العلماء يتسابقون لاكتشاف لقاح يوقف هذا المشهد المروع الذي اقتحم حياة البشر دون استعداد منهم. قرأت أن جامعة أكسفورد تعتقد بأن إيجاد لقاح لفيروس كورونا قد يصبح جاهزًا في شهر ديسمبر القادم، أي بعد خمسة أشهر من الآن! يبدو هذا التوقيت طويلًا جدًا على عالم يعاني من فيروس ماكر، وموظفين يفقدون أعمالهم خصوصًا أولئك الذين يعملون بالأجور اليومية.
بدأت بعض الأصوات تطالب بتعويضات من الصين عمّا فعلته في العالم الذي يتكبد خسائر بشرية ومادية ونفسية وركود اقتصادي متوقع بسبب بعض أبنائها الذين اشتهت أنفسهم أكل خفّاش، لا بد أن تلك الوجبة ستكون أغلى وجبة في تاريخ البشرية، الدراسات الاقتصادية تؤكد أن الاقتصاد الصيني سيكون الأول على العالم بعد أعوام قليلة متقدمًا على الاقتصاد الأمريكي، وهذا ما أرّق الأمريكان الذين يشاهدون اختراعاتهم تسرق من قبل الصينيين الذين يضيفون عليها أشياء بسيطة ثم يسجلونها كبراءات اختراعات جديدة! هذا هو قانون تسجيل براءات الاختراعات، كل ما عليك فعله هو تغيير أو إضافة شيء بسيط على اختراع غيرك حتى يصبح اختراعك، ثم تقوم بتصنيعه وإغراق الأسواق به! بذلك التهمت الصين آلاف الاختراعات الأمريكية، وأعادت إطلاقها وبمستويات جودة مختلفة وبأسعار لا ينافسهم عليها الأمريكان، لكن تفوق الصين الاقتصادي لن يعني أن الصين ستقود العالم، قيادة العالم تحتاج إلى أكثر من التفوق الاقتصادي، تحتاج إلى انتشار ثقافة البلد وإعجاب العالم بها، مزاج العالم ليس مهيأ الآن للإعجاب بأسلوب حياة الصينيين مثلما أحب العالم أسلوب الحياة الأمريكية، نحن نعرف الصناعات الصينية لكننا لا نعرف أسماء المغنيين الصينيين، نشاهد الأفلام الأمريكية ولا نشاهد الأفلام الصينية، نعرف أنواع القبعات الأمريكية لكننا لا نلبس القبعة الصينية، نقرأ مؤلفات الأمريكيين ولا نعرف سوى القليل جدًا من الأدب الصيني، نعرف أسماء المبتكرين الأمريكان مثل هنري فورد وتوماس أديسون ولا نعرف أسماء المبتكرين الصينيين، نضحك على النكت الأمريكية ولا نعرف نكتة صينية واحدة، قيادة العالم تحتاج إلى ما هو أكثر من التفوق الاقتصادي، ستبقى الصين الحصان الأسود في بطولة قيادة العالم خلف أمريكا لأعوام طويلة.