|


صالح السعيد
العيد من خارج الصندوق
2020-05-26
ـ أظن أن هذا العيد هو العيد الأكثر عمقاً في حياتي الشخصية، فمن كرسي مكتبي المنزلي أكتب هذا المقال ولكن بسعادة.
ـ نعم أنا هذا العيد سعيد جداً، وإن كنت وحيداً، هي سعادة عميقة، بفضل الله أن العيد أقبل وأسرتي بخير، وصحة والديّ على ما يرام، وبلدي قيادةً وشعباً ومقيمين جميعهم بخير ورخاء، ورجائي أن أغلبنا فاز بعتق من النيران في شهر الغفران.
ـ ليس غريباً علّي أن أكون وحيدًا يوم العيد، أو أن أكتفي بلقاء كوب قهوة صباحاً حتى تعلم روحي أن العيد أقبل، ففي سنوات قضيتها بالخارج بعيداً عن أسرتي كنت أشعر بحزن شديد وكان عزائي وعودي لنفسي بأن يكون عيدي الأخير بعيداً عن بلدي وناسي وأسرتي.
ـ اليوم أكتب وأنا في قمة سعادتي ودعائي ألا يتبدل حالي أو حال أسرتي الصغيرة ممثلة بوالديّ وإخوتي أو حتى الكبيرة ممثلة بالمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً أو الأكبر ممثلة بالوطن العربي والإسلامي، إلا إلى حال أفضل وأجمل.
ـ جلسة التأمل تدعونا إلى التفكير خارج الصندوق، التفكير بعمق ومنطق والنظر للإيجابيات في هذه الأزمة، إن صح وصفها بالأزمة، ما زلنا وأتحدث هنا عن حالنا بالمملكة والخليج وأوطاننا العربية في المربع الأول من خطورتها، وإن كانت أغلب دولنا وقفت وقفة شجاعة بشكل احترازي لتقضي على ما سمي بـ”الأزمة”.
ـ لنتساءل من خارج الصندوق: من ماذا حُرمنا؟!، الحقيقة فقط من شيء من الكماليات والترفيه، من نعم الله وحكمة قيادتنا أغلبنا إن لم يكن جميعنا بصحة جيدة، نعم لم أشاهد أصدقائي منذ أشهر ولكن على تواصل مستمر معهم بشبكات التواصل الاجتماعي و”واتساب”، وإن لم نلتق إلا أننا ما زلنا نضحك سوياً، ونردد ذات النكت البالية، قريبين وإن كنا متباعدين بالأجساد.
ـ نعم محرومون من اللقاء، ولكنْ مطمئنون أن الجميع بخير، حتى صديقي الذي أصيب بالفيروس، أنا واثق أنه يتلقى عناية طبية تُذكرفتشكر، وأنه سيتجاوز هذه المحنة، وهو وأسرته أقوى.
ـ ستكون هذه الأيام ذكرى، ولكن علينا أن نخرج منها بخبرات وفوائد، لنظل أقرب بحذر، وستستمر الحياة ولكن هذه المرة لن أكرر “عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ؟!” وليعذرني المتنبي فهذه المرة سأقفل مقالي ببيت يعبر عن شعوري اليوم.

تقفيلة:
والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته
كأنه فارس في حلة رفـلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم
كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا