|


بدر السعيد
صالح بن ناصر.. الاسم والنصيب
2020-07-04
“السعادة ليست الترقي في المناصب والجاه، وليست في كثر الأموال، ولا في كثرة الأولاد، ولكني وجدتها في مراحل حياتي كلها في إسباغ الله – سبحانه وتعالى – فضله عليّ، ولو خيرت اليوم بين أموال الدنيا كلها وأكبر مناصب الجاه فيها فلن أختار إلا ما أنا فيه من نعمة الصحة والعافية والزوجة والبناء والأسرة المستقرة، والرضا عما قدمت لخدمة وطني بإخلاص”.. كانت تلك العبارات التي اختارها فارسنا لتسكن على ظهر غلاف كتابه المعنون بـ “قصة حياتي” بقلم الدكتور الفاضل صالح أحمد بن ناصر ..
اليوم سأمر مرور الخجولين لأصف رجلاً تعجز المقالات عن وصفه.. عن شخصية كنت وما زلت ألقب صاحبها بـ”المعلم” وهي المفردة التي تختصر نظرتي لهذا الرجل المبنية على الاحترام المتبادل والثقة..
سأتحدث اليوم على عجل عن هامة وقامة اعتلت وتجلت بين أروقة الرياضة الوطنية والإقليمية والدولية.. كيف لا وصاحبها أحد روّاد هذا القطاع وأبرز معاول بنائه الممتد لخمسين عاماً من الخبرة والخدمة.. أتحدث عن الصديق الصدوق لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله -.. أتحدث عن السند المنير لصحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.. أتحدث عن المرجع الموثوق لصاحب السمو الملكي الأميرنواف بن فيصل.. عن الرجل الذي عاصر بناء الرياضة وشارك في تأسيس هويتها وأنظمتها.. الرجل الذي كان قاسماً مشتركاً في كثير من إنجازات الوطن ونجاحاته.. الرجل الذي مثل بلاده خير تمثيل في كل محفل ومناسبة ومنصب.. الرجل الذي تجسد الوطنية في تكوينه وأفعاله قبل أقواله.. الرجل الذي ناله من اسمه وافر الحظ والنصيب..
كنت ولا أزال فخوراً بمعرفة هذا الجبل عن قرب حيث سمحت لي ظروف عملي ودهاليز أحداثه بأن أكون معه علاقة وطيدة.. وبأن أقترب منه أكثر حتى أدركت أني أختصر الكثير من الزمن والجهد.. كانت إشاراته وإيماءاته وعباراته الموجزة كفيلة بتغيير بوصلة التفكير وإعادة توجيه العمل إلى جادة الصواب.. لم أكن الوحيد الذي يستشعر ذلك بل إن كل من تعامل مع “أبو أحمد” أدرك أنه لا مناص من العمل ولا تنازل عن الخدمة ولا حياد في مصلحة الوطن..
معلمي أبو أحمد.. لا أدري إن كنت ستطالع مقالي هذا أم لا.. لكني أستسمحك في مديحك العلني هذه المرة لعلمي أنك لا تفضل المديح المعلن.. لكني فعلت..

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.