|


حسن عبد القادر
حتى لا تُكسر هيبة الأهلي
2020-06-05
الأندية الكبيرة في أي مكان بالعالم لديها أسس وثوابت ومقاييس تجعلها تحظى بأن تكون تحت هذا المسمى. الذي يتوارثه أبناء النادي ومسيروه جيلاً بعد جيل ويحافظون عليه.
من أسس ومقاييس الأندية الكبيرة أنها ليست سوقًا مفتوحة لبقية الأندية للتسوق منها وأخذ ما يحتاجونه، فهي تشتري ولا تبيع إلا برغبتها.
ولهذا غضب الكثير من عشاق الأهلي ومحبيه على خبر انتقال عبد الفتاح عسيري للهلاليين لأن اللاعب لا يمكن تعويضه ولكن لأن هذا فيه هزة لكبرياء الأهلي وبأنه أصبح سوقًا مفتوحة للتبضع وعبد الفتاح هو البداية، وقد يلحق به آخرون.
بعضهم يقول لا تحملوا المشرف المسؤولية، فالقرار في الأخير في يد اللاعب، وهنا أسأل: لماذا يختار اللاعب ناديًا آخر إذا كان ناديه موفرًا له كل ما طلب، لأنه بالمنطق والعقل لا يمكن أن يقبل لاعب بالانتقال من مدينة لمدينة بمبلغ أقل أو مميزات أقل.
أعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: ما الذي قدمه المفاوض الهلالي “إن صحت رواية المفاوضات” لعبد الفتاح عسيري ولم يقدمه المفاوض الأهلاوي؟
لذلك أرى بأن التساؤلات التي تطرحها جماهير الأهلي في هذا السياق منطقية وتتعلق بهيبة النادي ومكانته وليس بقدرات اللاعب، مع أنني أعتبره من أمهر لاعبي الوسط المحليين واستمراره مهم فنيًّا.
لهذا سيكون بقاء عبد الفتاح أو رحيله هو اختبار للمشرف لأن إدارة النادي ليس لها علاقة بالموضوع طالما وضع المشرف خطًّا أحمر أمامها بعدم التدخل في شؤون كرة القدم وهي وافقت على ذلك وارتضته، وبالتالي أصبحت خارج دائرة المسؤولية، فإن استمر اللاعب فهذا يحسب للمشرف وإن رحل يحسب عليه، إلا إذا صدر توضيح مختلف يفصل كيفية إبقاء اللاعب أو رحيله وكان فيها أدوار للإدارة في الحالتين.
وبعودة لمقدمة هذا المقال أكرر بأن هناك أمورًا تتعلق بمكانة النادي وهيبته وعدم كسرها من خلال أن يبقى قويًّا ومتماسكًا في سوق الانتقالات شراءً أو حفاظًا على نجومه، لأن اختلال هذه الحسبة سيفتح الباب أمام راحلين آخرين وسيتحول النادي لمزاد مفتوح للراغبين بالتزود باللاعبين.
قد يسأل أحد قراء هذا المقال: ما دخل الهيبة في انتقال لاعب فهناك أندية كبيرة انتقل لاعبوها لأندية أخرى وبقيت متماسكة. أقول له نعم ولكن أنا أتحدث عن مؤشرات وعن حالة جماعية قد تحدث وليس عن حالة فردية وعبد الفتاح مجرد بداية يخشى عواقب ما بعدها، لأن الباب إن فتح سيصعب إغلاقه، باعتبار الأندية الكبيرة ليست “أوكازيون” ولن تقبل أن تكون محطة تزود للبقية.