|


طلال الحمود
نادي الوزراء والبسطاء
2020-05-10
أثار الدولي المعتزل سامي الجابر الجدل مرة أخرى حين تحدث لبرنامج “الليوان” عن طبيعة التنافس في كرة القدم السعودية، واعتبار الاتحاد المنافس الأول للهلال في إشارة إلى عدم اقتناعه بعودة النصر إلى الواجهة، حتى بعد ثورة فيتوريا التي نجحت في انتزاع الثناء خلال الموسم الماضي وعلى حساب الهلال نفسه.
حديث الجابر جاء من باب الحرب الإعلامية ضد النصر المنافس الأقوى حالياً داخل الملعب وخارجه، في استمرار لسياسة الضغط على المنافسين في كل زمان ومكان مع تغيير اسم الفريق الخصم وفقاً للتطورات الموسمية، وربما كان هذا من أسباب استمرار الهلال في الواجهة لسنوات طويلة.
ولا يلام الجابر على إبداء رأيه الشخصي، خاصة أن مرحلة نجوميته في الملاعب صادفت الحضور القوي للاتحاد ومعركة كسر العظم التي استمرت لأكثر من 15 عاماً، وربما كان الجابر يعني ما يقول وهذه نظرة ستزعج معسكره لأن فيها عدم تقدير لقوة النصر على الأرض، خاصة أن الأخير بات يمثل عقبة كبرى أمام الهلال من خلال امتلاكه تشكيلة قوية من نجوم الصف الأول محلياً وعربياً.
في السابق كان المنافسون يروجون فكرة أن الهلال نادي الأمراء الذي لا يقهر، وكثيراً ما تسببت هذه النظرة في إلحاق الضرر بالنادي العاصمي، خاصة خلال مرحلة تنافسه الرهيب مع الاتحاد وسلسلة المشاكل التي صاحبتها، مع أن النادي الجداوي كان يمتلك القوة نفسها إن لم يكن أقوى، ومع هذا تم ترويج أن الاتحاد يمثل شريحة البسطاء التي لا تملك حولاً ولا قوة أمام نادي الأمراء.
خلال الثمانينيات والتسعينيات كان معيار “النفوذ” يشير إلى أن الاتحاد يمتلك قوة تفوق الهلال، ومنها تواجد مجموعة كبيرة من الوزراء المعروفين بدعمهم للمعسكر الأصفر، فضلاً عن أمراء يتولون مناصب سيادية في مجلس الوزراء كانوا يقدمون دعماً مالياً كبيرًا للاتحاد، بل حتى الملوك في تلك الفترة، وعن هذا يذكر الوزير هشام ناظر في مذكراته: “كان الملك فهد من المهتمين بكرة القدم، ولم يكن يقدم فريقاً على آخر، إلا في حالات معينة مثل تشجيعه لنادي الاتحاد مسايرة لهشام ناظر الاتحادي في مقابل الأمراء الآخرين الذين يشجعون الهلال أو النصر”.
ما يتم ترديده أو التصريح به، لا يعني دائماً الحقيقة، ومنه ما قاله الجابر عن التنافس الحالي بين الهلال والنصر، ويبقى الفصل دائماً للأقوى في ميدان اللعبة.