|


هيا الغامدي
من «المهد» لمنصات العالم
2020-08-02
DREAMS COME TRUE الأحلام تتحقق مع مشروع وزارة الرياضة الجبار الجديد لاكتشاف وتطوير المواهب الصغيرة، وصناعة أجيال مستقبلية معدة إعدادًا علميًّا أكاديميًّا.. “مهد” حلم انتظرناه كثيرًا وطويلاً وأخيرًا تحقق على أرض الواقع وأصبح مسار الأحلام ممتدًّا من المهد لمنصات التتويج العالمية، وما بينها صناعة حقيقية، صناعة الفرد قبل الرياضي بناء اللاعب كإنسان متكامل ذهنيًّا، نفسيًّا، وفنيًّا..
بدأنا مرحلة الصناعة الحقيقية للأبطال الأولمبيين بكافة الألعاب، فردية وجماعية، واستبشرنا خيرًا بعودتها من جديد.. أكاديمية مهد المستقبل الأولمبي للألعاب بالمملكة أعادت الآمال بنتائج إيجابية مستقبلية مشرفة..
كنا بعد كل إخفاق خارجي نعود لنقطة البداية “القاعدة” الفئات السنية التي يعتمد عليها بالمراحل الكبيرة كتأسيس، صناعة “تصنيع المنتج” لتصديره كما يجب بشروط ومقاييس خاصة، “نشارك ننافس ونتفوق”.. الموهبة الصغيرة كالمعدن النفيس بحاجة لبحث وتنقيب لتصل لأعلى معايير الجودة والتميز، وترتفع قيمتها السوقية بعد ذلك، صناعة المنتج الرياضي المنافس وفق رؤية المملكة التطويرية واحتياجات المرحلة الرياضية وسد حاجة أنديتنا ومنتخباتنا المستقبلية وسد الثغور على الاستغلاليين من السماسرة... بمقالب اللاعبين الأجانب واستبدالها بمنتج سعودي ذي مواصفات عالمية..
قديمًا كانت الموهبة هي المسيطر على كرة القدم دون احتراف، ثم جاء الاحتراف وشحت المواهب، والمستقبل نأمل أن يجمع بين الموهبة والاحتراف، صناعة أبطال أكاديمية..
هذا المشروع سيحرك معه المياه الراكدة بالبيئة المدرسية وحصص الرياضة البدنية المهمل بها كثير من الألعاب واعتبارها حصص ترفيه من دون فعالية.. قديمًا طالبنا بابتعاث المواهب الصغيرة للخارج لأجل صقلها وتطويرها وصناعة أبطال، واليوم السعودية تواكب الرؤية الجديدة بخطوات “مصنعية” هنا بالمملكة من خلال أكاديمية مهد، وهي التي لفتت الأنظار إليها مؤخرًا باستضافة الأحداث الرياضية الكبرى على أراضيها ككأسي السوبر الإسباني والإيطالي والفورمولا إي ورالي داكار والملاكمة.. وحظيت باهتمام وترقب واحترام العالم بأكمله..
بناء وصقل الموهبة الصغيرة منذ سن مبكرة أبقى أثرًا وأطول أجلاً، فالتركيز على سن 6 ـ 12 سنة يختلف عن 14 والسن المتأخرة التي كنا نركز عليها بالماضي مع صعوبات التعلم.. رأينا شكل وحجم الإنتاجية لدى الدول التي تملك الحس الأكاديمي بالمشاركات الخارجية والفارق الزمني والفني الكبير بيننا وبينهم ذهنيًّا وسيكولوجيًّا وفنيًّا في المشاركات الخارجية..
الآن أصبح لدينا رافد حقيقي ورئيس لإمداد الأندية والمنتخبات بالمواهب المعدة إعدادًا أكاديميًّا، سيفتح آفاقًا كبيرة في المستقبل لم نكن نصل إليها بالسابق مع شح المواهب وإهمالها.