|




عبدالإله السناني
المسرح.. ذائقة الوطن
2020-04-20
تسجل البدايات الأولى لنشأة المسرح في حضارة الإغريق والرومان، فقد كان هو الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني امتداداً للنشاط في حلبات المصارعة والسباقات، واستمر أبو الفنون في قدرته على المواءمة بين عناصر فنية متعددة منذ ذلك الزمن البعيد إلى يومنا الحاضر.
وفي تاريخنا الإسلامي شهد هذا النوع من الفنون بداياته في حقبة الخلافة العباسية، وعُرف حينها بفن خيال الظل، لتتطور بعدها فنون شتى بدأت بشكل بدائي في شوارع بغداد، مثل حلقات القصاصين، وقد اتصف الفن الروائي وقتها كونه ارتجالياً تماشياً مع النمط الأدبي السائد وفيه الشعر شأن أصيل.
اليوم، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من الإثراء الثقافي ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، فإننا نشهد ولادة مختلفة للمسرح السعودي تنطلق استناداً إلى حراكه المعاصر في بلادنا، لينطلق بثقة، وطموحات مستنيرة تسعى إلى ترسيخ ثقافة المسرح كما ترتئي له طموحات الشباب وعزيمة الرواد.
لقد جاء المسرح الوطني بوجه جديد ليواكب رؤية وثّابة نحو التغيير والتجديد، واضعين نصب أعيننا بأن نكون حاضنين للإبداع، صنّاعًا للفن المسرحي القادر على إيصال رسالة مجتمع الثراء الحضاري السعودي للذات والآخر، متفقين على أن المسرح هو عنصر رئيس للتواصل بين الناس، ورافد اقتصادي فاعل يرتكز على توظيف القدرات الذاتية، إضافة إلى تأسيس شراكات مع القطاع الخاص المتخصص، وإﺗﺎﺣﺔ تسويق وترويج منتجات المسرح السعودي تحقيقاً لنماء هذا القطاع الحيوي بما فيه من دعم للمواهب الشابة، تأسيساً لحاضنة مهنية للقدرات الطموحة الجادة، مطعمة بالخبرات الوطنية المتراكمة التي أثبتت قدراتها الإبداعية خلال العقود الماضية.
يتربع على هرم الثقافة رجل استوعب المراحل الثقافية التي نعيشها الآن الأمير بدر وزير الثقافة، حمل حقيبة الثقافة وبدأ في إطلاق المبادرات الثقافية النوعية وإنشاء الهيئات المتخصصة، وهذه مرحلة تاريخية تعيشها المملكة في تقدير الفنون.
استناداً إلى ما تقدم، فإن المسرح السعودي يأتي امتداداً لعطاءات أنتجت أجيالاً تكمن في وجدانها قيمة الثقافة وجمال الحياة. كما أن إستراتيجية التطوير هذه تقوم على عناصر فاعلة في صناعة الثقافة المسرحية، يجب علينا الآن أن نؤمن بعقلية الشباب الإبداعية وكيفية احتوائها، وكلنا ثقة بأن الفنون السعودية ستحتل مكانتها العالمية التي تستحقها.

وقفة:
“في المسرح وحده تجتمع الأمة، ويتكون فكر الشباب وذوقه.. لا مكان فيه لحكمة ضارة.. إنه مدرسة دائمة لتعلّم الفضيلة”.
فولتير 1759