- أعترف: قلّلتُ كثيرًا، كثيرًا جدًّا، من متابعتي لشبكات التواصل، وخاصةً “تويتر”. فعلتُ ذلك عامدًا وعن سبق إصرار!. حدث ذلك بعد وقفة تأمّليّة مع النفس، وفي هذه الوقفة تحرّكتْ الحقيقة المرعبة: الإنترنت، بكافة تطبيقاته، وبرامجه، يريدنا بلا ذاكرة!.
-نلهث خلف أشياء كلّها حاضرة، لا أمس لها!. بإمكانكم مراقبة صعود وهبوط أي هاشتاق للتأكد من ذلك!. يبدأ الهاشتاق بتغريدة تُسلّط الضوء على حدث وقع للتو، تسلخه من ماضيه، تُحاسب شخصًا ما على أمر دون اعتبار لسياق من أي نوع، وبانتقائية غضب أو رضا اُسْتُثْمِرَتْ مشاعر صاحبها للتّو!. ثم ماذا؟! يوم أو أسبوع على أبعد تقدير، ويتلاشى كل شيء!. ونبدأ بملاحقة أمر جديد، طارئ، معزول عن ماضيه ولا مستقبل له!.
- كل شيء مُعاصِر وفوري!. بإمكان أي أحد نقْل جملة أو رأي لأي أحد، وبثّه من جديد على الشبكة، ومهما كان هذا القول “التغريدة” قديمًا، ومهما كانت الحالة الاجتماعية أو السياسية أو حتى الرياضية تستدعيه أو تتقبل حضوره بتفهّم وقت نشره أول مرّة، فسوف يتم التعامل مع هذا القول، خارج كل سياق سابق، وسوف يتم تناوله وكأنه قيل للتو.. الآن.. هذه اللحظة!.
- المشكلة ليست في الناس بالضرورة، أو أن جزءًا مهمًّا منها ليس مسؤوليتهم، لكنها طبيعة الإنترنت، هذا الفضاء الخانق!.
- يبدو أن التكنولوجيا كانت بين خيارين: السرعة أو العمق، فاختارت السرعة!. بذلك اجتاح السطحي والهشّ المكان، مُفْرِغًا الإنسان، قلبًا وعقلًا، من العمق، ومن أدوات العمق: الذاكرة، والتأمّل، وربط الأشياء بالأشياء والأمور بالأمور للحصول على تصوّر ومنطق وفلسفة!.
-ضحيج الحاضر، اللحظي الآني المؤقّت، يصمّ الأُذُن، فلا تسمع من همس الماضي شيئًا، ولا تتبيّن من حكمة التاريخ أمرًا، ولا تكاد تتطلّع إلى غدٍ أبعد ممّا يمكن لهاشتاق الوصول إليه!.
- وليت أنّ حتى هذا الحاضر، اللحظي، منزّه عن التزوير، أو اللّبس المريب!. المُفرد صار يحذر الجمع، حذرًا يقترب من المَرَض!. والجمع متربّص فعلًا!. تقريبًا: لا أحد يريد مجدًا، الجميع يريد شهرة!.
-قبل أن نسكن في بيت العنكبوت هذا، كانت الشهرة جائزة لتفوّق ما، لمجد ما، مهما كان هذا المجد صغيرًا. اليوم، الحال تغيّر، بل انقلب، صارت الشهرة رأس المبتغى والمجد ذيلًا!.
- مَرّةً، كنت في مجلس، ودخل علينا شاب. رحّبوا به، وقدّموه لي بلقبه “القنّاص”، يقولونها ضاحكين!. سألته عن اللقب، فقال: طول الوقت، أتابع المشاهير في “تويتر”، وأصوّر تغريداتهم بعد نشرهم لها بثانية واحدة!. على أمل أن يكون فيها خطأ، فلا يتمكنون من حذف وتعديل!. أنشرها، سلّمك الله، و”أستلمهم”!. قلت: سلّمني وسلّمهم الله منك!.
-نلهث خلف أشياء كلّها حاضرة، لا أمس لها!. بإمكانكم مراقبة صعود وهبوط أي هاشتاق للتأكد من ذلك!. يبدأ الهاشتاق بتغريدة تُسلّط الضوء على حدث وقع للتو، تسلخه من ماضيه، تُحاسب شخصًا ما على أمر دون اعتبار لسياق من أي نوع، وبانتقائية غضب أو رضا اُسْتُثْمِرَتْ مشاعر صاحبها للتّو!. ثم ماذا؟! يوم أو أسبوع على أبعد تقدير، ويتلاشى كل شيء!. ونبدأ بملاحقة أمر جديد، طارئ، معزول عن ماضيه ولا مستقبل له!.
- كل شيء مُعاصِر وفوري!. بإمكان أي أحد نقْل جملة أو رأي لأي أحد، وبثّه من جديد على الشبكة، ومهما كان هذا القول “التغريدة” قديمًا، ومهما كانت الحالة الاجتماعية أو السياسية أو حتى الرياضية تستدعيه أو تتقبل حضوره بتفهّم وقت نشره أول مرّة، فسوف يتم التعامل مع هذا القول، خارج كل سياق سابق، وسوف يتم تناوله وكأنه قيل للتو.. الآن.. هذه اللحظة!.
- المشكلة ليست في الناس بالضرورة، أو أن جزءًا مهمًّا منها ليس مسؤوليتهم، لكنها طبيعة الإنترنت، هذا الفضاء الخانق!.
- يبدو أن التكنولوجيا كانت بين خيارين: السرعة أو العمق، فاختارت السرعة!. بذلك اجتاح السطحي والهشّ المكان، مُفْرِغًا الإنسان، قلبًا وعقلًا، من العمق، ومن أدوات العمق: الذاكرة، والتأمّل، وربط الأشياء بالأشياء والأمور بالأمور للحصول على تصوّر ومنطق وفلسفة!.
-ضحيج الحاضر، اللحظي الآني المؤقّت، يصمّ الأُذُن، فلا تسمع من همس الماضي شيئًا، ولا تتبيّن من حكمة التاريخ أمرًا، ولا تكاد تتطلّع إلى غدٍ أبعد ممّا يمكن لهاشتاق الوصول إليه!.
- وليت أنّ حتى هذا الحاضر، اللحظي، منزّه عن التزوير، أو اللّبس المريب!. المُفرد صار يحذر الجمع، حذرًا يقترب من المَرَض!. والجمع متربّص فعلًا!. تقريبًا: لا أحد يريد مجدًا، الجميع يريد شهرة!.
-قبل أن نسكن في بيت العنكبوت هذا، كانت الشهرة جائزة لتفوّق ما، لمجد ما، مهما كان هذا المجد صغيرًا. اليوم، الحال تغيّر، بل انقلب، صارت الشهرة رأس المبتغى والمجد ذيلًا!.
- مَرّةً، كنت في مجلس، ودخل علينا شاب. رحّبوا به، وقدّموه لي بلقبه “القنّاص”، يقولونها ضاحكين!. سألته عن اللقب، فقال: طول الوقت، أتابع المشاهير في “تويتر”، وأصوّر تغريداتهم بعد نشرهم لها بثانية واحدة!. على أمل أن يكون فيها خطأ، فلا يتمكنون من حذف وتعديل!. أنشرها، سلّمك الله، و”أستلمهم”!. قلت: سلّمني وسلّمهم الله منك!.