلح يعبر عن وجهة نظر قد تكون صحيحة أو ظالمة، لكن ليست مقياسًا للبقية ولا التعميم وأحيانًا تدخل النفق المظلم والظالم؛ فالمقارنات من أساسها ظالمة وخيالية كتلك التي بين بيليه ومارادونا وسامي وماجد وميسي ورونالدو... لأنها تخضع للأمزجة والعواطف والأهواء ووجود اللاعب بفريق من فرق الصفوف الأمامية..
هناك لاعبون “رماديون” لا يحبهم الجمهور ولا يكرههم، هؤلاء يمرون مرور الكرام دون تأثير سلبي أو إيجابي على الجمهور الرياضي، هؤلاء هم المظلومون حقًّا لأن الجمهور لا يعطيهم حقهم.