ـ الجريمة تقود إلى الشهرة، وكذلك الفضيحة!. ليس أشهر من ريّا وسكينة في مصر والعالم العربي!. ولو أنّ أحدًا خرج عاريًّا، سلْط ملْط، في عاصمة ما، لصار أشهر رجل خلال أقل من ساعة!.
ـ البحث عن الشهرة أمر طيّب إذا كان لديك ما تقدّمه، أمّا أن تكون الشهرة بحد ذاتها غاية، فهذه مسألة ولا أسهل!. لا تحتاج جهدًا وتفكيرًا، على العكس: الحمق والسفاهة من أنجح شروط إنتاجها!. “الهبال ما يبي له غزّ بيارق”!.
ـ مشاهير الفَلَس، كما صار يُطلق عليهم اليوم، قدّموا أشكالًا لم تكن تخطر على بال أحد بهدف الحصول على الشهرة. ارتفعت معدّلات السّفه والتّسيّب حتى نسينا أنصاف المهابيل!. الأمر صار يبدأ من نتف الحَمَام في بانيوهات فنادق لندن، إلى أن يقدّم أحدهم مشروبًا ساخنًا لزوجته من مياه قاعدة المرحاض أعزّكم الله!.
ـ أرجِعوا لنا مهابيلنا الأوائل، لنعتذر منهم!. كانت سفاهاتهم أبسط وأطيب وغير مقصودة. أتحدث عن أولئك المساكين الذين كانت تنتشر لهم حكايات أو مقاطع دون رغبةٍ منهم ولا عِلم!. أولئك الذين كانت مثل هذه الشهرة تؤذيهم ولا يريدونها!. كم كنّا قساة معهم!.
ـ حكاية شعبية من بلاد بعيدة، خلاصتها “اصبر على مجنونك لا يجيك اللي أجنّ منه”!. تقول: خطب رجل فتاة. دعاها مع أبيها وأمها للعشاء في بيته، وحين فرغت قارورة الماء، سألت الفتاة عن المطبخ لتجلب قارورة ماء جديدة. أُعجب الشاب بنشاطها واستعدادها الفطري للمساعدة، وأشار إلى المطبخ. دخلتْ ولم ترجع!.
ـ خافت الأم على ابنتها ولحقتها للمطبخ، وهناك وجدت البنت تبكي، سألتها عن السبب فأشارت إلى مطرقة معلّقة على وتد، وقالت: تخيّلي يا أمي لو تزوّجته ثم أنجبنا ولدًا ثم كَبُر وطلبنا منه شيئًا من المطبخ فدخل هنا ووقعت عليه المطرقة ومات؟!. تخيّلتْ الأم المشهد وراحت تبكي مع ابنتها!. بعد قليل ذهب الأب ليرى ما بهما، فأخبراه فجلس يبكي معهما!. دخل الشاب ووجد الثلاثة على هذه الحال. سألهم فأخبروه. ضحك وقال: لم أر أحمق منكم!، سأترحّل في الأرض سنةً فإن لم أجد أغبى منكم عدْتُ وتزوجت ابنتكم وإلا فالعذر و”السموحة”!.
ـ في ترحاله لقي عجوزًا تحاول جرّ بقرتها لصعود الدرج!. لماذا؟! قالت: على سطح البيت نبت عشب وأريدها أن تأكل!. تعجّب: ولماذا لا تجزّين العشب أسهل!. لكنها لم تردّ عليه، فتركها، وما هي إلا خطوات منذ أعطاها ظهره، حتى سمع صوت هَدَد: وقع السقف بالبقرة على العجوز!.
ـ أكمل الشاب ترحاله، ولمّا وجد فندقًا صغيرًا قرر الإقامة لليلة، لكنهم قالوا له إنه سيسكن مع نزيل آخر في نفس الغرفة. كان مرهقًا فوافق. دخل الغرفة وحيّا. ردّ الرجل التحيّة بلطف، وتحدّثا بارتياح، ثم غفا كل منهما على سريره. في الصباح استيقظ الشاب على صوت خبط!. فتح عينيه فرأى عجبًا. رأى الرجل وقد وضع سرواله الطويل على قائمتين خشبيتين يدور حولهما ويقفز على أمل أن يدخل في السروال!. ما هذا؟! قال الرجل: آه، يا صاحبي، أعتقد أن السروال من أغرب أنواع الملابس، كل صباح، أحتاج ساعة كاملة على الأقل للدخول فيه!.
ـ في ترحاله رأى أشياء كثيرة تشبه هذه التي ذكرناها، وكان آخر ما رأى: أهل قريةٍ يتراكضون ليلًا، باتجاه النهر، يحملون معهم حبالًا ومكانس ومجارف وكل ما يقدرون عليه من أدوات تقريبًا. سألهم وقد وجد نفسه مجبرًا على الركض معهم: لماذا؟! ما الذي يحدث؟!. لم يردّ أحد عليه، إلا حين وصلوا إلى النهر. هناك قالوا له: انظر، القمر يغرق ولا بدً من إنقاذه!. صاح بهم: هذا ظلال القمر يا ناس، هذه صورته على الماء، ارفعوا رؤوسكم، إنه هناك، وأشار إلى القمر، لكن أحدًا منهم لم يرفع رأسه!.
