|


سعد المهدي
الرياضة في ذمة من يتوج
2020-06-01
لا أحد عندنا يسأل إلا عن حال كرة القدم، وتضيق الدائرة حتى تختصر في منافسات أندية الدوري الممتاز، ويبلغ اتساعها أضيقه ليدور حول الهلال والنصر، وحين أسأل عن الألعاب الأخرى فلن يكون تقليديًّا، مثل: لماذا يتم إهمال الرياضات على حساب كرة القدم؟ حتى لا أسمع إجابة مماثلة في تقليديتها: “كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم”، كما لا أريد أن تأتي الإجابة الأسوأ “هون ومش هون” على رأي السيدة فيروز.
خلال توقف النشاط الرياضي كان الحديث عن كيف تعود كرة القدم، بقيت كل الألعاب على هامش السؤال، لم يتم طرح إذا ما كان الدوري مثلاً في السلة والطائرة واليد مناسبًا للاستئناف أم الإلغاء، ولا عن حال مجاميع اللاعبين المحليين والأجانب والمدربين ومعاونيهم، ولا عرض للتحضيرات ولا المشاركات التي تعثرت لكل الألعاب، حسابات أرباح وخسائر النشاط الرياضي برمته ربطت بمن نتوجه باللقب المتصدر أم بطل الشتاء.
أصداء الهلال والنصر التي تسد أفق فضاءات الحوار، هي نتيجة لفراغ لا علاقة له بالمستويات والنتائج، ويسأل عنه من ترك الساحة وانزوى او انشغل في معاركه الداخلية، أيضًا الفكرة الخطأ التي يعتقد بها بعضهم أن العدل هو المساواة، ومن ذلك ينتظر أن تتم مساواة المتأخر بالمتقدم، من لا يملك مع من يملك، هذا يصح قبل إطلاق شارة السباق لا أثناءه، التنافس الشريف إطار وأحداثه تفاصيل فيها الخطأ والصواب.
إذًا أنا مع كرة القدم وأفهم لما هي مسيطرة، وأتفهم كيف أن المعنيين بغيرها من الرياضات عاجزون عن التغيير لأنه في أصله واقع يفرض نفسه على كل العالم، لكن هل يعقل أن تتعطل كل محركات هذه الألعاب وتفقد جمهورها ويصمت رواتها ويتم تغييب عناصرها وإهمال أبطالها؟ إذ لم تقع المسؤولية على الإعلام فأين الاتحادات؟ وإذا كانت عاجزة فما دور اللجنة الأولمبية؟
لا يعنيني الذين يكتفون بتسجيل الاحتجاج على الهيمنة النصراوية الهلالية على الساحة، لأنها مفتوحة على مصراعيها وربما عليهم مراجعة أسباب ذلك بصدق وأمانة إن أرادوا اقتسام حصتهم من الكعكة، الذي يهمني الألعاب التي لم يضعها أي طرف منهم ضمن حساباته، لا تذكروني بملايين التحفيز التي ستدعم بها وزارة الرياضة الأندية لصالح هذه الألعاب، أريد بيئة متكاملة تحفز اللاعب على أن يغير واقعه وتمكنه من جذب الجمهور والإعلام، اصنعوا لهم عالمهم هذا يكفيهم.