اللاعب السابق والمحلل التلفزيوني يصف الدوري الحالي بالأقوى منذ 13 عاما
الشنيف: تمنيت تأجيل الديربي
حقق خالد الشنيف، لاعب فريقي الشباب والأهلي والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقًا في مركز المحور الدفاعي، خلال مشواره الرياضي ما لا يقل عن 18 بطولة، معظمها في صفوف الشباب، قبل أن ينتقل إلى الأهلي ثم يقرر الاعتزال، بعد مشوار لم يطل كثيرًا في الملاعب، تحول بعده إلى التحليل الرياضي، ليحقق فيه نجاحًا كبيرًا فاق نجاحه في الملاعب.
وفي حواره مع “الرياضية”، تحدث الشنيف عن ديربي الرياض، الذي يعده الأكثر قوة وإثارة في المنطقة، والأهم عربيًّا، وسر تميز الهلال والنصر عن بقية الفرق السعودية، وتطرق إلى أكاديمية مهد الرياضية، مطالبًا بالاهتمام بتطوير اللاعب الموهوب والمدرب السعودي.
01
كيف ترى خطوة وزارة الرياضة بإطلاق مشروع أكاديمية مهد؟
بداية يجب أن نعود قليلاً إلى الماضي، ونتحدث عن الأكاديميات في السعودية، حيث كانت أكاديمية النادي الأهلي الأفضل والأقرب إلى الأكاديميات العالمية، ورأيت ذلك بعد استكشافي واستطلاعي على أكثر من أكاديمية.
أما أكاديمية مهد أجد أن إطلاق المشروع جاء بشكل مختلف عن السابق، لأننا تعودنا مع كل إخفاق أن يخرج مثل هذه المشاريع، ولكن هذا المشروع تم إطلاقه في وقت لا يوجد فيه إخفاق، والأمور في رياضتنا جيدة، ومن الواضح جدًّا أن هذا المشروع ليس قصير المدى، بل عُمل عليه من قبل الوزارة وهو مشروع طويل المدى.
02
ما الأساسيات التي تستند إليها الأكاديمية؟
تستند إلى أكثر من أساس ابتداءً من عملية البحث عن اللاعب الموهوب، من أجل تطوير موهبته وتنميتها من خلال الأساليب الحديثة، وهناك جانب مهم وهو الاهتمام بالأمور التعليمية من خلال المدارس، إضافة إلى الاهتمام بتثقيف الموهوب في رياضته وأمور حياته الخاصة، فنحن في بلد كبير ولدينا عدد سكان كثير، فيجب أن تكون لدينا هذه الأكاديميات.
03
من وجهة نظرك.. ما عوامل نجاح الأكاديمية؟
بكل تأكيد الموهبة في المقام الأول، ثم يأتي المدربون الذين يغذون هذه الموهبة، وأريد أن أركز على هذه النقطة وهي نقطة المدرب، فكما تريد أن تطور الموهبة لدى اللاعب يجب أن تطور المدرب السعودي، وعندما ترى مشاريع الأكاديميات الناجحة في دول العالم تجد أنه لا بد من وجود مدربين وطنيين من الدولة نفسها في هذه الأكاديميات، ويجب أن يكون لدينا خطان متساويان في تطوير اللاعب كموهبة والمدرب السعودي.
04
ما الذي يمكن أن يقدمه المدرب السعودي للموهبة لا يستطيع المدرب الأجنبي تقديمه؟
هناك عوامل كثيرة سينجح فيها المدرب السعودي في الأكاديمية بشكل ممتاز، أول هذه الأمور معرفته الكبيرة ببيئة اللاعب، وأنا شخصيًّا سبق أن عملت في الأكاديميات، ومن أجل أن تنجح يجب أن يكون خطابك للاعب في مستوى تفكيره، ويجب أن تنزل إلى عقليته وتتحول إلى أب في نظره، لأنه عندما يكون لديك موهبة يجب أن تهتم بكل ما يعنيه من محيطه، وتكون قريبًا منه عاطفيًّا ومعنويًّا ودراسيًّا.
