|


أحمد الحامد⁩
ماجد عبد الله وناصر القصبي
2020-05-13
ليس دفاعًا عن مسلسل “مخرج 7”، فأنا لم أشاهده بسبب تغير مواعيد نومي والانشغال بأمور أخرى، لكني قرأت العديد من التعليقات التي رأت أن المسلسل لم يكن بمستوى جيد وهذا رأيهم وحقهم في إبداء آرائهم وقد يكون المسلسل فعلًا أقل مما هو مأمول ومتوقع.
لكن أن يتم الانتقاص من ناصر القصبي كموهبة وأنه مازال يكرر نمط أدائه، فهذا ما يستوجب التوقف حتى لا ننتقص من مقدراتنا ولا ننكر عطاء مبدعينا، ولأن الجماهير تحب كرة القدم فلا بأس إذا ما ضربنا مثالاً عن أحد أشهر لاعبينا ماجد عبد الله، المتابع لمباريات ماجد يرى أنه يتحصل عادة على عدة فرص كاملة في المباراة، وأحيانًا أنصاف فرص، ومن هذه الفرص الكاملة والناقصة يسجل لنا هدفًا أو هدفين أو حتى ثلاثة، لكنه أيضًا في الواقع أضاع بعض الفرص التي أتيحت له، ولأنه كان أيضًا يسجل من بعض الفرص كان ناديه أو المنتخب يحقق الفوز، ولأنه كان يساهم في تحقيق الفوز في أكثر مبارياته صار ماجد عبد الله هو ماجد عبد الله الذي نعرفه متناسين كل فرصه الضائعة ومحتفلين حينها بأهدافه التي حققت الفوز ومستذكرين إلى يومنا هذا تلك الأهداف التي أقامتنا من أماكننا لنحتفل بشكل هستيري، هذا المثال ينطبق على ناصر حتى في “طاش ما طاش” وأجزائه الـ20 إن لم أكن مخطئًا بعدد الأجزاء، فلم تكن كل حلقات ناصر في طاش جميلة، أي أنه أضاع عدة حلقات مثلما أضاع ماجد عدة فرص، لكن حلقاته الناجحة في “طاش ماطاش” هي التي ساهمت في نجاح هذا المسلسل طوال تاريخه مثلما ساهم ماجد في فوز ناديه ومنتخبه.
يؤلمني أن يقرأ ناصر القصبي بعد هذا التاريخ الناجح بعض ما كُتب عنه لمجرد أنه قدم حلقات لم تعجب البعض وأعني هنا من وصل نقدهم التطرق إلى مستواه الفني وكأن المنتقد ناقد كبير والمنقود ممثل مبتدئ!
شاهدت بعض الأفلام الكبيرة في مستواها لروبيرت دينيرو وأفلام آل باتشينو التي لا تُنسى، وشاهدت لهما أيضًا أفلامًا أقل مستوى مما قدماه، لكن أحدًا لم يتطرق مشككًا بموهبتهما العالية كما يحاول البعض الآن مع ناصر القصبي.
المسلسلات فرص مثل فرص كرة القدم، فعندما يهيئ يوسف خميس أو يوسف الثنيان أو فهد الهريفي الكرة لماجد عبد الله تكون الحالة تشبه المسلسل الذي أنتج بصورة ممتازة عندما توفر له الكتّاب المناسبين لحلقاته والمخرج الذي يظهر العمل بصورته النهائية والوقت الكافي لإنجازه، ليست كل الفرق القوية تفوز دائمًا، خسرت الأرجنتين المباراة الافتتاحية في مونديال 90 لكنها لعبت المباراة النهائية في نفس المونديال، وليست كل أعمال كلينت استود بمستوى فيلم الطيب السيئ القبيح لكنه يبقى كلينت استود .