ـ تركهم يحاولون إنقاذ القمر من الغرق، وعاد إلى بلدته. طرق الباب على العائلة إيّاها. فتحوا له. لم يسلّم، كل ما قاله: اليوم الخميس.. يناسبكم السبت؟!.
ـ البحث عن الشهرة أمر طيّب إذا كان لديك ما تقدّمه، أمّا أن تكون الشهرة بحد ذاتها غاية، فهذه مسألة ولا أسهل!. لا تحتاج جهدًا وتفكيرًا، على العكس: الحمق والسفاهة من أنجح شروط إنتاجها!. “الهبال ما يبي له غزّ بيارق”!.
ـ مشاهير الفَلَس، كما صار يُطلق عليهم اليوم، قدّموا أشكالًا لم تكن تخطر على بال أحد بهدف الحصول على الشهرة. ارتفعت معدّلات السّفه والتّسيّب حتى نسينا أنصاف المهابيل!. الأمر صار يبدأ من نتف الحَمَام في بانيوهات فنادق لندن، إلى أن يقدّم أحدهم مشروبًا ساخنًا لزوجته من مياه قاعدة المرحاض أعزّكم الله!.
ـ أرجِعوا لنا مهابيلنا الأوائل، لنعتذر منهم!. كانت سفاهاتهم أبسط وأطيب وغير مقصودة. أتحدث عن أولئك المساكين الذين كانت تنتشر لهم حكايات أو مقاطع دون رغبةٍ منهم ولا عِلم!. أولئك الذين كانت مثل هذه الشهرة تؤذيهم ولا يريدونها!. كم كنّا قساة معهم!.
ـ حكاية شعبية من بلاد بعيدة، خلاصتها “اصبر على مجنونك لا يجيك اللي أجنّ منه”!. تقول: خطب رجل فتاة. دعاها مع أبيها وأمها للعشاء في بيته، وحين فرغت قارورة الماء، سألت الفتاة عن المطبخ لتجلب قارورة ماء جديدة. أُعجب الشاب بنشاطها واستعدادها الفطري للمساعدة، وأشار إلى المطبخ. دخلتْ ولم ترجع!.
ـ خافت الأم على ابنتها ولحقتها للمطبخ، وهناك وجدت البنت تبكي، سألتها عن السبب فأشارت إلى مطرقة معلّقة على وتد، وقالت: تخيّلي يا أمي لو تزوّجته ثم أنجبنا ولدًا ثم كَبُر وطلبنا منه شيئًا من المطبخ فدخل هنا ووقعت عليه المطرقة ومات؟!. تخيّلتْ الأم المشهد وراحت تبكي مع ابنتها!. بعد قليل ذهب الأب ليرى ما بهما، فأخبراه فجلس يبكي معهما!. دخل الشاب ووجد الثلاثة على هذه الحال. سألهم فأخبروه. ضحك وقال: لم أر أحمق منكم!، سأترحّل في الأرض سنةً فإن لم أجد أغبى منكم عدْتُ وتزوجت ابنتكم وإلا فالعذر و”السموحة”!.
ـ في ترحاله لقي عجوزًا تحاول جرّ بقرتها لصعود الدرج!. لماذا؟! قالت: على سطح البيت نبت عشب وأريدها أن تأكل!. تعجّب: ولماذا لا تجزّين العشب أسهل!. لكنها لم تردّ عليه، فتركها، وما هي إلا خطوات منذ أعطاها ظهره، حتى سمع صوت هَدَد: وقع السقف بالبقرة على العجوز!.
ـ أكمل الشاب ترحاله، ولمّا وجد فندقًا صغيرًا قرر الإقامة لليلة، لكنهم قالوا له إنه سيسكن مع نزيل آخر في نفس الغرفة. كان مرهقًا فوافق. دخل الغرفة وحيّا. ردّ الرجل التحيّة بلطف، وتحدّثا بارتياح، ثم غفا كل منهما على سريره. في الصباح استيقظ الشاب على صوت خبط!. فتح عينيه فرأى عجبًا. رأى الرجل وقد وضع سرواله الطويل على قائمتين خشبيتين يدور حولهما ويقفز على أمل أن يدخل في السروال!. ما هذا؟! قال الرجل: آه، يا صاحبي، أعتقد أن السروال من أغرب أنواع الملابس، كل صباح، أحتاج ساعة كاملة على الأقل للدخول فيه!.
ـ في ترحاله رأى أشياء كثيرة تشبه هذه التي ذكرناها، وكان آخر ما رأى: أهل قريةٍ يتراكضون ليلًا، باتجاه النهر، يحملون معهم حبالًا ومكانس ومجارف وكل ما يقدرون عليه من أدوات تقريبًا. سألهم وقد وجد نفسه مجبرًا على الركض معهم: لماذا؟! ما الذي يحدث؟!. لم يردّ أحد عليه، إلا حين وصلوا إلى النهر. هناك قالوا له: انظر، القمر يغرق ولا بدً من إنقاذه!. صاح بهم: هذا ظلال القمر يا ناس، هذه صورته على الماء، ارفعوا رؤوسكم، إنه هناك، وأشار إلى القمر، لكن أحدًا منهم لم يرفع رأسه!.
ـ تركهم يحاولون إنقاذ القمر من الغرق، وعاد إلى بلدته. طرق الباب على العائلة إيّاها. فتحوا له. لم يسلّم، كل ما قاله: اليوم الخميس.. يناسبكم السبت؟!.