- مات النّحوي وفي قلبه شيء من “حتّى”. وأموت وفي قلبي شيء من هذه النصيحة المُرسلة من كل أحد لكل أحد: “كُن أنت”!.
- لا أعترض على الغاية الكريمة في المعنى العميق للنصيحة، لكنني أظن أنها، ولكثرة ما قيلت، بمناسبة وبغير مناسبة، ولكثرة ما تناولتها الألسنة والأقلام بمشاع تساوَى فيه الحكيم والسطحي والعالِم والجاهل والمفكّر والمتثيقف، حتى إنها قيلت للكُلّ من قِبَل الكُلّ تقريبًا، فقد بَهُتَ بريقها الذي كان يمكن له أن يقود إلى مطرها!. بل لُطِّخ وجهها بمساحيق ومساحيق، منها ما شوّه ومنها ما أخفى ومنها ما زوّر ملامح هذا الوجه!.
- والقليل، القليل منها، المدفون في الكُتُب وفي التذوّق الفني عمومًا، وليس في تغريدات وبطولات نجوم تطبيقات التواصل الإلكتروني، يتأمّل الكلمتين بعمق ويروي حكايتهما بصوت يكتمه الضجيج العبثي للتكنولوجيا!. التكنولوجيا التي هي الأحق، بمعالجتها من عِلّة سرعة القذف، تلك التي صارت إعلاناتها تُلاحق بردودها كل الناس!.
- لكثرة ما تعدّدت معاني هذه الـ “كُن أنت”، صارت بلا معنى تقريبًا!. ذلك أنّ أي معنى لها صار يُمكن ضربه على قفاه بمعنى آخر مُناقض له تمامًا، ويكون للمعنييْن القوّة ذاتها!.
- “كُن أنت” تعني: اثبت، كما تعني: تحرّك!. تنصح بالسكون كما تنصح بالحركة!.
- خذ عندك: يمكن لأي أحد التقاط الإشارة وفهم القصد، على أن هذه الـ”كن أنت” تطلب منه الثبات، والسكون، ورفض التغيّر في فكره وأسلوبه وفهمه وقناعاته، وبالتالي يصير الخطأ خطأ العالَم الذي يتوجّب عليه هو أن يتغيّر ويتحرّك ويغيّر كل ما به ليتناسب مع مشاعر ومفاهيم وتوجّهات صاحبنا الذي توقّف وثبت وسكن!.
- مثلما أنه يمكن لأي أحد التقاط الإشارة وفهم القصد، على أن هذه الـ”كُن أنت” تطلب منه الحركة والتغيّر والتجديد والتشكك الدائم في فكره وأسلوبه وقناعاته ومعتقداته، فقط لأن آخرين لديهم مثل هذه الأفكار والقناعات وأساليب الحياة والعمل!. وكأنهم جميعًا، وبسبب من هذه الـ”جميعًا”!، على خطأ بالضرورة، وأن موسيقاه لا تستقيم بغير النشاز الذي يمكن له، بل يتوجب عليه، أن يُحدثه في معزوفتهم!.
- هذا ومن عجائب الأمور المضحكة، أن عددًا كبيرًا ممّن يقولون لك: “كُن أنت” إنما يقصد كل واحدٍ منهم أن يقول لك: “كُن أنا”!. تمامًا مثلما أن معظم من يقول لك: “يا أخي كُن موضوعيًّا ومنطقيًّا”، إنما يقصد بالياءات نفسه، أن تتفق مع: “موضوعه” و “منطقه”!.
- أظن أن الارتباك، الذي يقود إلى اللبس والزلل، يكمن في فعل الأمر “كُن” الذي تلتبس معه الـ”أنت” وتزّل عن معناها!. ذلك أنّ “كُن” حتى إن كانت فعل أمر، أي فعل ما لم يُفعل بعد، إلا أنّها آتية أساسًا من “كان” وهي فعل ماضٍ سبق له أن حدث وانتهى!. وبالتالي فمن أنا هذا الذي سأكونه؟!. إنه أي شيء سوى ما أنا عليه هذه اللحظة، بل لا يمكن لي أن أكونه في أي لحظة، فهو إما مستقبل لستُ فيه الآن، وإمّا ماضٍ لم أعد فيه الآن!.
- مِن هذا المُلتبِس يمكن لي رؤية ضوء: أن أكون أنا، ليست سهلة أبدًا، بل هي من المستحيلات، لكنها أمر يستحق المحاولة، ولا أجد للحياة معنى أجمل وأنبل من الاستمرار في هذه المحاولة التي أحسبها النضال الأرفع شأنًا!.
- ها أنا، وبالرغم من كل هذا الذي يبدو هجاءً في هذه الـ”كن أنت”، وهو الأمر الذي سبق لي أن ارتكبته في هذه الزاوية مرّة أو مرّتين من قبل، أشهد بجمال وفائدة النصيحة: “كن أنت”!. ألم أقل لكم: أموت وفي قلبي شيء منها؟!.
