|


د.تركي العواد
أدرينالين النصر وجماعية الهلال
2020-08-02
أخذت نفسًا عميقًا وأغمضت طويلاً محاولاً تخيل المعركة الطاحنة التي ستدور رحاها في الدرة بعد يومين.. قلبت المباراة على كل الوجوه.. عشت مع جوميز وحمد الله.. رأيت انطلاقات أمرابط وكاريلو. مشهد ياسر الشهراني يقابل سلطان الغنام مر كثيرًا في مخيلتي. كل شيء رأيته إلا فوز النصر.
لم أجد سيناريو واحدًا ينتهي بفوز النصر. عودنا النصر على القتالية والحماس وعدم الاستسلام، لكن هذه الدوافع الداخلية التي يعتمد عليها النصر لن تكون حاسمة هذه المرة. القتالية بحاجة إلى لياقة عالية تنفخ نار الرغبة في الفوز وكسر المنافس.. واللياقة كما نعلم على قد الحال. فالمخزون اللياقي بعد سبات طويل بالكاد يوصل اللاعب إلى نهاية المباراة وهو يقف على قدميه.
درجة الحرارة المثالية للشوي ستؤثر على طريقة اللعب 42 درجة مئوية في عز الليل ستبخر الأدرينالين الذي يجري في عروق اللاعبين، ما يصعب الضغط العالي وحرمان الهلال من بناء الهجمة كما يفعل النصر دائمًا. لو حاول النصر الضغط على الهلال أول عشر دقائق فسيستنفد تغييراته الخمسة بين الشوطين.
نقطة أخرى لن تكون في مصلحة النصر وهي المدرجات الخالية. جماهير النصر هي الشرارة التي تشعل فتيل الحماس لدى اللاعبين. فتلك الجماهير توقظ اللاعبين إذا ما فتروا وهدؤوا وقلت عزيمتهم. من سيصرخ عندما يسقط حمد الله في الصندوق؟
ما يجعل مهمة النصر صعبة أنه فريق فردي.. يعتمد على مهارة اللاعبين أكثر من تنظيم الفريق. حمد الله يغطي عيوب كل الفريق. أمرابط وبيتروس يحملان الفريق على أكتافهما. في المقابل بقية اللاعبين لديهم أدوار ثانوية في انتصارات النصر. عودة المنافسات بعد كورونا علمتنا أن الفرق الفردية لا تكسب وأن اللعب الجماعي كان سيد الموقف. ريال مدريد حقق الدوري على حساب برشلونة لأنه فريق جماعي، بينما عجز فريق اللاعب الواحد عن المحافظة على صدارته.
المشكلة الأكبر التي سيعاني منها النصر هي حمد الله، فالهداف التاريخي للدوري السعودي لا يبدأ بشكل جيد بعد الانقطاع. يحتاج 7-8 مباريات للوصول إلى قمة مستواه. الموسم الماضي لم ينطلق الهداف المغربي إلا مع نهاية الدور الأول. وهذا الموسم أيضًا لم تكن بدايته جيدة.
لا أستطيع الانتظار يومين كاملين، فلدينا شوق ولهفة لعودة المنافسات. كرة القدم تغير مزاجنا وجونا.. تغير حياتنا.