المنصفون من أكرم وأشجع الناس، يتحلون بالثقة بأنفسهم ولا يرون أن مديحهم لأحد ما ينقص من أنفسهم شيئًا، حتى وإن كان الممدوح منافسًا لهم، لكنهم قلّة.. لذلك يعيش الكثير من المبدعين بمختلف مواهبهم حالة طويلة من عدم الإنصاف، وغالبًا لا ينالون شيئًا من العدالة إلا بعد رحيلهم.
عندنا يموت المشهور في شبابه يكسب تعاطفًا كبيرًا ومتأخرًا من منتقديه وكارهيه، الموت المبكر للمبدع يرفع من مقامه إلى درجة لو تمكن من مشاهدتها بعد رحيله لتعّجب وقال: ألم أكن بينكم لسنوات.. أين كانت كلمات المديح التي تقولونها عني الآن!؟ في العام 1955 توفي الممثل الأمريكي الشاب والوسيم جيمس دين عن 24 عامًا في حادث سيارة وفي رصيده ثلاثة أفلام شارك في بطولتها، كانت وفاته مفاجأة، الأمر الذي زاد التعاطف مع هذا الشاب، فذهب نقاد السينما إلى وصفه بعد رحيله بأنه كان موهبة متفردة، بل إنه وبعد موته حصل على جائزة أوسكار لأفضل ممثل رئيسي ورشح لجائزتين أوسكار أيضًا، وأكثر من ذلك عندما صنفه معهد الفيلم الأمريكي وبعد سنوات طويلة بأنه ضمن أفضل 100 ممثل خلال مئة عام، لا أتصور بأن جيمس لو بقي حيًا كان سيحصل على كل هذا الثناء والإنصاف ولا على الجائزة وهو في ذلك العمر، لقد كانوا متعاطفين ويشعرون بذنب عدم التقدير لموهبته أثناء حياته، وراح كل الذين كانوا يتشككون بموهبته يتقدمون الباكين عليه وأظهروا من العاطفة تجاهه ما فاق المنطق، عاطفة لا تنفعه بشيء بعد رحيله، واعتذار جاء بعد أن تأكدوا بأنه رحل للأبد، لقد كانوا يحاولون التصالح مع أنفسهم بعد فوات الأوان، بريجيت باردو “1934”، ورغم أن تقييم نسب الجمال لأي امرأة تختلف من شخص لآخر إلا أن الغالبية اتفقوا على أنها من فاتنات عصرها، كما أنها كانت مغنية بالإضافة لموهبة التمثيل، لكن التعاطف والحكايا الأسطورية ذهبت إلى مارلين مانرو 1926-1962 التي رحلت في عز شبابها، وأصبحت مارلين بعد رحيلها تفوق مارلين أثناء حياتها، قيل عنها بعد رحيلها من مدائح ومواهب ما لم يقل في غيرها، ومازالت إلى يومنا هذا تمثل أيقونة الجمال والشهرة والمجد، ولو أن مارلين لم ترحل في تلك السن المبكرة لكانت الآن كما بريجيت باردو اليوم بالكاد نقرأ عنها خبرًا، لكن العاطفة والأخبار والحكايا عن مارلين بقيت إلى يومنا هذا وكأنها مازالت إحدى نجمات سينما اليوم، من المؤلم ألا ينصف المبدع إلا بعد رحيله، ومن المؤلم أن يكون ثمن إنصافه هو موته، العاطفة التي يحصل عليها الإنسان من الناس بعد رحيله هي عاطفة متأخرة جدًا، بل تقترب من العاطفة الكاذبة حتى إن صدق بعضهم.
عندنا يموت المشهور في شبابه يكسب تعاطفًا كبيرًا ومتأخرًا من منتقديه وكارهيه، الموت المبكر للمبدع يرفع من مقامه إلى درجة لو تمكن من مشاهدتها بعد رحيله لتعّجب وقال: ألم أكن بينكم لسنوات.. أين كانت كلمات المديح التي تقولونها عني الآن!؟ في العام 1955 توفي الممثل الأمريكي الشاب والوسيم جيمس دين عن 24 عامًا في حادث سيارة وفي رصيده ثلاثة أفلام شارك في بطولتها، كانت وفاته مفاجأة، الأمر الذي زاد التعاطف مع هذا الشاب، فذهب نقاد السينما إلى وصفه بعد رحيله بأنه كان موهبة متفردة، بل إنه وبعد موته حصل على جائزة أوسكار لأفضل ممثل رئيسي ورشح لجائزتين أوسكار أيضًا، وأكثر من ذلك عندما صنفه معهد الفيلم الأمريكي وبعد سنوات طويلة بأنه ضمن أفضل 100 ممثل خلال مئة عام، لا أتصور بأن جيمس لو بقي حيًا كان سيحصل على كل هذا الثناء والإنصاف ولا على الجائزة وهو في ذلك العمر، لقد كانوا متعاطفين ويشعرون بذنب عدم التقدير لموهبته أثناء حياته، وراح كل الذين كانوا يتشككون بموهبته يتقدمون الباكين عليه وأظهروا من العاطفة تجاهه ما فاق المنطق، عاطفة لا تنفعه بشيء بعد رحيله، واعتذار جاء بعد أن تأكدوا بأنه رحل للأبد، لقد كانوا يحاولون التصالح مع أنفسهم بعد فوات الأوان، بريجيت باردو “1934”، ورغم أن تقييم نسب الجمال لأي امرأة تختلف من شخص لآخر إلا أن الغالبية اتفقوا على أنها من فاتنات عصرها، كما أنها كانت مغنية بالإضافة لموهبة التمثيل، لكن التعاطف والحكايا الأسطورية ذهبت إلى مارلين مانرو 1926-1962 التي رحلت في عز شبابها، وأصبحت مارلين بعد رحيلها تفوق مارلين أثناء حياتها، قيل عنها بعد رحيلها من مدائح ومواهب ما لم يقل في غيرها، ومازالت إلى يومنا هذا تمثل أيقونة الجمال والشهرة والمجد، ولو أن مارلين لم ترحل في تلك السن المبكرة لكانت الآن كما بريجيت باردو اليوم بالكاد نقرأ عنها خبرًا، لكن العاطفة والأخبار والحكايا عن مارلين بقيت إلى يومنا هذا وكأنها مازالت إحدى نجمات سينما اليوم، من المؤلم ألا ينصف المبدع إلا بعد رحيله، ومن المؤلم أن يكون ثمن إنصافه هو موته، العاطفة التي يحصل عليها الإنسان من الناس بعد رحيله هي عاطفة متأخرة جدًا، بل تقترب من العاطفة الكاذبة حتى إن صدق بعضهم.