|


مدرب ضمك يستعرض مشاكل عودة المنافسات.. ويصف مصير الموسم الجديد بالمجهول

زكري: الأفضل.. إلغاء الدوري

حوار: بندر العتيبي 2020.06.05 | 12:56 am

يعد الجزائري نور الدين زكري، مدرب فريق ضمك الأول لكرة القدم، من أشهر المدربين في الملاعب السعودية لما يملكه من شخصية مثيرة خارج الملعب، ورسم تكتيكي لأي فريق يشرف عليه، وسبق أن حقق زكري العديد من الإنجازات، أبرزها مع وفاق سطيف الجزائري الذي حقق معه كأس شمال إفريقيا عام 2009 أمام الترجي التونسي، وتوج بكأس الجزائر عام 2010، وفي الموسم نفسه حل وصيفًا في الدوري، وحافظ على لقب الكؤوس لشمال إفريقيا عام 2010 بعد تغلبهم على الصفاقسي التونسي، وبإنجاز غير مسبوق تأهل مع وفاق سطيف لمجموعات دوري أبطال إفريقيا عام 2010، وكرر الإنجاز ذاته في العام الذي يليه مع مولودية الجزائر. وفي عام 2013 أشرف زكري على تدريب فريق أهلي شندي السوداني، الذي تغلب للمرة الأولى على فريقي الهلال والمريخ، وتصدر الدوري لأسابيع عدة، قبل تقديم استقالته.
وفي حواره مع “الرياضية” أوضح نور الدين زكري أنه يطمح إلى تدريب أحد الأندية الكبيرة في السعودية لكي يشاهد الرياضيون إمكاناته التدريبية الحقيقية، وتحدث عن موقفه من الإثارة التي تصاحب مواجهاته دائمًا.
01
كيف يسير برنامج ضمك التدريبي حاليًا؟
للأسف لا توجد أي متابعة الآن، فبعد السماح بمغادرة المحترفين الأجانب والأجهزة الفنية إلى بلدانهم بسبب تعليق النشاط الرياضي، وسماح الإدارة للاعبين بالسفر، أصبحنا لا نعلم عنهم أي شيء.
02
لماذا لم تمنح اللاعبين تدريبات أسوة بباقي الأندية؟
تم إعطاء جميع اللاعبين برامج لياقية في المنزل للاحتفاظ بجزء من اللياقة، ولكن من ناحية المراقبة والمشاهدة لهم أثناء التدريب فلا نعلم عنها، لبعد اللاعبين عن أعين الجهازين الفني والإداري.
03
كم يحتاج الفريق للإعداد لاستئناف الدوري مجددًا؟
فترة لا تقل عن 45 يومًا للتحضير للدوري، يتخللها 6 أو 7 مباريات تجريبية، في جو معتدل مناسب للاعبين، ليس حارًا أو باردًا، مع أهمية توفير الجوانب الصحية والنفسية كوننا نعيش في عالم وباء والنفسيات سيئة لمعظم اللاعبين، مع ضرورة تأمين كامل الاحتياجات والاحتياطات مثلما يحدث الآن للأندية الأوروبية من خلال سكنهم جميعًا في فندق واحد ملاصق للملعب، وإجراء فحوصات على اللاعبين صباحًا ومساءً، فإذا لم تتوافر تلك الأمور فالعامل النفسي سيكون صعبًا لعودة الدوري.
04
ألا تخشى كثرة إصابات اللاعبين في حال استئناف الدوري؟
عودة الدوري في مثل هذه الحرارة المرتفعة، ودخول جميع الأندية باللعب بمستوى عالٍ لتلافي بعضها الهبوط وتنافس البقية على البطولة والمقاعد الآسيوية يجعل مستوى المواجهات متباين من لقاء لآخر، ويتوقع إصابة العديد من اللاعبين، وقد نتسبب في إنهاء المشوار الكروي لبعض اللاعبين، لأن العودة ليست طبيعية، فنحن في نهاية موسم رياضي، واللاعبون بحاجة لراحة كافية ثم الاستعداد لموسم جديد يبدأ بالتدريج، ليس مهمًا خسارة مباراة أو مباراتين لسهولة التعويض.
05
وكيف ترى عودة الدوريات الأوروبية؟
الدوري الألماني على سبيل المثال تعرض نحو 22 لاعبًا منذ عودته لإصابات عضلية، وهذا تأكيد على صحة كلامي بأن استئناف الدوري سيتسبب في إصابات كثيرة قد تضيع مستقبل بعض اللاعبين.
06
أفهم من حديثك بأنك تؤيد بدء موسم جديد؟
نعم، أفضل من استكمال الدوري الحالي، لعدة أسباب منها ما هو بدني، ومنها ما هو في إجراءات التجديد للعقود، وأنا أحدهم فعقدي انتهى.
07
وكيف يمكن حل العقود المنتهية؟
جلوس اللاعبين والمدربين المنتهية عقودهم مع إدارات الأندية من أجل تجديد العقد، ومن المستحيل الموافقة على توقيع عقد جديد لمدة شهرين أو ثلاثة فقط، فلا بد من الحصول على عقد لمدة عام كامل، فالعديد من اللاعبين انتهت عقودهم قبل استئناف الدوري، فكيف ستتصرف الإدارات معهم.
08
ماذا عن مستقبلك التدريبي؟
الجميع ينتظر مصير الدوري بما فيهم أنا، ولكن العروض ما زالت تلاحقني ولست أنا الذي أبحث عنها، وأعطيت كلمة لرجالات ضمك بالانتظار لحين اتضاح الصورة بشكل رسمي بوضع الدوري الحالي، فلو تسأل أغلب رؤساء الأندية ستجدهم يطلبون إلغاء الدوري لترتيب أوراقهم للموسم المقبل من أجل تجديد أو تسريح بعض اللاعبين، وأجزم أن بعض اللاعبين لن يكملوا الدوري كونهم سيستعدون لناديهم الجديد.
