|


أحمد الحامد⁩
حول العالم الذي يتغير
2020-05-12
ليس بعيدًا عن ما فرضه هذا الفيروس من أسلوب حياة مازال يتغير مع تغير الفحوصات وأرقام الإصابات، اخترت بعض الأخبار من حول العالم التي إذا ما عادت حياة سكان العالم إلى طبيعتها ستصبح هذه الأخبار قصصًا تحكى للأجيال، كعجائب من عجائب العالم والتاريخ.
نشرت صحيفة ماينيتشي شيمبون شكوى لإحدى المريضات بكورونا قائلة بأنها عوملت في مجتمعها كمجرمة بسبب إصابتها بالفيروس، لا أعلم إن كانت هذه المرأة تبالغ فيما تقول، خصوصًا أن ما أصابها جائحة عالمية، كما أن العديد ممن اصيبوا به من الممرضين والأطباء الذين ضحوا بحياتهم، لا أتفق مع من يروج بأن اليابان تتفوق على دول العالم بفارق كبير حتى صار بعضهم يضيف كلمة كوكب قبل اليابان، لتصبح كوكب اليايان أي أنها من عالم مختلف لا ينتمي إلينا، شعرت عدة مرّات كلما قرأت خبرًا أو شاهدت فيديو يسوق صاحبه لتفوق اليابان بأنه يحاول تصغير كل ما لدينا من مقدرات أو بدايات مشاريع صناعية أو زراعية أو تعليمية، اليابان بلد صناعي متقدم ومن ضمن الدول المتفوقة في هذا المجال، أما في باقي المجالات فهو مثله مثل بقية البلدان لديه مشاكله الاجتماعية ولديه حالات انتحار بسبب ضغوطات الحياة التي يعجز بعضهم عن مواجهتها ولديه ساعات عمل طويلة، بل تنافس شديد بين الموظفين حوّل حياة بعضهم إلى ما يشبه الماكينة، ويوجد في اليابان عصابات إجرامية مثلها مثل الكثير من دول العالم، بعيدًا عن اليابان أذهب إلى كوستا ريكا البلد الفقير الذي أثبت للعالم بأن المال ليس كل شيء، عندما تفوق على دول غنية ومتقدمة في تطبيق الحجر الصحي ومحاصرة الفيروس بصورة خانقة، ورغم أن كوستاريكا سجلت أول حالات كورونا في أمريكا الوسطى، إلا أن عدد وفياتها لا يتجاوز 6 وفيات، في السويد رفض صاحب مطعم أن يبقي مطعمه مغلقًا فقام بفتحه معلنًا بأنه لا يستقبل إلا زبونًا واحدًا كما أنه لن يقابل هذا الزبون وجهًا لوجه، بل سيقدم له الطعام عبر سلة تخرج من نافذة المطبخ وتصل للطاولة عبر بكرة دوّارة، في أمريكا التي يدفع بعض سكان ولاياتها ثمن سماحها امتلاك الأسلحة شاهد السكان بعد تخفيف المنع أحد المواطنين وهو يدخل مطعم وجبات سريعة حاملًا على ظهره “بازوكا” وهو سلاح مضاد للدروع دون أن يتمكن أحد من مسائلته لأنه يحمل البازوكا بشكل قانوني، هذا المشهد لم يصنعه كورونا، بل طمع بعض الولايات في الضرائب التي تجنيها من صناعة السلاح وبيعه على المواطنين، شخصيًا وإذا ما كنت بائعًا في المطعم الذي دخل عليه صاحب البازوكًا لا أظن بأنني سأطالبه بأي مبلغ مقابل الوجبة التي سيأخذها، كل ما أريده منه هو أن يخرج بسلام وألا يوجه قذيفته نحو المطعم وزبائنه.