قصص عمليات الاحتيال كثيرة، ولا تخلو كتب التراث من وصف قدرة المحتال الفائقة في نصب شباكه والإيقاع بفرائسه، والمحتال “حرامي” لكنه لا يسرق بكسر الأقفال ولا عندما ينام سكان البيت، بل في وضح النهار معتمدًا على جهل وحسن نية المسروق أو اختلاف ثقافته.
النصاب الذي باع “التروماي” على الرجل القادم من الصعيد راح يمشي مزهوًا بذكائه سعيدًا بحصوله على المال وعلى قصة يحكيها في مكان يجمعه بأشباهه، مفتخرًا بأنه استطاع أن “ينصب” على أخيه المصري الصعيدي القادم من بيئة زراعية بسيطة عندما باعه قطارًا تملكه الدولة!
والعجيب أن بعض الناس كانوا يسعدون باستماعهم لهذه القصة التي أفقدت الصعيدي أمواله وحولته إلى رجل فقير، والعجيب أيضًا أن السينما أظهرت الرجل النصاب “فيلم العتبة الخضراء 1959” بصورة محببة عندما اختارت ممثلًا وسيمًا أنيقًا بينما أظهرت الصعيدي المتضرر رجلًا ساذجًا يتملكه الطمع، وكأن عمليات النصب تجوز على السذج مبررين فعل النصاب على أنه عقاب لكل ساذج على سذاجته ولكل طمّاع على طمعه! قد يظهر هذا التعاطف مع النصاب والإعجاب به رغبة البعض في فعل ما فعله النصاب إذا ما أتيحت لهم الفرصة، أي أنهم نصابون مع وقف التنفيذ،
كما أضافت بعض مشاهد الفيلم تأثيرًا إضافيًا على المشاهد لأن النصاب الذي في الفيلم كان “صاحب نكتة” وهي ميزة يتمنى البعض التمتع بها، قصة نصب أخرى قام ببطولتها على الشاشة ليوناردو دي كابريو في فيلم catch me if you can، اختار المخرج أيضًا ممثلاً وسيمًا رغم أن النصاب الحقيقي لم يكن على قدر من الوسامة، ثم أظهر المخرج أن النصاب رجل كريم مليء بالرومانسية، في الوقت الذي ابتعد المخرج عن إظهار الأضرار التي ألحقها المحتال بالمتضررين.
لا يكفي أن يحقق الفيلم إيرادات عالية وشهرة واسعة كي نصفه بالفيلم الناجح، الفيلم الناجح هو من يحمل معه رسائله الإنسانية، ومن هنا تستمد الشاشة احترامها مثلما ينال الكاتب احترامه من مؤلفاته النافعة، حتى أفلام الكوميديا البحتة تحمل رسائل إنسانية إذا ما أضحكت الإنسان ورفهت عنه طالما الضحك لا ينتقص من سمعة أحد أو دين، الشاشة قائدة وهنا تكمن خطورتها إذا ما انحرفت وزينت الأفعال القبيحة على أنها بطولات.
النصاب الذي باع “التروماي” على الرجل القادم من الصعيد راح يمشي مزهوًا بذكائه سعيدًا بحصوله على المال وعلى قصة يحكيها في مكان يجمعه بأشباهه، مفتخرًا بأنه استطاع أن “ينصب” على أخيه المصري الصعيدي القادم من بيئة زراعية بسيطة عندما باعه قطارًا تملكه الدولة!
والعجيب أن بعض الناس كانوا يسعدون باستماعهم لهذه القصة التي أفقدت الصعيدي أمواله وحولته إلى رجل فقير، والعجيب أيضًا أن السينما أظهرت الرجل النصاب “فيلم العتبة الخضراء 1959” بصورة محببة عندما اختارت ممثلًا وسيمًا أنيقًا بينما أظهرت الصعيدي المتضرر رجلًا ساذجًا يتملكه الطمع، وكأن عمليات النصب تجوز على السذج مبررين فعل النصاب على أنه عقاب لكل ساذج على سذاجته ولكل طمّاع على طمعه! قد يظهر هذا التعاطف مع النصاب والإعجاب به رغبة البعض في فعل ما فعله النصاب إذا ما أتيحت لهم الفرصة، أي أنهم نصابون مع وقف التنفيذ،
كما أضافت بعض مشاهد الفيلم تأثيرًا إضافيًا على المشاهد لأن النصاب الذي في الفيلم كان “صاحب نكتة” وهي ميزة يتمنى البعض التمتع بها، قصة نصب أخرى قام ببطولتها على الشاشة ليوناردو دي كابريو في فيلم catch me if you can، اختار المخرج أيضًا ممثلاً وسيمًا رغم أن النصاب الحقيقي لم يكن على قدر من الوسامة، ثم أظهر المخرج أن النصاب رجل كريم مليء بالرومانسية، في الوقت الذي ابتعد المخرج عن إظهار الأضرار التي ألحقها المحتال بالمتضررين.
لا يكفي أن يحقق الفيلم إيرادات عالية وشهرة واسعة كي نصفه بالفيلم الناجح، الفيلم الناجح هو من يحمل معه رسائله الإنسانية، ومن هنا تستمد الشاشة احترامها مثلما ينال الكاتب احترامه من مؤلفاته النافعة، حتى أفلام الكوميديا البحتة تحمل رسائل إنسانية إذا ما أضحكت الإنسان ورفهت عنه طالما الضحك لا ينتقص من سمعة أحد أو دين، الشاشة قائدة وهنا تكمن خطورتها إذا ما انحرفت وزينت الأفعال القبيحة على أنها بطولات.