أنت يا عابر سبيل الوقت لا تجرح صيامي
خلني واقف هنا واللي يصوت لك تقفه

علي بن نايف يمنح الشعر إحدى أبهى صوره.. ويأخذ الإحساس الصادق من نفق لا نور في نهايته إلى صباحات مشمسة ومشبعة بالقصيد

يا جديد الذوق ما يصلح نظامك مع نظامي
أنت وافي والعرب كلٍ على ذوقه وشفّه
كان تنشدني عن أشواقي وحبي واهتمامي
أنا قلبي تالي أيامي ما عاد أوقف بصفّه
كل ما حنيت للماضي وشفت الجرح دامي
أي تذكارٍ يهيّض خاطري صافحت كفّه
وين أحصّل من يواسيني ومن يسمع كلامي
راحت أيام العمر من راس رجم لجال ضفّة
السنين التالية متنكّرة والأمر حامي
والمحبة صايرٍ في دربها طلعة ولفّة
يا منادي بالمبادي يا منادي بالأسامي
أنت قلبك شايب ولا عاد من صفتك صفّة
في زمن زيف المظاهر ودي أخذ لي محامي
والكرامة خلها كفة وباقي الوضع كفّة
الرجل لو كان من جور الزمن جايع وظامي
في يدين أهل المصالح لا يجي مثل المهفّة
ودك أن عنده مرونة لكن أن مبداه سامي
لا معه في الدم ثقل ولا معه في العقل خفّة
يا سقى الله موطنك بالسيل يا ماضي غرامي
ودي أمر الرسوم أسج فيها واتنفّه
وأنت يا عابر سبيل الوقت لا تجرح صيامي
خلني واقف هنا واللي يصوّت لك تقفّه
لا توصلني على دربك لكن وصّل سلامي
كل قلبٍ فيه صدق وكل حبٍ فيه عفّة