- لا أعترض على الغاية الكريمة في المعنى العميق للنصيحة، لكنني أظن أنها، ولكثرة ما قيلت، بمناسبة وبغير مناسبة، ولكثرة ما تناولتها الألسنة والأقلام بمشاع تساوَى فيه الحكيم والسطحي والعالِم والجاهل والمفكّر والمتثيقف، حتى إنها قيلت للكُلّ من قِبَل الكُلّ تقريبًا، فقد بَهُتَ بريقها الذي كان يمكن له أن يقود إلى مطرها!. بل لُطِّخ وجهها بمساحيق ومساحيق، منها ما شوّه ومنها ما أخفى ومنها ما زوّر ملامح هذا الوجه!.
- والقليل، القليل منها، المدفون في الكُتُب وفي التذوّق الفني عمومًا، وليس في تغريدات وبطولات نجوم تطبيقات التواصل الإلكتروني، يتأمّل الكلمتين بعمق ويروي حكايتهما بصوت يكتمه الضجيج العبثي للتكنولوجيا!. التكنولوجيا التي هي الأحق، بمعالجتها من عِلّة سرعة القذف، تلك التي صارت إعلاناتها تُلاحق بردودها كل الناس!.
- لكثرة ما تعدّدت معاني هذه الـ “كُن أنت”، صارت بلا معنى تقريبًا!. ذلك أنّ أي معنى لها صار يُمكن ضربه على قفاه بمعنى آخر مُناقض له تمامًا، ويكون للمعنييْن القوّة ذاتها!.
- “كُن أنت” تعني: اثبت، كما تعني: تحرّك!. تنصح بالسكون كما تنصح بالحركة!.
- خذ عندك: يمكن لأي أحد التقاط الإشارة وفهم القصد، على أن هذه الـ”كن أنت” تطلب منه الثبات، والسكون، ورفض التغيّر في فكره وأسلوبه وفهمه وقناعاته، وبالتالي يصير الخطأ خطأ العالَم الذي يتوجّب عليه هو أن يتغيّر ويتحرّك ويغيّر كل ما به ليتناسب مع مشاعر ومفاهيم وتوجّهات صاحبنا الذي توقّف وثبت وسكن!.
- مثلما أنه يمكن لأي أحد التقاط الإشارة وفهم القصد، على أن هذه الـ”كُن أنت” تطلب منه الحركة والتغيّر والتجديد والتشكك الدائم في فكره وأسلوبه وقناعاته ومعتقداته، فقط لأن آخرين لديهم مثل هذه الأفكار والقناعات وأساليب الحياة والعمل!. وكأنهم جميعًا، وبسبب من هذه الـ”جميعًا”!، على خطأ بالضرورة، وأن موسيقاه لا تستقيم بغير النشاز الذي يمكن له، بل يتوجب عليه، أن يُحدثه في معزوفتهم!.
- هذا ومن عجائب الأمور المضحكة، أن عددًا كبيرًا ممّن يقولون لك: “كُن أنت” إنما يقصد كل واحدٍ منهم أن يقول لك: “كُن أنا”!. تمامًا مثلما أن معظم من يقول لك: “يا أخي كُن موضوعيًّا ومنطقيًّا”، إنما يقصد بالياءات نفسه، أن تتفق مع: “موضوعه” و “منطقه”!.
- أظن أن الارتباك، الذي يقود إلى اللبس والزلل، يكمن في فعل الأمر “كُن” الذي تلتبس معه الـ”أنت” وتزّل عن معناها!. ذلك أنّ “كُن” حتى إن كانت فعل أمر، أي فعل ما لم يُفعل بعد، إلا أنّها آتية أساسًا من “كان” وهي فعل ماضٍ سبق له أن حدث وانتهى!. وبالتالي فمن أنا هذا الذي سأكونه؟!. إنه أي شيء سوى ما أنا عليه هذه اللحظة، بل لا يمكن لي أن أكونه في أي لحظة، فهو إما مستقبل لستُ فيه الآن، وإمّا ماضٍ لم أعد فيه الآن!.
- مِن هذا المُلتبِس يمكن لي رؤية ضوء: أن أكون أنا، ليست سهلة أبدًا، بل هي من المستحيلات، لكنها أمر يستحق المحاولة، ولا أجد للحياة معنى أجمل وأنبل من الاستمرار في هذه المحاولة التي أحسبها النضال الأرفع شأنًا!.
- ها أنا، وبالرغم من كل هذا الذي يبدو هجاءً في هذه الـ”كن أنت”، وهو الأمر الذي سبق لي أن ارتكبته في هذه الزاوية مرّة أو مرّتين من قبل، أشهد بجمال وفائدة النصيحة: “كن أنت”!. ألم أقل لكم: أموت وفي قلبي شيء منها؟!.