|


أحمد الحامد⁩
جملة لحنية مكررة
2020-04-11
- من الغريب أن أستمع في كل مرة لأغنية “سامرية” جديدة الكلمات، ثم أجد اسم ملحن على أنه هو من لحن هذه الأغنية.. أليس هذا اللحن هو لون غنائي ورثناه عن أجدادنا مثله مثل “الحداء” الذي ابتكره أجدادنا وهم على ظهور جمالهم؟ مثله مثل كل الألوان اللحنية التي ورثناها سواء البحرية أو الجبلية أو حتى الحربية؟
- في الأغنية ومنذ عشرات السنين عاش غالبية الملحنين على نمط كسول، مجرد جملة لحنية جديدة مدتها دقيقة تتكرر طوال مدة الأغنية، العجيب الذي لم يعد بعجيب أن مؤلف الجملة اللحنية أسمى نفسه بملحن أغنية، على هذا الأساس الفني نستطيع القول عن هذا الملحن بأنه ملحن جملة لحنية وليس ملحن أغنية أيضًا، الملحنون الذين شذوا عن هذا النمط من التلحين هم من أخرجوا لنا الأغاني المكبلهة بغض النظر عن مدة الأغنية، لأنهم ببساطة لحنوا ما يصح أن نطلق عليه لحن لأغنية متعددة الجمل وليس جملة موسيقية واحدة تكررت ثم سميت رغمًا عنا لحن أغنية..
- قبل حوالي 20 عامًا اتصلت بخالد الشيخ، وطلبت منه أن يكون ضيفًا في برنامج ليلة خميس، ما أذكره أنه قال: لا أظن بأنني سأصلح أن أكون ضيفًا في برنامجك، فأنا لم أعد أقدم ما يقدمه معظم المغنين الذين تستضيفهم، ظننت بأنه يتهرب كسلًا فكررت المحاولة فوافق، كانت أسئلتي تدور حول تساؤل واحد: أين خالد الشيخ الذي كانت أغانيه تسمع في مكان؟ وكانت إجاباته تتساءل إن كان لتلك الأغنيات أي قيمة فنية؟ ثم قال صراحة بأن لا قيمة لها لأنها مجرد جملة لحنية مكررة، ثم قال بأنه اليوم ينظر للأغنية كعمل فني أكبر مما كان يقدمه وسيكون سعيدًا لو استمع 3 بالمئة من جمهوره السابق لأعماله الحالية، انتهى اللقاء على ذلك رغم عدم قناعتي آنذاك بما قاله، لأنني ببساطة لم أكن بمستوى فهم حديثه.
- لدى الملحنين الشباب اليوم خصوصًا المشاهير منهم فرصة كبيرة حتى يستحقوا لقب ملحن حقيقي إذا ما عملوا بطريقة مختلفة عن التي سبقهم بها غالبية زملائهم واعتقدوا أنها هي الطريقة الصحيحة، مثلهم مثل أي إنسان ولد في قرية صغيرة وبعيدة وظن أن ما يدور بها هو الصحيح فقط، الألحان ابتكار فني ولا ثوابت لها، مثلها مثل اللوحة الفنية التي يبدأ بها الرسام ولا يعرف إلى أين سينتهي، شيء سرمدي يتوقف عندما يقرر الرسام، شرط أن تكون النتيجة مدهشة.