|


أحمد الحامد⁩
حتى لا تكون الخسارة مضاعفة
2020-06-27
لا ألوم منظمة الصحة العالمية على ارتباكها أمام فيروس جديد لم يتفق أبرز علماء الأوبئة حتى الآن على تحديد صفاته ونقاط ضعفه، كانت وكالات الأنباء في بداية الأزمة تنقل كل كلمة يقولها رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم.
لكن تصريحه الأخير بأن الفيروس يتفشى بصورة أكبر لم يلق اهتمامًا كبيرًا وكأن العالم يشعر بالملل والإحباط من حالة اللا حل بعد مرور أكثر من خمسة أشهر من انتشار الوباء وعشرات التصاريح المتضاربة، حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان مرتبكًا في أحاديثه خصوصًا أن ترامب ليست لديه دراية بالشؤون الطبية لكنه اضطر على الخوض فيها إلى أن وصل به الأمر أن نصح المواطنين بشرب معقم من ماركة شهيرة كي يموت الفيروس، وهو ما نفته الشركة المصنعة قائلة إن كلام الرئيس ليس صحيحًا، اقتنعت دول العالم بأن التعايش مع من لا تستطيع هزيمته هو الحل، وما التباعد الاجتماعي إلا شكل من أشكال المقاومة إلى أن يخرج العلماء بعقار ينهي هذه المعركة المربكة، أما نحن سكان الأرض فمن الأفضل لنا أن نستفيد من هذه التجربة غير المتوقعة، وهو أفضل ما نستطيع أن نخرج فيه من الأزمة، في الأشهر الماضية من المعركة غابت أسماء كانت تلمأ السمع والبصر من مشاهير كرة قدم ونجوم سينما، وبدأنا نتعرف على أسماء علماء وأطباء، لا يعنى ذلك أن الكثير من المشاهير لا أهمية لهم بل يعني أن العالم وفي غفلة منه نسي أن يوازن ليعطي الحق الكامل لمن يعملون على سلامتنا ولمن سيكونون في الصفوف الأولى في مثل هذه الأزمات، ورغم أن رواتب الممرضين في معظم دول العالم من الأجور الضعيفة مقارنة بالعديد من الوظائف، إلا أنهم أكثر من ضحى وأكثر من كان العالم بحاجة إليهم، حتى على الصعيد الشخصي كانت فترة الحجر رغم القلق إلا أنها كانت فترة هدوء ومساحة كافية لمراجعة الإنسان لما فات من سنوات حياته، أنا عن نفسي عندما أغلقت باب المنزل وبعد مرور عدة أيام من قراءة الأخبار وأرقام الضحايا شعرت إلى أي درجة كنت متهاونًا في عدم تنفيذ الأفكار التي طالما آمنت بأنها جميلة ومفيدة، وبعد مرور عدة أشهر أدركت بأنني لم أمتلك الشجاعة الكافية لكي أبدأ في تنفيذها وتوهمت أعذارًا ومسببات غير حقيقية، كما أنني في فترة المنع أدركت الوقت الطويل الذي أضعته قبل كورونا وكم كنت أستطيع أن أستقيد منه في تعلم ما لا أعرفه، هذه الأزمة ستمر بأي شكل من الأشكال لكن مرورها دون استخراج العبر والدروس سيعتبر خسارة مضاعفة.