|


أحمد الحامد⁩
سوشال ميديا
2020-06-16
في بدايات الشباب كنت مؤمنًا أن الجميع طيبون وأن الجميع ذوو نوايا حسنة، أما يحصل من خلافات بين الناس فهي مجرد سوء تعبير فُهم بصورة خاطئة من أحد الطرفين أو الاثنين معًا.
على هذا التفكير الساذج عشت سنوات عديدة حتى اتضح لي أن على هذه الحياة يعيش العديد من أصناف البشر بأطباع وأخلاق متأصلة فيهم كسلوك عام، وأن هناك من هو إنسان صالح خيّر وهناك نقيضه، وأن هناك من يحب الخير للجميع وهناك من يغيظه أن يرى غيره في توفيق ونجاح، وإن البشر يختلفون في أخلاقياتهم كما تختلف الألوان، مع انتشار السوشال الميديا والكتابة من بعد بدأ هذا التباين ظاهرًا بصورة كبيرة ومجرد الدخول على التعليقات التي يتركها بعضهم على تغريدة ما تسطيع أن تشاهد أصناف مختلفة من الأخلاقيات، قبل أيام نشر الممثل المصري شريف منير صورة لابنتيه، طفلتان لا أظن أكبرهما قد تجاوزت الثانية عشرة من عمرها، ولم تمض دقائق قليلة حتى تلقى شريف منير تعليقات جارحة تنم عن سوء أخلاق كاتبيها، الأمر الذي جعل من شريف يوجه حديثه لأصحاب التعليقات المسيئة قائلًا لهم بأن كلماتهم جرحت طفلتيه وأحزنتهما، ما يسيء لهذا العالم ليس الجهل وحده، بل إن الجهلاء يظنون أنهم أذكياء وأنهم على حق، وعلى هذا المعتقد يعيشون ويطلقون أحكامهم، من مشاكل السوشال ميديا على الرغم من نفعها الأكبر أنها أتاحت الرد لمثل هؤلاء، وقد يعتقد بعضهم أن مثل هذه التعليقات تكفلها حرية التعبير، متناسين أن ما يكتبه الإنسان في حق غيره يحب أن يكون ضمن معيار أخلاقي مرتفع أما ما هو خلاف ذلك فيكون تعديًا مثله مثل أي عمل يخالف القانون، أعرف أحد المنتجين الذين يقدمون مادتهم الأدبية على اليوتيوب وقد قام بإلغاء إمكانية التعليق على ما يقدمه، وعندما سألته عن سبب ذلك قال بأنني أتعب كثيرًا في تحضير المحتوى وأدفع المال لآخرين لكي يساعدوني على إظهار ما أقدمه في أفضل صورة من جرافيكس ومونتاج، ثم يأتي شخص لا أعرفه ليشتمني أو يشتم أمي، لماذا أتيح لمثل هؤلاء فرصة الكلام!؟ الحقيقة أن التعليقات السيىة تؤثر بصورة ما في روح المغرد أو الكاتب، أما من ينظر إلى حسابات الذين يعلقون بألفاظ نابية وأحكام سطحية فيتوصل إلى أن مثل هؤلاء لا يملكون شيئًا سوى الغيرة والضعف، الممثل شريف منير واحد ضمن الكثير ممن تم الاعتداء عليهم، وأنا مدين له بالشكر بفضل قديم على دوره في فيلم الكيت كات مع العملاق محمود عبد العزيز، وشريف في الكيت كات رغم صغر سنه آنذاك إلا أنه أظهر موهبة كبيرة تستحق الثناء، في هذا العالم هناك من يصنع الخير وهناك من يصنع السوء.