09
هل تعتقد أن هذه المبررات كافية لإلغاء الدوري الحالي؟
بكل تأكيد، فلو تم استكمال الدوري في شهري يونيو ويوليو، فإن تمديد العقود ستكون أسهل على إدارات الأندية كون اللاعبين والمدربين أمامهم الوقت في فترة الانتقالات الصيفية، فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم اشترط على الاتحادات الراغبة في إكمال الدوري إنهاءه في 10 أغسطس المقبل حتى يمنح الفرصة للاعبين بالانتقالات وهذا كلام العقل، فمصير الموسم المقبل الجديد مجهول، فإذا كانت مصلحة ناديي الهلال والنصر استكمال الدوري، فكيف سيلعبون الجولات المتبقية الحاسمة من الدوري ثم يخوضون مباريات قوية في دوري أبطال آسيا التي تعد المصلحة الأهم للناديين، فبطبيعة الحال سيتعرض العديد من لاعبي الفريقين للإصابات، وأطرح تساؤلًا مهمًا كيف سيحضّر المنتخب السعودي للتصفيات الحاسمة؟ أعتقد أن القرار الصائب هو إلغاء الدوري وإعطاء الأندية الفرصة الكافية لتغيير بعض اللاعبين والأجهزة الفنية للموسم الجديد، وإجراء مخالصات مع اللاعبين الذين سيزيدون من الأعباء المالية على الأندية.
10
كيف ترى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين؟
قبل التوقف كان الدوري مثيرًا، واللقب محصور بين ناديي الهلال والنصر، بينما الهبوط يهدد ستة فرق.
11
من الأقوى.. الهلال أم النصر؟
سأتحدث بدون أي تقليل من القيمة للفريقين العريقين اللذين يملكان تاريخًا كرويًا عظيمًا، فمن الناحية التكتيكية يسهل إيقاف النصر ويصعب إيقاف الهلال، وهذا كلام فني ويستخلص منه أشياء جيدة للفريقين من أجل تقوية الخلل لديهما، فالهلال يعجز تكتيكيًا في البطولة الآسيوية، وأذكر أنه فاز على السد القطري بأربعة أهداف، وعاد وخسر بأربعة على أرضه وهذا خلل تكتيكي واضح، فالفريقان لديهما مشكلة في التكتيك، ولكن بعض لاعبي الهلال هم من يصنعون الفارق وليس التكتيك، بينما النصر لديه طريقة معينة، فإذا فشل فيها عجز عن الفوز لعدم وجود الحلول، مثل ما حدث مرتين أمام ضمك والفيصلي، وهذا دليل فني قاطع. من خلال كلامي هذا خدمت النصر ولم أنتقد أو أقلل من الفريق.
12
من يعجبك من اللاعبين في الدوري؟
بالنسبة للسعوديين سلمان الفرج وسالم الدوسري، لاعبا الهلال، كان تأثيرهما واضحًا مع الفريق آسيويًا ومحليًا، إضافة إلى عبد الفتاح عسيري، لاعب الأهلي، وسلطان الغنام، الظهير الأيمن في النصر، أما الأجانب البيروفي أندريه كاريلو، لاعب الهلال، والمغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر.
13
هل تتعمد الإثارة خارج الملعب أثناء المباريات؟
هذه من الحيل والحروب النفسية، فهي علوم تدرس وأعمل بها في بعض اللقاءات، فأنا أشعر بأنني مدرب كبير لم يحالفني الحظ، ولم أنل فرصتي بتدريب أحد الأندية الكبيرة في السعودية مثلما فعلت في الدوري الجزائري، فمتى ما أشرفت على تدريب نادٍ كبير ستشاهدون ما أصنعه، فالفرق الصغيرة إذا وجدت أنها لم تأخذ حقها في الملعب وإعلاميا، أؤدي هذا الدور لوضعها في مصاف أندية الكبار، والأهم أن تكون وفق الأمور المشروعة.
14
هل تؤدي ذلك أمام جميع الأندية أم أمام النصر فقط كما يتردد؟
غير صحيح إطلاقًا، فأنا أحترم النصر وجمهوره كونه فريقًا كبيرًا، فليس من مصلحتي الشخصية الانتقاص أو التقليل من النصر ولا غيره، لأنني قد أكون يومًا ما مدربًا لفريقهم، فلماذا أغلق بابًا من أبواب الرزق.
15
ما الذي تود إضافته في نهاية حديثك؟
أسأل الله العلي العظيم أن يرفع عن البلاء ويزيل الغمة ونرجع للملاعب ونحن بأفضل حال، حتى تعود الإثارة والمتعة للمسابقات، وأتمنى أن تعود المباريات بحضور الجماهير كون كرة القدم متعتها وإثارتها في حضور الجمهور، ونحن نرغب في أن نمتع جمهورنا، وأتمنى ألا تعود كرة القدم من دون جمهور مثل ما يحدث الآن في الدوري الألماني الذي عاد من دون جمهور وسط “رتم” بطيء لكل الفرق وبإصابات كبيرة، فعادوا لدوريهم لأمور اقتصادية فقط، فرغبتي الانتظار قليلًا حتى ينتهي الوباء وتعود المباريات بحضور الجمهور، فكرة القدم تظل للجمهور.