|


محمد الغامدي
الرجفة الهلالية وتأجيل لقاء النصر
2020-07-01
بعد مئة يوم من الغياب القسري عن الملاعب لظروف أزمة كورونا، انقسم خلالها الوسط الرياضي بين مؤيد للعودة ورافض لها، وجدت وزارة الرياضة واتحاد الكرة أنه لابد من استكمال النشاط الكروي مع الأخذ في الاعتبار الإجراءات الاحترازية والوقائية وتطبيق بروتوكول العودة للتدريبات والمباريات.
مباريات الدوري في جولاته الثمانية المتبقية ستكون غاية في الصعوبة والتنافس الشرس في مختلف المراكز ــ رغم الغياب الجماهيري ــ ولن يكون هناك لقاء من طرف واحد في ظل المنافسة على البطولة والمراكز الأربعة للمشاركة الآسيوية وتأمين الاستمرار في مناطق الدفء أو الهروب من الهبوط.
البديهي والطبيعي أن تبدأ المباريات عادة بشكل تدريجي يرتفع خلالها المعدل اللياقي مباراة بعد الأخرى حتى يصل للذروة مع نهاية المنافسة، لكن في مثل حالة الدوري المستأنف أصبح لزاماً على الفرق تغيير استراتيجيتها وخططها التدريبية، وأن تكون في أوج قوتها ولياقتها مع أول مباراة في الرابع من أغسطس القادم، لتقطف نقاط المباريات، وهو عمل سيكون الحمل الأكبر على مدرب اللياقة وقدرته على تحقيق المعادلة بين تكثيف الجرعات اللياقية وارتفاعها مع عدم التعرض للإصابات العضلية التي عادة تزداد مع ضغط التدريات الصباحية والمسائية في مثل الظروف الحالية من العودة وأجوائها المناخية الصعبة.
لقاء النصر والهلال في أول مباراة بعد العودة هو الحدث الأهم والأكثر رواجاً بين المهتمين في الوسط الرياضي عامة وجماهير الفريقين خاصة، فالفوز النصراوي سيعيد التفكير ثانية في حادثة الموسم الماضي، وكيف نجح النصر في قلب المعادلة مع غريمه الأزرق وتقليص الفارق من تسع نقاط إلى تحقيق بطولة الدوري الاستثنائي، وكانت بالفعل حديث المجتمع الرياضي حتى في الخارج، أما فوز الهلال في اللقاء فهو يعني تضاؤل نسبة فوز النصر بالمحافظة على الدوري، بينما التعادل يضع الأمور بين بين مع انتظار وترقب نتائج الفريقين في الجولات السبع المتبقية، وإن كان ذلك الأمر سيكون خبراً مفرحاً لأنصار الفريق الأزرق.
الأسطوانة الجديدة التي يروجها المهتمون بالشأن الهلالي ظاهرها اقتراح مغلّف برجاء ومطالب وأمنيات وحتى توسل لاتحاد الكرة من عدم لعب مبارة النصر والهلال بداية العودة وتأجيلها إلى نهاية الدوري، ويبدو أن بطن المقترح رجفة الهلع والارتباك والخوف والترقب من مواجهة النصر، وأن تأثيرها بدأ مبكراً على زملاء المهنة وبعض الجماهير الهلالية رغم تبقي ثلاثين يوماً على النزال، فالفيلسوف أرسطو قال ذات يوم “الخوف ألم نابع من توقع الشر”.