|


أحمد الحامد⁩
اقتباسات كرتونية
2020-06-02
من المهم جدًا أن تنتهي قصص الأطفال نهايات سعيدة حتى يستطيع أن ينام الأطفال بهناء وسعادة، وحتى لا يناموا ليلتهم وهم مرتعبون من غد مخيف، لذلك انتهت معظم قصص الأطفال بتلك الكلمات الثابتة عند نهايات كل القصص: وعاشوا في سعادة وهناء.
المسلسلات والأفلام الكرتونية اليوم لم تعد للأطفال فقط، آخر الأفلام التي شاهدتها في دور السينما كانت لأفلام كرتونية، ورغم أني كنت بصحبة أبنائي الصغار إلا أنني كنت أستمتع مثلهم بمشاهدة الأفلام وأندهش من تلك الحوارات بين أبطال الكرتون وعمق معانيها أو حتى الكوميديا الذكية الساخرة، اليوم فكرت أن آخذكم في جولة مع بعض تلك المقولات من مسلسلات وأفلام الكرتون، في حوار بين سبونج بوب وسلطع يوجه سبونج هذه الكلمات إلى رفيقه الحزين: “لا تتأسف من نجمة ضاعت منك، السماء مليئة بالنجوم يا سلطع، وإن لم تكن من نصيبك فمن يدري.. لعل القمر يكون من نصيبك” ليتني تعرفت عليك يا سبونج بوب بدلًا من رفيقي الذي كانت تزعجه لحظات سعادتي، الطائر الصغير “تويتي” الذي شاهدناه في توم وجيري قال جملة مهمة عن حقيقية أن الإنسان لا بد أن يواجه ظروف حياته وأي محاولات للهروب لن تكون مجدية: “بمجرد انتهاء أغنيتك المفضلة سوف تتذكر أن هناك حياة ما يزال عليك مواجهتها”، أما “بطوط” الذي تعب من محاولاته في إصلاح من حوله فقد توصل إلى نتيجة قاسية، خصوصًا إذا كانت تلك النتيجة تخص شخصًا أجبرتك الأقدار على التعامل الدائم معه: “بعض الأشخاص يملكون رؤوسًا لا يستفيد منها إلا الحلاق”، كتب الشعراء عن الأرق وما يتسببه في طرد النوم، قال الأعشى:
أرقتُ وما هذا السهادُ المؤرقُ
وما بي من سقمٍ وما بي معشقُ
ولصاحبنا “غامبول” قول في ذلك، لم يقله شعرًا بل عتابًا صادقًا جاء في هذه الكلمات “لو يعلم النوم مكانته في قلبي لبكى خجلًا من تصرفاته معي”، لا ألوم غامبول لكنني ألوم العلماء ومراكز الدراسات على إهمالها في التركيز على أهمية الحصول على النوم الكافي، كل ما يصلنا عن زيادة ساعات العمل وما أطال النوم عمرًا، أعود إلى “سلطع” الذي عرف الطريق الأقصر للسعادة: “إذا رأيتموني حزينًا فلا تقولوا لي ما بك؟ ولكن قولوا خذ بعضًا من النقود وسوف ترون تحسنًا ملحوظًا في حالتي النفسية”.