|


أحمد الحامد⁩
مرّ من هنا
2020-06-24
ما زالت النكات تنتشر حول كورونا رغم الانفراجية العالمية وبدء العودة إلى مجريات الحياة الطبيعية التي توقفت أسابيع عديدة.
فانقسم الناس بين من يؤيد تداول هذه النكات وبين من يرى أن النكات عن كورونا لا تعكس الجدية المطلوبة في التعامل مع هذه الجائجة، ولكن من يستطيع وقف مثل هذه التعابير وهذا “التنفيس” لمن عانى من البقاء طويلًا في البيت دون أن يشغل نفسه بما ينفعه ويبعده عن اختلاق المشاكل مع أفراد أسرته؟، النكتة رغم أنها مضحكة إلا أنها ذات أوجه مختلفة؛ فبعضها ما يُضحك لرفع الروح المعنوية وبعضها مصنوع لخفض المعنويات، لكن كورونا رغم قساوته إلا أنه وحد العالم لمواجهته وهو الحالة التي صاغ الناس عليها النكات في الوقت ذاته. المصريون تعاملوا مع أزمة كورونا كعادتهم بروح تفاؤلية، وسلاح النكتة عند الشعب المصري سلاح قديم في مواجهة الظروف وأثبت فعاليته في رفع الروح المعنوية من خلال الضحك. أعلن أحدهم بعد أن عجز العلماء عن اكتشاف لقاح متفق على نفعه وسلامة استخدامه أنه اكتشف اللقاح المناسب للوقت الحالي “اللقاح الوحيد والمتوفر لكورونا دلوقتي أنك تتلقح في البيت”. أحد الأشخاص أرسل رسالة واتساب لأصدقائه مستفسرًا عما تقصده زوجته “مراتي كل ما بتعدي من جنبي أسمعها بتقول ربنا يخلصنا من البلوة اللي أحنا فيها.. هي بتقصد كورونا وإلا بتقصدني أنا؟”. أحدهم علق على الأخبار القائلة بأن هناك موجة ثانية من انتشار الفيروس مقتبسًا من أغنية لعمرو دياب “أنا رايح فين.. أنا راجع تاني”. أحد الإيطاليين أرسل رسالة إلى وزارة الصحة يفيدهم بأن الثوم هو أفضل وسيلة للتباعد الاجتماعي “أضمن لكم إذا ما نصحتم المواطنين بتناول الثوم فإنهم سيقفون بعيدًا عن بعضهم البعض مسافة لا تقل عن متر واحد”. بعد رسالته وصلته عشرات الرسائل من مزارعي وموردي الثوم تشكره على شهامته. أحد المواطنين العرب قال إنه سعيد جدًا بأنه عاش في الزمن الذي أصبحنا نقول فيه “كي لا نصبح مثل إيطاليا وبريطانيا!”. في المغرب العربي انتشرت نكتة قالها أحد الذين أودى بهم الحجر إلى المشاركة الفعلية في مهام الطبخ وشؤون المطبخ “ساعدت زوجتي في المطبخ للدرجة التي إذا ما رن جرس المنزل بحثت عن غطاء للرأس!”. واضح جدًا أن العالم تعب من آثار كورونا وأن الاعتماد على وعي المواطنين هو أفضل وسيلة لمكافحته إلى أن يصل العلماء إلى ما ينهي هذه الجائحة التي ستبقى بعض ذكرياتها ومنها النكات.