05
ما المدة التي يحتاج إليها الموهوب لكي تنضج موهبته؟
في مختلف دول العالم، تجد الأكاديمية الناجحة تعد اللاعب لمدة لا تقل عن 11 عامًا، وعندما يصل إلى عمر الـ18 عامًا يكون اللاعب جاهزًا من جميع النواحي الجسدية والثقافية والإعلامية، وهذا ما نبحث عنه، وهو أمر لن يبدع فيه إلا المدرب السعودي، وهذا ما يجعلني أركز على تطوير المدرب السعودي.
06
ما الذي تخشاه على الأكاديمية؟
أخشى الاستعجال على النتائج، فالأكاديميات تحتاج إلى الصبر، لأن الناجح منها يحتاج على الأقل في الدورة من سبعة إلى ثمانية أعوام، فمن يبحث عن الإنتاج خلال ثلاثة أعوام أو أقل فاعلم أنها ستبوء بالفشل، وهذا ليس كلامي بل كلام مدروس وموجود في جميع الأكاديميات العالمية الناجحة.
07
اليوم يستأنف النشاط الرياضي وتعود عجلة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين إلى الدوران، فكيف ترى عودة المنافسة في الدوري؟
دعنا نتحدث أولاً عن الدوري في آخر عامين، حيث إنه شهد تطورًا كبيرًا بسبب الدعم الذي قدم من قبل القيادة، ما أدى إلى استقطاب نوعية جيدة من اللاعبين الأجانب المحترفين في الأندية، إضافة إلى أن مستوى نوعية المدربين الموجودين حاليًا قوي، وأنا متابع ومحلل للدوري منذ 13 عامًا، وأرى أن آخر عامين هما الأقوى، ولكن كنت أتمنى ألا تُفتتح عودة الدوري بلقاء الهلال والنصر، وأن يتم تأجيله إلى جولة مقبلة.
08
لماذا تمنيت ذلك؟
حتى لا يحسم الدوري بشكل مبكر، ومع احترامي لجميع الأندية لا يوجد منافس للهلال والنصر في الفترة الجارية، وكنت أتمنى أن يأخذ وقتًا كافيًا للاستعداد، لأن هذه المباراة هي الأهم والأكثر متابعة في الدول العربية، سواء على المستوى الجماهيري أو الإعلامي، وهذه أمنيتي مشاهدًا، ولكن في عالم الإنصاف بكرة القدم يجب أن تلعب كما هو مجدول لها وفي وقتها.
09
لماذا النصر والهلال الأبرز مع العلم أن الدعم كان متساويًا لجميع الأندية؟
أقولها بشكل مختصر، والمسألة سهلة عندما تتحدث بها، ولكن العمل عليها صعب جدًّا، وهي وجود جهاز فني وعناصر أجنبية في الفريقين على أعلى مستوى، وهذا أمر يصعب تكوينه، إضافة إلى وجود لاعبين محليين بمستوى جيد جدًّا في الجانبين، ولكن الأهم بالنسبة لي وجود سبعة لاعبين أجانب مع جهاز فني متمكن، لهذا تجد فرقًا شاسعًا بين النصر والهلال وباقي الأندية.
10
هل تتوقع أن تكون عودة الدوري بالمستوى نفسه الذي كان عليه قبل التوقف الاحترازي بسبب فيروس كورونا؟
لا أبدًا، وأتمنى ألا تقسو الجماهير على أنديتها، لأن فترة الانقطاع كانت طويلة وخمسة أشهر ليست بالمدة القليلة، وهي أطول فترة انقطاع حدثت في تاريخ اللاعب، خاصة أن اللاعب سيعود إلى الملاعب ويدخل إلى الملعب دون أكبر حافز له وهو الجمهور، ومن الطبيعي ألا يعود بمستواه.
11
هل تعتقد أن قرار استئناف الدوري كان مناسبًا أو أن فيه نوعًا من الاستعجال؟
استئناف منافسات الدوري قرار صائب، وكان لا بد من عودته، ونحن في دولة استطاعت أن تحارب الوباء وتتفوق عليه، ولا ينقصنا شيء عن باقي الدول الأخرى التي عادت وأكملت الموسم الرياضي، كما أن عودة الدوري مهمة حتى على نطاق المنتخب السعودي وعودة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 ونهائيات كأس آسيا 2023م، فهي تحضير للاعب حتى يعود إلى كرة القدم بشكل طبيعي، وخير استعداد للأندية التي ستشارك الشهر المقبل في منافسات دوري أبطال آسيا.