هل نعيش في عالم عادل؟ هل يأخذ الأفراد حقهم كل على حسب جهده وأهميته؟ عندما اجتاح العالم وباء كورونا سطعت نجوم كانت مخفية وغابت نجوم كانت تملأ السماء، واتجهت أنظار العالم جميعها نحو الأطباء والممرضين الذين كانوا دائمًا بعيدين عن الأضواء ولا نتذكر أهميتهم إلا عندما يتعرض أحدنا لحالة صحية يقضي خلالها مدة معينة في المستشفى.
هناك فقط نعرف قيمة لمسات أيديهم ومدى جهدهم المبذول من أجل سلامتنا، في حقيقتنا وفي أيامنا العادية نحن نهتم بما يرسخه الإعلام لنا من مشاهير كرة القدم ونجوم الشاشة والسينما والموضة والمطاعم الشهيرة وقصص رجال الأعمال على أنهم الملهمون في هذه الحياة، أي أننا نهتم في يومياتنا بكل ما نستطيع الاستغناء عنه وهذا ما حصل، من المؤلم أن ما يحصل عليه فرد من أفراد الأطقم الطبية في أنحاء العالم وطوال عام كامل يعادل ما يتقاضاه لاعب كرة قدم عالمي شهير خلال يوم واحد، حتى لو كان هذا اليوم هو يوم إجازته، لم نسمع طوال حياتنا عن وفيات لاعبين في الملاعب، مجرد حالات نادرة ومنها التي حدثت خارج الملعب عندما سقطت طائرة لاعبي مانشستر يونايتد العام 1958، بينما في أزمة كورونا قدمت مستشفيات الدول التي شكلت بؤرًا للفيروس وخلال أيام ما يعادل عدد اللاعبين الذين سقطوا في دوريات العالم طوال تاريخ كرة القدم، في أزمة كورونا عرفنا أيضًا أي جهد يقدمه المعلمون عندما حاولنا أن نعلم أولادنا في منازلنا فأصابنا التعب والملل، من المحبط أن يكون كل ما يحصل عليه المعلم من أجر وطوال عام كامل يعادل أجر عدة ساعات لنجم هوليوودي أدى مشاهده وحوله العشرات الذين يعملون على خدمته وراحته، الفارق بالجهد واضح لمصلحة الأطباء والمعلمين، لكن غير الواضح هي أسباب هذه الفوارق الشاسعة وغير المنصفة في الأجور، الأمر غير عادل يا أعزائي وإن قيل إن خلف كرة القدم صناعة تدر المليارات، لأن الطب والتعليم يجب أن نجنبهما كل الحسابات التجارية لأنهم لا يصنعون الترفيه بل يصنعون الحياة، ستغير هذه الأزمة الكثير من المفاهيم، يقول عالم النفس فيليب زيمباردو عن البطولة: “في أيامنا هذه يجري الخلط ما بين المشاهير والأبطال، أظن أننا نعيد التفكير الآن في معنى البطولة والتي عادة ما ننسبها لمن كرس حياته لخدمة قضية ما مثل مارتن لوثر كينغ أو نيلسون مانديلا، أو نصف بها عملًا بطوليًّا، والآن ربما بدأنا ندرك أنه قد يلزم أن نسبغ هذا الوصف الجليل على كثيرين غيرهم ممن يخاطرون بأنفسهم كما يبدو جليّا في حالة العاملين في الصحة الآن”.
في أوروبا يتصاعد الحديث عن الأجور المتدنية للممرضين، وسيخطئ سكان العالم إذا ما تجاوزنا أزمة كورونا وعدنا مرة أخرى واعتبرنا المشاهير هم أبطال الحياة، بينما يبقى ممرض متورط في عدم تمكنه من دفع إيجار منزله.
هناك فقط نعرف قيمة لمسات أيديهم ومدى جهدهم المبذول من أجل سلامتنا، في حقيقتنا وفي أيامنا العادية نحن نهتم بما يرسخه الإعلام لنا من مشاهير كرة القدم ونجوم الشاشة والسينما والموضة والمطاعم الشهيرة وقصص رجال الأعمال على أنهم الملهمون في هذه الحياة، أي أننا نهتم في يومياتنا بكل ما نستطيع الاستغناء عنه وهذا ما حصل، من المؤلم أن ما يحصل عليه فرد من أفراد الأطقم الطبية في أنحاء العالم وطوال عام كامل يعادل ما يتقاضاه لاعب كرة قدم عالمي شهير خلال يوم واحد، حتى لو كان هذا اليوم هو يوم إجازته، لم نسمع طوال حياتنا عن وفيات لاعبين في الملاعب، مجرد حالات نادرة ومنها التي حدثت خارج الملعب عندما سقطت طائرة لاعبي مانشستر يونايتد العام 1958، بينما في أزمة كورونا قدمت مستشفيات الدول التي شكلت بؤرًا للفيروس وخلال أيام ما يعادل عدد اللاعبين الذين سقطوا في دوريات العالم طوال تاريخ كرة القدم، في أزمة كورونا عرفنا أيضًا أي جهد يقدمه المعلمون عندما حاولنا أن نعلم أولادنا في منازلنا فأصابنا التعب والملل، من المحبط أن يكون كل ما يحصل عليه المعلم من أجر وطوال عام كامل يعادل أجر عدة ساعات لنجم هوليوودي أدى مشاهده وحوله العشرات الذين يعملون على خدمته وراحته، الفارق بالجهد واضح لمصلحة الأطباء والمعلمين، لكن غير الواضح هي أسباب هذه الفوارق الشاسعة وغير المنصفة في الأجور، الأمر غير عادل يا أعزائي وإن قيل إن خلف كرة القدم صناعة تدر المليارات، لأن الطب والتعليم يجب أن نجنبهما كل الحسابات التجارية لأنهم لا يصنعون الترفيه بل يصنعون الحياة، ستغير هذه الأزمة الكثير من المفاهيم، يقول عالم النفس فيليب زيمباردو عن البطولة: “في أيامنا هذه يجري الخلط ما بين المشاهير والأبطال، أظن أننا نعيد التفكير الآن في معنى البطولة والتي عادة ما ننسبها لمن كرس حياته لخدمة قضية ما مثل مارتن لوثر كينغ أو نيلسون مانديلا، أو نصف بها عملًا بطوليًّا، والآن ربما بدأنا ندرك أنه قد يلزم أن نسبغ هذا الوصف الجليل على كثيرين غيرهم ممن يخاطرون بأنفسهم كما يبدو جليّا في حالة العاملين في الصحة الآن”.
في أوروبا يتصاعد الحديث عن الأجور المتدنية للممرضين، وسيخطئ سكان العالم إذا ما تجاوزنا أزمة كورونا وعدنا مرة أخرى واعتبرنا المشاهير هم أبطال الحياة، بينما يبقى ممرض متورط في عدم تمكنه من دفع إيجار منزله.